الداخلية تنصب خلية مركزية لمتابعة مخلـفات التقـلبات الجويــة
وفاة طفلين و خسائر مادية بعدة ولايـات
تسببت التقلبات الجوية الأخيرة التي مست عددا من ولايات الوطن، ليلة الأربعاء إلى الخميس في وفاة طفلين اثنين في كل من ولايتي قالمة و تيبازة، كما خلفت خسائر مادية، مست البيوت و المحلات التجارية والمنشآت العمومية والخاصة، ناهيك عن تعرض العديد من محاور الطرقات إلى الغلق المؤقت بسبب ارتفاع منسوب المياه وتراكم الأوحال والحجارة التي جرفتها السيول.
وأكدت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، أول أمس الخميس، في بيان لها، أن حالتي الوفاة التي تم تسجيلهما إثر التقلبات الجوية الأخيرة، تتعلق بطفلة تبلغ من العمر 7 سنوات، كانت مفقودة ببلدية بوحشانة بولاية قالمة مشيرة إلى أنه تم العثور على جثتها بعد أن جرفتها المياه على بعد 5 كيلومترات من مقر إقامتها، وطفل ذو 9 سنوات توفي ببلدية خميستي بولاية تيبازة، متأثرا بجراحه بعد تعرضه لانهيار جدار ملعب جواري.
كما أشار بيان وزارة الداخلية، إلى تسجيل تضرر عدد من المنازل والبنايات والمرافق العمومية، لاسيما ببعض الهياكل التربوية، على إثر تسربات المياه وارتفاع منسوبها.
وبحسب ذات المصدر، فقد تمت إعادة السير العادي لحركة المرور بعدد من الولايات بعد استكمال عمليات امتصاص المياه من المسالك والطرق المغمورة من طرف المصالح المعنية، فيما واصلت الهيئات والمصالح المختصة تواجدها وتجندها الميداني عبر مختلف الولايات المعنية إلى غاية العودة الكلية للوضع الطبيعي.
من جهة أخرى أعلنت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، في بيان آخر عن تنصيب خلية مركزية على إثر هذه التقلبات الجوية.
و تم تنصيب هذه الخلية المركزية – حسب ذات المصدر - على مستوى وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، لكي تعنى بمتابعة متواصلة لتطور الوضعية وضمان التكفل السريع بمخلفات هذه التقلبات، و ذلك بالتنسيق مع مختلف الهيئات والمصالح المختصة.
وطمأنت وزارة الداخلية الرأي العام، في هذا الإطار – يضيف ذات المصدر - بأنها جندت جميع المصالح المحلية ميدانيا للتحكم في الآثار المادية المسجلة و استتباب الوضع الطبيعي، مهيبة بالمواطنات والمواطنين التحلي بالحيطة واليقظة والاقتداء بإرشادات السلامة.
وعرفت العديد من الطرق والمسالك بولايات تيبازة، والجزائر العاصمة، و البليدة، وبومرداس، وتيزي وزو، و البويرة، والمدية، وسطيف، وجيجل، وميلة، وأم البواقي و باتنة صعوبة في السير بسبب ارتفاع منسوب المياه.
فعلى مستوى الجزائر العاصمة، شهد الطريق الاجتنابي الرابط بين بابا احسن وأولاد فايت صعوبة في السير بسبب ارتفاع منسوب المياه، شأنه شأن بعض الطرقات الأخرى كالطريق الرابط بين الشراقة وعين البنيان وبين هذه الأخيرة ووسط العاصمة، فيما تعرض ترامواي العاصمة إلى توقف مؤقت للحركة لذات الأسباب شرقي العاصمة.
وبولاية تيبازة، عرف الطريق السريع بين مدينتي بوسماعيل والدواودة، صعوبة في السير، بينما تعرض الطريق الرابط بين بوسماعيل والدواودة إلى الغلق بسبب السيول الجارفة. وعلى إثر التساقط الغزير للأمطار وما نجم عنه من سيول جارفة، تدخلت مصالح الحماية المدنية من أجل القيام بعدة عمليات إنقاذ و إسعاف أشخاص في حالة خطر و كذا امتصاص مياه الأمطار داخل المنازل و السكنات إلى جانب بعض الأحياء السكنية و المنشآت العمومية و الخاصة إلى جانب العديد من الطرقات.
