أيّدت، عشية أمس، محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، عقوبة السجن المؤبد في حق متهم متابع بجرم جناية القتل العمدي لشقيقته مع سبق الإصرار والترصد، والتمست ممثلة النيابة العامة توقيع عقوبة الإعدام.
القضية وقعت مجرياتها على مستوى حي 140 سكنا اجتماعيا بجوار ثانوية بوخالفة السبتي وسط مدينة أم البواقي، وهي التي راحت ضحيتها الطفلة (ق.أماني) التي تبلغ من العمر 15 سنة وهي الشقيقة الصغرى لمتهم، في العائلة التي كانت تتكون من 3 أطفال بينهم الضحية والوالدان وهما من ذوي الاحتياجات الخاصة كونهما من فئة الصم البكم.
وتعود وقائع القضية لتاريخ الخامس والعشرين من شهر جويلية من سنة 2021، عندما اكتشفت والدة الضحية، أن ابنتها التي كانت تلزم للفراش طيلة يوم كامل، لم تكن نائمة كما كانت تعتقد، بل هي متوفاة ووضعت مستلقية في فراشها، في وضعية الشخص النائم، ليتم تبليغ عناصر الشرطة بعد ذلك، وهي التي فتحت تحقيقا في القضية، وتوصلت في ظرف قياسي إلى كشف خيوط وملابسات الجريمة البشعة، خاصة وأن تقرير الطبيب الشرعي انتهى للتأكيد بأن الوفاة كانت بسبب آثار العنف نتيجة لف حبل حول رقبة الضحية وخنقها، ما تسبب في عدم قدرتها على التنفس، وعدم وصول الأكسجين للرأس.
وخلصت تحقيقات مصالح الأمن، إلى أن المتهم هو المدعو (ق.ف) 23 سنة وهو شقيق الضحية الثاني وأكبر أشقائه، والذي اعترف مباشرة عند توقيفه بأنه قتل شقيقته الصغرى، وفي الوقت الذي أشار مقربون من العائلة يوم وقوع الحادثة، إلى أن ارتكاب الجريمة كان بدافع رفض الضحية منح أموالا للمتهم، كونها التي تتكفل باقتناء حاجيات لأسرتها بدلا من والديها المعاقين، عاد الجاني أمس للتأكيد بأن جريمته التي خطط لارتكابها منذ شهر رمضان للسنة الماضية، كانت حسبه، بسبب رواج أقاويل وسط أطفال بالحي يتحدثون بالسوء عن الضحية، أين قرر حينها التخطيط للتخلص منها.
وسرد الجاني تفاصيل الجريمة البشعة التي اقترفها، مبينا بأنه ترصد والده حتى خروجه للعمل باتجاه حظيرة بلدية أم البواقي التي يعمل بها دهانا، في حدود الساعة السابعة صباحا، ليقوم بعدها بسحب خيط حذاء ويلفه على قبضة يديه، ويتوجه بعدها لفراش شقيقته التي كانت نائمة، أين لف الخيط حول رقبتها، وقام بخنقها حتى الموت.
وبالرغم من محاولة الضحية منعه ومناداة شقيقها الأكبر بعبارة «راك قتلتني» التي رددتها مرارا، إلا أنه أصر على خنقها حتى سمع صوت شخيرها لتلفظ أنفاسها بعد ذلك، ليعيدها لفراشها ويضعها في وضعية النوم المعتادة، تاركا إياها من العاشرة صباحا حتى الثالثة مساء أين اكتشفت والدتها أمرها، وكان عديد الشهود قد أكدوا بأن المتهم أصبح يستهلك المخدرات ويجلس منعزلا في مكان في الحي.
وبينت ممثلة النيابة العامة في مرافعتها بأن الجاني اعترف بالجرم المتابع به، مع عقده العزم على القيام بفعلته بترصد الضحية وتركها حتى كانت لوحدها في الغرفة، وهي التي ماتت خنقا وفقا الخبرة العلمية وكذا تقرير الطبيب الشرعي، وأضافت أن إصراره على القتل جاء بتأكيده على أنه حسب قوله سمع أطفال الحي يتحدثون عن شقيقته، وجميع الأركان اجتمعت بذلك في القضية. أحمد ذيب