يطالب سكان بلدية سيرايدي بولاية عنابة، المصالح المعنية بالإسراع في إصلاح المصعد الهوائي الذي يربطهم بعاصمة الولاية، والمتوقف منذ أكثر من سنة، كونه وسيلة نقل ذات أهمية قصوى في فصل الشتاء، للتقليص من هاجس التقلبات الجوية التي تؤدي في الكثير من الأحيان إلى قطع الطريق، أين تنعزل المنطقة كليا بسبب التساقط الكثيف للثلوج بأعالي جبالي الإيدوغ، ليصبح التيلفيريك المنفذ الوحيد للسكان للتزود بالمؤونة وغيرها من الأغراض أثناء قطع الطريق الرئيسي.و عبر بعض المواطنين القاطنين ببلدية سيرايدي في حديثهم للنصر عن استيائهم من إستمرار تعطل المصعد الهوائي، تزامنا مع عودة التقلبات الجوية التي تؤدي إلى قطع الطرق الرئيسية والفرعية، سواء بفعل الثلوج أو انزلاق التربة، كما حدث العام الماضي بغلق الطريق الرئيسي بسبب انجراف الأتربة ما استغرق وقتا طويلا لإصلاحه، كما أكدوا بأن التيلفيريك يختصر الوقت والمسافة .
و لا يزال المصعد الهوائي في خطه الرابط بين عاصمة الولاية وبلدية سرايدي الجبلية معطلا، بسبب عطب تقني ناجم عن صاعقة رعدية ضربت المحطة الرئيسية، تسببت في إتلاف شبكة كوابل الكهرباء والمحركات التي تشغله، حيث عجزت المؤسسة العمومية للنقل الحضري والشبه الحضري عن إصلاح العطب، عن طريق التعاقد مع مؤسسة صيانة خاصة، لما تعانيه من أزمة مالية خانقة.
و ذكرت مصادر مطلعة للنصر بأن سبب تأخر إصلاح المصعد الهوائي يعود أساسا إلى عدم قدرة إدارة المؤسسة توفير المبالغ المالي الكافي لإعادة التيلفيريك للخدمة من جديد، بعد توقفه شهر أفريل 2014، وقد ثم الاستنجاد بتقنيين من شركة «أومافاسكي» الفرنسية، للشروع في إصلاح العطب، حيث أفضت نتائج معاينة الخبراء الأجانب للأضرار، إلى ضرورة تخصيص خلف مالي معتبر ليصل إلى 2 مليار سنتيم لتجديد الأجهزة والكوابل التي تعرضت للتلف.
وتضيف مصادرنا بأن إدارة المؤسسة عجزت عن تمويل عملية صيانة التيلفيريك، بسبب المشاكل المالية التي تتخبط فيها، على اعتبار أن المداخيل السنوية للتيلفيريك لا تغطي نفقات الصيانة، وأجور العمال. وتشير ذات المصادر إلى أن قيمة العجز المسجل في فترة الممتدة بين 2006 و 2013 بلغ 6.5 مليار سنتيم، حيث تعتمد مجمل مداخلها على نشاط حافلات النقل الحضري بوسط المدينة وضواحيها.
كما اعتبر مسؤولون بمؤسسة النقل الحضري أن سبب تأخر إصلاح التيلفيريك يعود إلى عدم تخصيص غلاف مالي خاص به من قبل الوزارة، كون الإعانات و الإعتمادات المالية التي تتحصل عليها المؤسسة، تذهب في جزء كبير منها لصيانة الحافلات، ما يعقد عملية إيجاد موارد مالية، لصيانته في حال تعرضه للعطب .
حسين دريدح