وأفاد بيان للمديرية العامة للحماية المدنية إلى أنه قد سخرت مصالحها للتدخل والإنقاذ في كل من ولايات تيبازة، وتبسة ، وأم البواقي، والطارف، وقالمة و بومرداس .
و كانت ولاية تيبازة الأكثر تضررا من الأمطار الطوفانية الأخيرة، في وسط البلاد، حيث تسببت السيول الجارفة الناجمة عن الأمطار الطوفانية التي تهاطلت ليلة الأربعاء إلى الخميس في إلحاق الضرر بالكثير من البيوت والأحياء السكنية والمنشآت العمومية والخاصة.
وفي هذا الصدد كشف والي ولاية تيبازة أبو بكر الصديق بوستة، في تصريح للتلفزيون العمومي، أن كميات الأمطار المتساقطة بالولاية خلال الفترة الممتدة من يوم الأربعاء إلى الخميس بلغ 7 مرات الكمية العادية، ما تسبب في شلل بحركة المرور على مستوى الطريق السريع الرابط بين الجزائر وتيبازة.
وأضاف بوستة، أنه قد تم تسجيل تضرر بعض المنازل على مستوى 3 بلديات، وهي القليعة وفوكة وخميستي التي غمرتها المياه، مؤكدا أنه قد تم تسخير كل الوسائل لإزالة هذه الأضرار، كما تحدث عن قطع التيار الكهربائي كإجراء لسلامة المواطنين.
من جهة أخرى توجه الرئيس المدير العام لشركة تسيير موانئ الصيد البحري رفقة مدير النقل لولاية تيبازة لمعاينة حجم الأضرار التي لحقت بالميناء، و طمأن المتعاملين بعزم وزارة النقل على تسخير كافة الإمكانيات و الوسائل إلى غاية العودة الكلية للوضع الطبيعي للميناء و هذا بعد إزالة كل الأوحال.
ع.أسابع
أم البواقـي
السيول تغمر 40 سكنــا وتُغلق طــرقات
تسببت الأمطار الغزيرة المتهاطلة على إقليم ولاية أم البواقي خلال اليومين الماضيين، في أضرار مادية وسط أصحاب السكنات التي غمرتها المياه، ناهيك عن قطع السيول القوية ومياه الأودية لعديد الطرقات الوطنية والفرعية، مع تسجيل مصالح شركة توزيع الكهرباء والغاز لحوادث سقوط عديد الكوابل الكهربائية وانقطاع التيار في 71 نقطة.
وأشارت خلية الإعلام بمديرية الحماية المدنية بأم البواقي في بيان لها، إلى أنه تمت معاينة ارتفاع منسوب المياه بالنفق المؤدي لطريق خنشلة على الوطني رقم 32، على مستوى بلدية أم البواقي، في وقت أغلقت السيول القوية الطريق الوطني رقم 10، بسبب ارتفاع منسوب المياه على غرار ما تمت معاينته بإقليم قرية سيدي أرغيس، وسجل كذلك تسرب مياه الأمطار لعدة مؤسسات كبنك الفلاحة والتنمية الريفية ومستشفى محمد بوضياف، وبحي حيدرة بالقرب من المسجد العتيق سقط جدار بسبب امتلاء فنائه بالمياه، وبحي تعاونية الورود تم تسجيل سقوط أسلاك كهربائية.
وببلدية بوغرارة السعودي، تدخلت الحماية المدنية لامتصاص مياه الأمطار من 5 سكنات، أما بعين فكرون فتم القيام بنفس العملية بـ 4 سكنات، وفي 4 أخرى وببلدية الضلعة مع إبعاد 4 سيارات كانت عالقة من الطريق.
وبعين مليلة، تم امتصاص مياه الأمطار من 8 سكنات، وكذلك ببلدية أولاد زواي في 15 سكنا، وبقصر الصبيحي تم امتصاصها من 4 منازل وإبعاد 3 سيارات وإنقاذ شاحنة محملة بـ8 رؤوس أغنام، أما بعين كرشة فتم ضخ المياه من 3 سكنات، وببلدية فكيرينة أدى ارتفاع منسوب وادي الربوج وكذا السيلان القوي لمياه الأمطار من جبل متيرشو، إلى أضرار مادية معتبرة، فإلى جانب غلق الطريق الوطني رقم 80، تدخلت الحماية المدنية لإنقاذ حوالي 22 شخصا، من بينهم عائلة متكونة من أربعة 4 أفراد كانت داخل سيارة، وجندت فرق خاصة للتدخل في الأماكن الوعرة مرفوقة بخمس غطاسين، ونصبت السلطات الولائية، خلية أزمة على مستوى ديوان الوالي برئاسة هذا الأخير.
