أعطى والي الطارف، أمس، إشارة انطلاق إنجاز شبكة التطهير على طول 6 كلم، مع محطة للرفع بطاقة 10 لترات في الثانية بحي الشاطئ الكبير، أحد أعرق الأحياء الحضرية بالمخرج الشرقي لمدينة القالة، مع تعليمات باحترام الجودة والنوعية في الإنجاز والمتابعة التقنية للأشغال.
المشروع المدرج ضمن البرنامج القطاعي للعام الجاري، رصد له غلاف مالي قدره 15 مليار سنتيم ومن شأنه وضع حد نهائي للطرح العشوائي للمياه القذرة نحو الشاطئ الحضري بالجوار وحمايته من التلوث وكذا الوقاية من خطر الأمراض المتنقلة بالقضاء على خنادق المياه المستعملة المنتشرة بالحي المذكور، في وقت أكد فيه الوالي، ضرورة مراجعة آجال الإنجاز التي حددت بـ11 شهرا، بتقليصها إلى 3 أشهر للتخفيف من معاناة المواطنين، مذكرا بالتوافد الكبير للمصطافين على المدينة صيفا ما قد يؤثر سلبا على وتيرة الأشغال وعدم تسليم المشروع في موعده.
وشدد المسؤول في هذا السياق، على تكثيف العمل بالتناوب بالفرق 3/8، مع تدعيم الورشات بالوسائل المادية والبشرية، من أجل إنهاء المشروع في آجاله وذلك لأهميته بالنظر لخصوصية المدينة الساحلية من جهة وإنهاء معاناة السكان مع مشكلة انعدام الربط بشبكة الصرف التي يشكونا منها عقود من الزمن ولجوئهم لطرق بدائية في تصريف المياه المستعملة، تبقى تضر بصحتهم وتهدد بتلوث المحيط، خاصة الشاطئ الكبير للسباحة الذي بات مصبا في السنوات الأخيرة للمياه القذرة المتدفقة من الحي الذي يأوي أزيد من 2500 نسمة .
كما تفقد الوالي متحف مرسى الخرز المتواجد في شبه الجزيرة بالميناء القديم والذي خصص له مبلغ 6 ملايير لترميمه وإعادة الاعتبار له أمام الوضعية المزرية التي يوجد عليها والتي باتت تهدد بانهياره، حيث أمر المسؤول بالتعجيل في إجراءات تحويل الطبيعة القانونية للمتحف من بلدية القالة إلى مديرية الثقافة وذلك بإعداد قرار التخصيص من قبل مصالح أملاك الدولة، مع تعليماته بتكليف مكتب الدراسات الذي أعد دراسة التهيئة بعرضها لمعرفة ما تحتويه من محاور، بما فيها تحيين دفتر الشروط الخاصة بالعملية وإخلاء السكن الوظيفي من أجل وضع المتحف أمام الزوار والسياح لتنشيط السياحة الأثرية والتاريخية.
وعاين مسؤول الجهاز التنفيذي، عملية تهيئة ممر وموقف السيارات بجانب شاطئ المرجان والذي رصد له مبلغ مليار سنتيم، من خلال تعبيد الطرقات وإنجاز الأرصفة والإنارة العمومية، ما أضفى لمسة جمالية على المكان، خاصة وأن العملية تندرج في سياق التحضير لموسم الاصطياف المقبل.
ولدى معاينته لمشروع التهيئة الحضرية بحي بوليف 1 ،2 و3 العلوي في مدينة القالة والذي كلف مبلغ 3 ملايير سنتيم، أبدى الوالي استياءه لتأخر الأشغال مقارنة مع الآجال المحددة، ليقرر وقف رئيس القسم الفرعي للتعمير والبناء لدائرة القالة عن مهامه، مشددا على الإسراع في إزالة كل العوائق التقنية والرفع من وتيرة الإنجاز لاستدراك التأخر، مع التقيد بالجودة والنوعية والآجال التعاقدية.
وبحي المريديمة وضع المسؤول محطة معالجة المياه القذرة المتنقلة النموذجية الأولى من نوعها حيز الخدمة، والتي كلفت 36 مليار سنتيم بقدرة معالجة 6 آلاف لتر يوميا وهو ما من شأنه وضع حد لمشكلة تصريف المياه القذرة بالقطب العمراني الجديد "المريديمة"، الذي تم به توطين أزيد من 6 آلاف مسكن، مؤخرا، كما سيسمح المشروع بحماية بحيرة الأوبيرة من خطر التلوث، على أن توجه المياه المعالجة للسقي الفلاحي وأغراض أخرى.
وخلال زيارته الميدانية، تفقد الوالي كذلك عددا من المشاريع بكل من بلديتي بالريحان والشط، كما كانت له لقاءات مع المواطنين، استمع خلالها لأهم انشغالاتهم التي وعد بالتكفل بها في حدود الأولويات.
نوري.ح