قال رئيس الغرفة الفلاحية بقالمة، عمار حديدي، للنصر، أمس الاثنين، بأن المتضررين من الجفاف عبر كل البلديات، ينتظرون لجنة وزارية لمعاينة الوضع وتقييم الخسائر التي لحقت بمنتجي القمح على وجه الخصوص، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمساعدة هؤلاء المتضررين على مواجهة ما وصفه بالوضع الصعب الذي لم يعرفه قطاع الزراعة بقالمة منذ سنوات طويلة.
وحسب رئيس الغرفة الفلاحية بقالمة، فإن ما لا يقل عن 70 بالمائة من حقول القمح قد تضررت من موجة الجفاف التي استمرت أشهرا طويلة متسببة في تدمير مساحات واسعة من القمح الصلب والقمح اللين، بينها مساحات موجهة لإنتاج بذور الموسم الفلاحي المقبل.
وأوضح المتحدث بأن أغلب المزارعين المتضررين من الجفاف يعانون من تراكم الديون البنكية الخاصة بالقرض الموسمي دون فائدة "الرفيق" وقروض تجديد العتاد، حيث كانوا يعولون على موسم فلاحي جيد للوفاء بالتزاماتهم تجاه البنوك.
وخلال جولة قامت بها النصر إلى عدة بلديات بسهل الجنوب الكبير بقالمة الخميس الماضي، وقفنا على حجم الضرر الذي لحق بحقول القمح ببلديات رأس العقبة، وادي الزناتي، عين رقادة، تاملوكة وعين مخلوف، حيث تحولت مساحات واسعة من القمح إلى هشيم بينما مازالت مساحات قليلة تقاوم لكنها مقبلة على جفاف تام على ما يبدو.
وفي طريقنا إلى عين رقادة على الوطني 20 رأينا بعض المزارعين يحاولون جر المياه من مجرى الوادي على مسافات بعيدة لسقي ما أمكن من حقول القمح وحتى الفول والحمص، قبل فوات الأوان، بينما بدا مزارعون آخرون مستسلمين للوضع المناخي المتطرف، وأطلقوا قطعان المواشي بالحقول المتضررة التي لا أمل فيها.
ويعاني سهل الجنوب الكبير بقالمة، أحد أهم المناطق المنتجة للقمح بشرق البلاد، من انعدام مياه السقي، سواء السطحية أو الجوفية، وظل منتجو القمح هناك يعتمدون على الأمطار الموسمية، التي لم تعد تسقط بكميات كافية منذ عدة سنوات، منذرة بتصحر مساحات هامة كانت تعد من أجود الأراضي المنتجة للقمح بالمنطقة.
وقال نبيل عثمانية المهندس الزراعي العامل بالمعهد الوطني للزراعات الواسعة للنصر، بأنه وعلى مدى 16 عاما من مسيرته المهنية بقطاع الحبوب لم يشهد جفافا كالذي تمر به حقول القمح بقالمة هذه الأيام، مؤكدا بأنه حان الوقت للبحث عن حلول للمحافظة على الأمن الغذائي للبلاد باستعمال مختلف التكنولوجيات وتكثيف عمليات التشجير بالمناطق الجبلية لجبر الوضع المناخي المتطرف وحماية مستقبل الزراعة في الجزائر.
فريد.غ