وجند قطاع الأشغال العمومية فرقه على مستوى الطرقات والمحاور التي أغلقتها السيول القوية، خاصة على مستوى الوطني رقم 80 بين الضلعة ومسكيانة وبالتحديد بمشتة الدرابلية، وكذا في الطريق الوطني رقم 10 بقرية سيدي أرغيس، وعلى الوطني رقم 102 ببلدية قصر الصبيحي، والوطني رقم 100 بقرية باسطيل بعين مليلة.
وتجندت مؤسسات مراكز الردم التقني للنفايات، لفتح الطرقات المغلقة، على غرار مبادرة عمال مركز القمامة المراقبة بعين فكرون لإزالة مخلفات الأمطار وفتح الطريق على مستوى مشتة سانية بوعافية. وأوضحت شركة توزيع الكهرباء والغاز بالولاية، في بيان لها، أنها سجلت عدة تدخلات بعد استقبالها عديد الشكاوى بخصوص سقوط كوابل كهربائية.
وسجلت مديرية توزيع الكهرباء والغاز 71 حادثا، مسّ الشبكة الكهربائية للتوتر المنخفض، أين يتم التدخل فور تلقي الشكاوى من طرف الزبائن ومصالح الحماية المدنية أو بشكل مباشر بتحديد الأعطاب عبر منصة تقنية مخصصة للتحكم والتسيير عن بعد. وأضافت الشركة أن عدة أعطاب مست الشبكة الكهربائية كسقوط كوابل التوتر المنخفض في دوار العلمة بعين فكرون وحي هنشير تركية بهنشير تومغني، أين تم فورا إبعاد الخطر على السكان.
أحمد ذيب
الشُروع في حصر الخســائر
أوامــر بإحصاء النقاط السوداء بقسنطينــة
أمر أول أمس، والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، بإحصاء النقاط السوداء في تراكم مياه الأمطار التي تسببت في ارتفاع منسوب وديان وشعاب في بعض النقاط، في حين باشرت المصالح الولائية عملية إزالة مخلفاتها، كما كلف المسؤول الإدارات المعنية بإحصاء الخسائر المادية المسجلة.
وعقد والي قسنطينة اجتماعا بحضور رؤساء الدوائر ومدير الحماية المدنية والمديرين المعنيين، حول السيول المسجلة يوم الأربعاء الماضي نتيجة الأمطار الرعدية، حيث أكد، بحسب بيان لمصالح الولاية، على ضرورة إحصاء الخسائر المادية المسجلة والنقاط السوداء في الطرقات والأحياء والمؤسسات التربوية، كما كلف الإدارات المعنية بمعالجة النقاط السوداء التي عرفت ارتفاعا في منسوب المياه بصفة استعجالية على غرار حي قايدي عبد الله الذي أدت فيه المياه إلى شل الطريق الوطني رقم 79، فضلا عن الطريق الوطني رقم 20 ما بين قرية «الكحالشة الكبار» وبونوارة، كما تطرق إلى النقطة السوداء عند مدخل المنطقة الصناعية «بالما» التي أدى امتلاؤها بالمياه إلى توقف حركة الترامواي.
وقد كلف الوالي لجنة مكونة من مديرية الموارد المائية ومديرية الأشغال العمومية والحماية المدنية ومؤسسة «سياكو» بالتنسيق مع مؤسسة «سيترام» بإيجاد الحلول التقنية المناسبة لوضع حد للمشكلة، بينما لاحظنا خلال الفترة الصباحية من يوم أمس أعوانا يقومون بالمسح الطوبوغرافي للموقع الذي عرف خلال السيول غرق مركبة، لتتدخل الحماية المدنية من أجل سحبها بالحبال، كما أنه من النقاط التي تسجل نفس المشكلة عند الهطول الكبير للأمطار.
