أكد والي قسنطينة أن العدالة قد فتحت تحقيقات في تجاوزات غير قانونية في تسيير ممتلكات ببلدية قسنطينة، من بينها مسبح المنصورة والحظيرة ذات الطوابق بشارع زعموش، مشيرا إلى أنه سيلجأ إلى سلطة الحلول وتجميد المجلس قريبا في حال عدم التوصل إلى حلول للانسداد المسجل بسبب «صراعات شخصية»، داعيا منتخبي المجلس الشعبي الولائي إلى التدخل لتقريب وجهات النظر خدمة للمصلحة العامة.
وطالب المنتخب بالمجلس الشعبي الولائي، سفيان بن عامر، في أشغال الدورة العادية المنعقدة نهاية الأسبوع الماضي، من الوالي ضرورة التدخل لإيجاد حل للانسداد المسجل ببلدية قسنطينة خدمة للمصلحة العامة والتنمية بالبلدية، قبل أن يرد عبد الخالق صيودة، مؤكدا أنه تدخل في الكثير من المرات دون جدوى.
وتحدث الوالي بإسهاب عن الانسداد المسجل، منذ شهرين، وقال إن المنتخبين غير راغبين في حل الانسداد، فرئيس البلدية، يتعهد في مكتبه كل مرة بإيجاد حلول ثم يخرج ويغير رأيه، كما قال بأنه حاول مع جميع أعضاء المجلس لكنهم يرفضون مؤكدا بأنه خاطبهم بلغة العقل «بأن قسنطينة لا تستحق مثل هذه التصرفات» لكن دون جدوى.
وتابع المتحدث، أن أموالا طائلة غير مستغلة بالبلدية، في حين أن المنتخبين وضعوا المواطن رهينة أمام مصالحهم وأمورهم الشخصية، إذ أن كل واحد منهم يبحث عن انتدابات ومناصب دائمة، مؤكدا «أنهم لم يدخلوا إلى البلدية من أجل خدمة المواطنين بل لخدمة أنفسهم»، داعيا أعضاء المجلس الولائي وكل منتخبي الولاية، إلى التدخل والمبادرة لإيجاد حلول، ليضيف أنه سيلجأ إلى سلطة الحلول في آجال قريبة جدا.
وأكد الوالي، أنه من غير المعقول أن تظل قسنطينة رهينة لهذا الوضع، وقال بأنه أصبح ينوب عن المنتخبين في التكفل بالنظافة والإنارة العمومية والحفر وتسربات المياه، في حين أن المنتخبين لا يعملون، مشيرا إلى وجود المئات من الملايير مكدسة بالبلدية، كما أن الولاية أصبحت هي من تسجل المشاريع وتسندها إلى المديريات الولائية لتسييرها، في حين أن المنتخبين، يغرقون في الصراعات الشخصية من أجل الانتدابات والصفقات، دون أن «يستحوا من المواطنين والجمعيات»، الذين يطالبونهم في كل مرة بتغليب المصلحة العامة.
وهدد صيودة، بتجميد المجلس في آجال قريبة جدا، حيث قال بأنه سيرفع الاقتراح لوزير الداخلية من أجل التجميد وتعيين متصرف لتسيير البلدية، مضيفا أنه من غير المعقول عدم المصادقة على قفة رمضان لأكثر من 12 ألف مواطن من الفئة المعوزة، والتي لم تكن لتصرف لولا تدخل الوالي الذي منح الصلاحية لرئيس الدائرة من أجل المصادقة عليها.
ودعا منتخب إلى إيجاد حلول لمدخل حي بوصوف وإيجاد حل جذري للفوضى المسجلة، قبل أن يؤكد الوالي بأن البلدية لم تنجز عملها فهي غارقة في الصراعات والفوضى، قبل أن يؤكد بأنه سيكلف مديرية الأشغال العمومية، لمعالجة هذه النقطة السوداء التي وصفها بالمشكل الحقيقي.
وفي رده على سؤال حول وضعية مسبح المنصورة، الذي يعد من ممتلكات البلدية، ذكر الوالي أن هذا المشروع يخضع حاليا لتحقيقات على مستوى العدالة إذ تمت إعادة كرائه بطريقة غير قانونية، إذ أن المستأجر قدم شكوى بعد أن ألغِي العقد ومُنح لآخر مع تسجيل وجود تزوير في اتفاقية الكراء، مشيرا إلى أن ممتلكات بلدية قسنطينة، لها وضع خاص إذ فتحت تحقيقات في حظيرة الركن ذات الطوابق بشارع زعموش، وقال صيودة إن مستغلها لم يدفع حقوق الإيجار، كما أن أصحاب المحلات يستغلونها بطريقة غير قانونية وهو أمر ذكر أنه يتكرر في غيرها من الممتلكات، قبل أن يشير إلى اكتشاف إيجار مقهى يقع تحت أحد جسور المدينة من طرف البلدية بطريقة غير قانونية في حين أن مستأجره قام بإنجاز حائط يهدد سلامة المنشأة.
لقمان/ق