تقرر تأجيل حملة الحصاد والدرس لهذا الموسم بالطارف، إلى نهاية جوان الجاري، بعد أن كانت مبرمجة منتصف الشهر، بسبب التقلبات الجوية و تراكم المياه بالمساحات المنتجة للحبوب، خاصة تلك التي غمرتها السيول الأخيرة المتساقطة.
و أوضح مصدر مسؤول بمديرية المصالح الفلاحية «للنصر»، أنه تم عقد عدة جلسات لتحضير حملة الحصاد والدرس، بتنصيب لجنة لمتابعة الحملة، وسط توقعات بتسجيل تراجع في إنتاج الحبوب بنسبة 30 في المائة، مقارنة مع الأهداف المسطرة و إنتاج العام الفارط الذي بلغ قرابة 540 ألف قنطار، بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها الولاية نهاية شهر ماي، مشيرا إلى أنه ينتظر أن لا يتعدى الإنتاج هذا العام 300 ألف قنطار من الحبوب، بمعدل 20 إلى 40 ق/الهكتار، كما تم تجاوز إشكالية نقص الحاصدات، بعد تدخل الجهات الوصية، بتخصيص 155 آلة حاصدة تابعة لديوان الحبوب والبقول الجافة والخواص و تخصيص وتنظيم نقاط للجمع وعددها 9 نقاط على مستوى الولاية، مع توفير حوالي 100 ألف كيس لجمع الحبوب و تخصيص رواق أخضر للمنتجين، لتسهيل عملية دفع محصولهم و تسديد مستحقاتهم المالية، إلى جانب تكفل ديوان الحبوب والبقول الجافة في عنابة، بنقل المحصول من المنتجين نحو نقاط التخزين المنتشرة على مستوى تراب الولاية لجمع أكبر الكميات وتخفيف العناء على الفلاحين.
وقال المصدر انه تم توجيه تعليمات، من أجل السهر على جمع كل الكميات من الحبوب ، بما فيها العمل على إزالة كل العقبات التي قد تعترض المنتجين في الميدان لتحقيق الأهداف المسطرة، كما طلب من المصالح والهيئات المعنية، التطبيق الصارم لتوجيهات الحكومة القاضية بمجانية الحاصدات لحصد مساحات الشعير وتوفير النقل لدفع المحصول، بما فيها التصدي للحد من تحويل محصول الحبوب عن وجهته ومحاربة ظاهرة التخزين غير القانوني، على أن تتخذ كل الإجراءات القانونية الردعية ضد المخالفين، للحد من كل أشكال التلاعب بمحصول الحبوب، فضلا عن وضع آليات للتمكين من جميع و دفع محصول الحبوب لتعاونية الحبوب والبقول الجافة بعنابة التي قامت من جهتها برفع من قدرات التخزين لاستيعاب الكميات المتوقع جمعها، بما فيها اللجوء لاستغلال بعض الهياكل وكراء مستودعات الخواص لتغطية العجز المسجل في التخزين، بعد أن تمت تسوية الوضعية الإدارية لمركز التخزين ببلدية بوحجار، للتكفل بحاجيات منتجي الحبوب على مساحة 5 آلاف هكتار بهذه الجهة الحدودية.
فيما أبدى منتجون تخوفاتهم من مغبة تأثير مشكلة نقص منشآت تخزين الحبوب على حملة الحصاد والدرس، ذلك أن قدرات التخزين تبقى حاليا في حدود 300 ألف قنطار، بينما تتجاوز الحاجيات 600 ألف قنطار، إضافة إلى المشاكل التي تواجههم مطلع كل موسم حصاد في حصد مساحاتهم ودفعهم محصولهم وتسديد مستحقاتهم.
في حين أكد رئيس غرفة الفلاحة، الساسي لعبادلية، تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية بالتنسيق مع كافة الشركاء والفاعلين، لإنجاح حملة الحصاد والدرس، مثمنا تحكم المنتجين في المسار التقني بفضل حملات التوعية والإرشاد ومرافقة الفلاحين في الميدان، للرفع من قدرات الإنتاج نوعها وكما، رغم ما أفسدته الأمطار الأخيرة.
نوري.ح