وقد تسببت الاضطرابات الجوية المذكورة في مجموعة من الأضرار، في حين سجلت الطرقات الفرعية داخل منطقة الظل «الجباس» التابعة لبلدية قسنطينة انهيارات جزئية بسبب فيضان شعاب مياه تنحدر من أعالي سيدي سليمان والسمليل وغيرها، مثلما أكده لنا سكان، حيث طالبوا بوضع حلول استعجالية.
وقد تنقل رئيس البلدية ومندوب مندوبية بوذراع صالح، بالإضافة إلى ممثلي مديرية الموارد المائية ومصالح الدرك الوطني والحماية المدنية إلى الموقع من أجل معاينة وضعية الطريق، حيث ذكر لنا السكان أن النقاط المتضررة منعت حركة المركبات، لكنهم أكدوا لنا أن الطريق الرئيسية المؤدية إلى الحي في حالة عادية.
وتواصلت تدخلات مصالح مختلفة أول أمس، خلال الساعات المسائية من أجل إزالة مخلفات السيول والأوحال المتراكمة على مستوى حي عبد الله قايدي، فيما أكدت مصالح الولاية أن الأنفاق والمحاور الكبرى لطرقات الولاية لم تسجل تراكما للمياه، فضلا عن أنها أبرزت في بيانها أن الوضعية قد تم التحكم فيها «بصفة فورية نتيجة العمل الاستباقي خصوصا في تنظيف وتنقية البالوعات التي باشرتها منذ أشهر». سامي.ح
لجان مختصة باشرت إحصاء الخسائر
تضرر 400 هكتار من المحاصيل الزراعية بالطارف
تسببت الأمطار التي تساقطت على ولاية الطارف، خلال الساعات الماضية والتي تجاوزت 150 ملم، في تضرر أزيد من 400 هكتار من المحاصيل الزراعية، ما ألحق خسائر معتبرة بالفلاحين، خاصة في شعبتي الحبوب والطماطم الصناعية وبدرجة أقل الأشجار المثمرة، حيث تبقى أكثر المساحات تضررا سهول الجهة الغربية لدوائر الذرعان، البسباس وبن مهيدي، إضافة إلى بلديتي بوثلجة والطارف.
وذكرت مصادر مسؤولة بغرفة الفلاحة، للنصر، أنه وبناء على تعليمات الوالي، باشرت لجان تقنية تابعة لمديرية المصالح الفلاحية، رفقة الأقسام الفرعية للفلاحة عبر الدوائر، عملية جرد الخسائر وإحصاء الفلاحين لتقييم حجم الخسائر الناجمة عن هذه التقلبات المناخية لاتخاذ الإجراءات اللازمة، بعد أن سجل تضرر وتلف مساحات معتبرة من الحبوب والطماطم التي غمرتها السيول، خاصة ببلديات شبيطة مختار، الذرعان، بن مهيدي، الشط، والبسباس، وكذا مساحات فلاحية بمناطق الجهة الشرقية بكل من بلديات بحيرة الطيور، بوثلجة، الطارف وعين العسل.
وانتقد فلاحون تأخر جهر وتطهير القنوات والمصبات الرئيسية المتوجهة للبحر انطلاقا من الأراضي الزراعية، خصوصا بين بلدية شبيطة مختار مرورا ببرج سمار، وادي بوخميرة وصولا إلى وادي البطاح الذي يصب نحو البحر، كما أدى لجوء مزارعين إلى غلق مجاري المياه والقنوات في تراكم وركود المياه عبر العديد من المساحات الفلاحية، متسببة في خسائر وأضرار وإتلاف للمزروعات خاصة الحبوب والطماطم الصناعية.
وسجل المصدر تأخر الجهات المختصة الانطلاق في عملية جهر وتنظيف القنوات والمصاب التي كان قد أمر بها الوالي، مؤخرا، خلال خرجته الميدانية وتخص جهر 7 كلم ببلدية شبيطة مختار و 12 كلم ببلدية الشط، وناشد بعض الفلاحين تدخل المصالح المعنية والسلطات المحلية، لمساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها جراء الخسائر التي لحقت بهم بفعل التقلبات المناخية والتساقطات المطرية المعتبرة، مع مطالبتهم بإيجاد آليات كفيلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، من خلال تعويض المتضررين إلى جانب مرافقتهم للسماح لهم باستئناف نشاطهم وتحويل الأراضي المتضررة لاستغلالها في محاصيل زراعية موسمية أخرى. نوري.ح
في فيضانات جارفة بقالمة
وفاة طفلة وتسجيل خسائر في الممتلكات
توفيت طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات، و وقع العشرات من الأشخاص في دائرة الخطر وتضررت حقول زراعية و ممتلكات، عقب عاصفة قوية اجتاحت ولاية قالمة مساء الأربعاء بعد جفاف طويل، متسببة في ارتفاع منسوب الأنهار الكبرى و زيادة في احتياطي سد بوحمدان الذي يعرف أسوأ جفاف منذ عدة سنوات.
وقد جرفت السيول الطفلة بوحوالة هبة المدعوة آية عندما كانت عائدة من مدرسة ابتدائية ببلدية بوحشانة الواقعة شرقي قالمة، وقبل أن تصل منزلها العائلي سبقتها الفيضانات وقطعت طريقها بإحدى شعاب المنطقة ونقلتها على مسافة تقارب 8 كلم إلى غاية رافد من روافد وادي المالح قرب مدينة لخزارة، أين استقرت جثتها قرب حقول الرمان المنتشرة على جانبي الرافد الذي خرج عن مساره بسبب قوة الفيضان.
وبعد أن حل الظلام تفقد الأهل الطفلة التي تأخرت على غير العادة وبدأ البحث عنها لكن دون جدوى، وانتشرت فرق الحماية المدنية والدرك الوطني ومواطنون بالمنطقة لكنهم لم يتمكنوا من العثور عليها، وأدرك الجميع بأن الطفلة ربما تكون قد جرفتها إحدى المجاري الطبيعية الواقعة بين بوحشانة والمنطقة الريفية التي تتواجد بها عائلة الضحية.
وفي صباح اليوم الموالي واصلت فرق الحماية المدنية والدرك الوطني عملية التمشيط والبحث وسط المجاري المائية بعد أن تراجع منسوب المياه فيها، وبينما كنا أمام مقر بلدية بوحشانة في حدود الواحدة من مساء الخميس مع جموع غفيرة من المتطوعين والسكان المتضامنين مع عائلة الضحية، ورد خبر العثور على هبة بإحدى روافد وادي المالح ببلدية لخزارة، وقبل ذلك عثروا على محفظتها على ضفة مجرى مائي.
وبنهر سيبوس قرب مدينة قالمة حاصرت الفيضانات 27 رعية إفريقية بمخيم عشوائي وقطعت عنهم طريق النجاة، وتمكنت فرق الحماية المدنية من إخراجهم مستعملة قوارب مطاطية وحبال النجدة، دون تسجيل ضحايا بين الرجال والنساء والأطفال الذين نقلوا إلى موقع آمن وتلقوا الرعاية الصحية لتجاوز الصدمة التي تعرضوا لها بعد أن داهمهم سيبوس الكبير الذي استفاق بعد جفاف طويل.
وقطعت الفيضانات طرقات رئيسية وغمرت عشرات المنازل مخلفة أضرارا متفاوتة بعدة بلديات، وخسائر بالمحاصيل الزراعية بينها حقول قمح وبطاطا وبساتين الأشجار المثمرة. وقالت الحماية المدنية بأن وادي المالح قد جرف سيارة كانت قرب المجرى على الطريق الوطني 20، ولم يكن على متنها ركاب.
وحاصرت مياه سيبوس معدات زراعية بينها جرارات، وأغرقتها بمنطقة بوشقوف عندما فاجأت العاصفة والسيول مزارعين كانوا يعملون بحقول الخضر والفواكه. وانتشرت فرق صيانة الطرقات عبر البلديات المتضررة لإزالة الأوحال والحجارة وجذوع الأشجار، وإعادة حركة السير إلى طبيعتها بعد اضطراب وانقطاع استمر عدة ساعات ليلة الأربعاء إلى الخميس. وقد تنقلت والية قالمة حورية عقون إلى المواقع المتضررة لمعاينة الوضع ومتابعة عملية التدخل والإجلاء التي شاركت فيها عدة قطاعات.
وعجزت أنظمة الحماية من الفيضانات عن استيعاب السيول الجارفة بعدة مدن وقرى وعلى امتداد طرقات رئيسية، وبات من الضروري إعادة النظر في الكثير من النقاط السوداء، وخاصة بمدينة قالمة التي اجتاحتها السيول من عدة جهات حتى وصلت إلى ساحة 19 مارس على غير العادة، بسبب التوسع العمراني الكثيف الذي اكتسح مجاري طبيعية نائمة وغيّر جغرافيا المنطقة الممتدة من سفح جبل ماونة إلى مجرى نهر سيبوس الكبير. وتدعم سد بوحمدان بكمية معتبرة من المياه و ربما يكون قد تجاوز مرحلة الجفاف التام عقب الفيضانات التي حركت مجرى وادي بوحمدان و روافده، بعد جفاف تجاوز العامين تقريبا في واحدة من أسوأ موجات القحط التي تعرفها ولاية قالمة منذ سنوات طويلة.
فريد.غ
إعداد بطاقة تقنية لتحديد أسباب فيضان الوادي
السيول تلحق أضرارا بالفلاحة جنوب سطيف
تسببت السيول الجارفة التي تشكلت نتيجة للتساقط الغزير للأمطار يومي الأربعاء والخميس، في أضرار مادية ببلديات دائرة عين آزال، جنوب ولاية سطيف، خاصة تلك التي مست الفلاحين ومربي الدواجن في هذه المنطقة الشهيرة بالبيوت البلاستيكية.
وأكد رئيس دائرة عين آزال، علاوة دالي، في تصريح لوسائل الإعلام، تضرر ثلاث مناطق نتيجة للتدفق القوي للسيول الناتجة عن التساقط الغزير للأمطار في بلديات عين الحجر، بئر حدادة وعين آزال. وقال المصدر، إنه عاين الوضع فوريا ووقف على الأضرار الناجمة عن تسرب المياه إلى بعض المنازل والسكنات، على غرار انهيار بعض الجدران، مؤكدا على إعداد بطاقة تقنية جديدة ودراسة من أجل تحديد سبب فيضان الوادي، الذي كان سببا أيضا في خسائر كبيرة لدى الفلاحين.
ووقفت النصر على الكمية الهائلة من الأمطار التي تساقطت بغزارة على جنوب الولاية قبل نهاية الأسبوع، ما أدى إلى تدفق المياه بقوة شديدة من جبل سكرين بمنطقة عين آزال وإلى ارتفاع منسوب الوادي الذي يصب في البلديات الثلاث سابقة الذكر، حيث داهمت السيول الجارفة شوارعها ومنازلها وحقولها الزراعية.
كما تسببت السيول الجارفة في تعطيل حركة السير على مستوى الطريق الوطني رقم 78 الرابط بين بلديتي بئر حدادة وعين آزال، مساء الأربعاء وإلى غاية الليل، بسبب ارتفاع منسوب المياه التي غمرت الطريق، مع تسجيل انزلاقات في بعض المقاطع من الطريق وانهيار جدران جرفت المياه حجارتها، ما تسبب في انقطاع الحركة مؤقتا في بعض الفترات المسائية، وكذلك بين بلديتي بئر حدادة وعين ولمان أول أمس، قبل تدخل وحدات الحماية المدنية ومصالح الأشغال العمومية، الدرك الوطني والبلدية، بالتعاون مع المواطنين لإزالة الأوحال من هذه النقاط بعد انخفاض قوة تدفق السيول.وتركزت الأضرار على مستوى بلديتي بئر حدادة وعين الحجر، بنسبة أكبر في الحقول الزراعية، خاصة تلك التي مست مستودعات تربية الدواجن والبيوت البلاستيكية، التي أكد بعض أصحابها للنصر، أنها تعرضت للتخريب كليا، مناشدين السلطات والجهات الوصية للوقوف إلى جانبهم ودعمهم لمجابهة هذه الخسائر الضخمة.
كما تحدث بعض المواطنين عن مداهمة المياه لمنازلهم بمنسوب قارب ارتفاعه 1 متر، ما تسبب في إتلاف بعض التجهيزات المنزلية، مع إشارتهم إلى أن المشكل يكمن في عدم إنشاء الجسور أعلى الوادي، لتفادي تحول مساره نحو الشوارع والطرقات. وتسببت سيول الأمطار الغزيرة التي تساقطت بغزارة في جل مناطق ولاية سطيف، في انهيار جدار الملعب البلدي بمعاوية، وسقوط عمود إنارته، وهو الملعب الذي تم تجديد بساط أرضية ميدانه مؤخرا.وتدخلت مصالح بلدية سطيف، أمسية الأربعاء على مستوى حي القصرية لإزالة الحصى التي جرفتها السيول من ورشة العمل الجارية لتهيئة مدخل المدينة، بعدما تسببت في كبح حركة «ترامواي» لمدة ساعتين تقريبا، دون تسجيل أي حادث آخر، مثلما أكد للنصر، رئيس المجلس البلدي حمزة بلعياط، الذي أشار إلى انطلاق عملية تنظيف البالوعات قبل وصول نشرية التحذير من تساقط الأمطار الغزيرة، مع التدخل في بعض النقاط السوداء بالشوارع التي تشهد ارتفاع منسوب المياه الناتجة عن تشكل السيول في كل مرة.كما سجلت وحدات الحماية المدنية تدخلا لإجلاء التلاميذ من مدرسة، سعدي النوي، بقرية الثقاقلة ببلدية بازر سكرة شرق الولاية، بالتعاون مع عمال المؤسسة وأولياء المتمدرسين، بعدما غمرت المياه الساحة ومدخل المدرسة، دون تسجيل إصابات. خ.ل
تسربات بالسكنات وسيارات عالقة بتبسة
إنقاذ عشرات الأشخاص ونفوق 163 رأسا من الماشية
أنقذت مصالح الحماية المدنية بولاية تبسة، عشرات الأشخاص وأخرجت مركبات علقت في أوحال الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المنطقة، فيما سجل نفوق 163 رأسا من الماشية ونفوق 4 آلاف كتكوت.
وأوضح الوالي في تصريح للصحافة المحلية عقب الأمطار التي اجتاحت الولاية يومي الأربعاء و الخميس، بأن مصالحه قد قامت بتنصيب خلية متابعة برئاسة الأمين العام للولاية لمتابعة مخلفات الاضطراب الجوي. وبالموازاة مع ذلك، تم تنشيط اجتماعات اللجنة الأمنية، لمواكبة مختلف التطورات، مع الخرجات الميدانية للمسؤولين بمعية المصالح التقنية والمختصة.
وبرأي والي تبسة، فإن الأمطار الأخيرة قد مكنت من الوقوف على بعض النقاط السوداء التي ستتم معالجتها، منبها إلى أن عددها قليل مقارنة بعدد النقاط السوداء التي كانت قد سجلتها الولاية، إثر الاضطراب الجوي الذي اجتاح تبسة في 28 من شهر أوت من العام الماضي، مقرا في السياق ذاته، بأن بعض الحلول قد ساهمت في التقليل من خطر السيول ومن ذلك تنظيف الأودية بمدينة تبسة وبعض البلديات، في الوقت ظهرت نقاط أخرى على غرار حي رفانة وأمام مقر الحماية المدنية بطريق قسنطينة ومنطقة قنيفيدة ببلدية بولحاف الدير.
وقال والي تبسة، بأن التساقطات المطرية قد ساهمت في رفع منسوب المياه الذي تراوح بين 46 و57 ملم، متجاوزا بذلك المعدل الشهري، الأمر الذي أدى إلى تحرك بعض الوديان النائمة وتشكيل منسوب مرتفع بعدد من المناطق ومنها الطريق الوطني رقم 16، في شطره من النقطة الكيلومترية 0 إلى 05 ببلدية بولحاف الدير، إذ زادت تلك السيول من مخاوف المواطنين، حيث خرجت مياه الأمطار من وادي كيسة الذي يعد نقطة تجمع لمياه 3 وديان.
وأقر الوالي جملة من التدابير العاجلة، منها الانطلاق في أشغال بعض الطرقات فور توقف الأمطار ومنها وادي بوعكاز، مع متابعة ذلك من طرف مديريتي الأشغال العمومية والموارد المائية، كما تقرر هدم كل المساكن المنجزة داخل الوديان وتلك التي لا تبعد عن 12 مترا عنها.
واستنادا إلى المسؤول ذاته، فقد حاصرت السيول 19 شخصا تم إنقاذهم، كما سجلت الولاية نفوق 320 رأسا من الماشية، منها 163 في الاضطراب الجوي الأخير، بالإضافة إلى 4 آلاف كتكوت بعدة مستودعات، 12 صندوق نحل و30 دجاجة، كما سجلت زيادة معتبرة في منسوب سدي الصفصاف وولجة ملاق، هذا الأخير الذي ارتفع إلى حدود 152 مليون متر مكعب، الأمر الذي دفع بالمسؤولين إلى التخلي عن الفائض من المياه وتوجيهها إلى المناطق الأخرى
وأوضحت مديرية الحماية المدنية بتبسة، أن معدل تساقط الأمطار قد تراوح بين 20 و 50 ملم وقد تدخلت عناصرها التي وضعت في حالة تأهب، منذ الإعلان عن الاضطراب الجوي، إذ تم إنقاذ وإجلاء 25 شخصا بوحدة تربية الدواجن ببلدية بولحاف الدير وامتصاص المياه بمشتة أولاد دراج، مع إنقاذ عائلة مكونة من شخصين، بعدما غمرت منزلهما السيول، وبمنطقة أم الدود أخرجت سيارة وتم تحويل شيخ ببلدية مرسط، كما تم امتصاص المياه من زريبة بمشتة البحرية وإخراج شاحنة عالقة بدوار الطوالبية.
أما بدائرة العقلة، فقد تدخلت عناصر الحماية لامتصاص مياه الأمطار بحيي الحمزة الزين و 6 ماي بالونزة، ومن داخل عيادة بيطرية، ومنزل بمنطقة الهماجة ببلدية الحمامات.
الجموعي ساكر
خنشلة
تفعيل مخطط النجدة ببلدية متوسة
تم يوم الخميس، تفعيل مخطط النجدة البلدي بمتوسة، بسبب الأمطار الغزيرة التي عرفتها ولاية خنشلة، ما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه في الطرقات، فيما تم اتخاذ قرار بمخطط استعجالي للتكفل بالمرضى بعد تسجيل تسربات مائية على مستوى قاعة العمليات بمستشفى، أحمد بن بلة.
وحسب ما علم من رئيس بلدية متوسة، رمزي يحياوي، فقد تسببت التقلبات الجوية والتساقط المعتبر للأمطار، في سيول من الفيضانات على مستوى مختلف المشاتي، حيث تم تسجيل ارتفاع منسوب المياه على مستوى الطرقات وتسربها إلى بعض السكنات، الأمر الذي استدعى تفعيل مخطط التدخل والنجدة تحت إشراف رئيس دائرة عين الطويلة.
وتدخلت مصالح الحماية المدنية والدرك الوطني في اللحظات الأولى، مع حضور مختلف أعضاء وقطاعات مقاييس التدخل، من أجل فك المسالك وإجلاء السكان بالمناطق المتضررة، كما تمت الاستعانة بعتاد وآليات من بعض المؤسسات المقاولاتية لفتح قنوات لتصريف مياه الفيضانات بعيدا عن الأحياء السكنية.
وأفاد بيان صادر عن خلية الإعلام بديوان الولاية، بأن والي خنشلة، يوسف محيوت، قد قام الخميس بزيارة تفقدية لمستشفى أحمد بن بلة، لمعاينة جناح العمليات الذي يعرف تسربات للمياه جراء التقلبات الجوية وغزارة الأمطار المسجلة، أين تم التأكد من عدم قابليته لاستيعاب النشاط الجراحي الطبي، وتم اتخاذ إجراءات استعجالية من خلال تكليف مدير التجهيزات العمومية بتنصيب مقاولة للتكفل بأشغال المساكة لهذا الجناح وإنجازها في أقرب وقت. كما تم توجيه أوامر لمدير الصحة، بإعداد مخطط استعجالي للتكفل بالمرضى، خاصة منها الاستعجالية لإجراء العمليات الجراحية بالمؤسسات الاستشفائية المجاورة، على غرار مستشفى علي بوسحابة، حيحي عبد المجيد، ببلدية قايس، ومحمد بوضياف، بأولاد رشاش.
كلتوم رابية