تشهد جامعة محمد البشير الإبراهيمي ببرج بوعريريج، منذ بداية الدخول الجامعي، حالة غير مسبوقة من الاكتظاظ داخل المدرجات و حجرات التدريس و كذا بمقرات الإقامة للطلبة، رغم الاجراءات الاستباقية التي اتخذتها إدارة الجامعة، موازاة مع استقبال أزيد من 4600 طالب جديد خلال الموسم الجاري .
فقد فرض تأخر المشاريع المفتوحة في اطار المخطط الخماسي الفارط منذ سنة 2010، بجامعة الإبراهيمي عديد العراقيل و المشاكل أهمها النقص المسجل في توفير الهياكل الكافية لاستقبال الأعداد المتزايدة للطلبة على مختلف المعاهد و الكليات بجامعة البشير الإبراهيمي، فضلا عن تسجيل عجز كبير في مرافق ايواء الطلبة. مما حتم على ادارة الجامعة تحويل اقامة الذكور إلى الإناث لتغطية العجز المسجل في ايواء الطالبات و تزايد عددهن خلال الموسم الجامعي الجاري، بالإضافة إلى وضع اجراءات احترازية باستغلال مقر الثانوية القديمة ببلدية سيدي أمبارك و بعض الاقامات بمراكز التكوين المهني لتغطية العجز المسجل في عدد الأسرة بالإقامات الجامعية.
لكن تم التراجع من قبل الإدارة عن هذه تجسيد هذه المقترحات، لما يمكن أن تسببه من احتجاجات بين الطلبة في ظل تسجيل نقص في وسائل النقل الجامعي، حيث يتعين توفير وسائل النقل الكافية في حال تخصيص هذه المقرات لفائدة الطلبة، لتمكينهم من النقل المجاني إلى المعاهد التي يزاولون بها دراستهم بجامعة الإبراهيمي المتواجدة ببلدية العناصر.
من جانب آخر يبقى طلبة معهد علوم الطبيعة و الحياة، يزاولون دراستهم بمقر المكتبة المركزية بالنظر إلى تأخر اتمام أشغال مشروع المعهد الخاص بهم، و بلوغ الملف إلى أروقة العدالة في ظل عدم وفاء المقاولة المكلفة بالأشغال بآجال استلام المشروع.
و يطرح نفس الانشغال بالنسبة للطلبة بعديد المعاهد، في ظل تأخر استلام مشاريع 06 ألاف مقعد بيداغوجي المسجلة في برامج المخطط الخماسي الفارط و التي انطلقت بها الأشغال منذ سنة 2010 دون أن تعرف انفراجا، حيث لا تزال عديد المشاريع في طور الأشغال بنسب انجاز متفاوتة، و كذلك الحال بالنسبة لمشروع انجاز ألفي سرير بالإقامات الجامعية الذي يعرف هو الأخر تأخرا و تباطؤا في وتيرة الانجاز، ما تسبب في عدم استلام ادارة الجامعة لهياكل بيداغوجية منذ مدة تزيد عن الخمسة سنوات، في حين شهدت الجامعة تزايدا في عدد الطلبة و التخصصات المفتوحة بمختلف المعاهد و الكليات، ما أفرز عجزا كبير في هياكل استقبال الطلبة.
و كان فرع " كناس " بجامعة البشير الإبراهيمي، قد حذر من تأثير التأخر في انجاز المشاريع على سيرورة الموسم الجامعي، و كذا في ظروف العمل و الدراسة بالنسبة للأساتذة و الطلبة، منبها إلى تلقي الأسرة الجامعية بجامعة الابراهيمي لوعود من قبل السلطات المحلية باحتواء الوضع و اتمام جميع المشاريع المسجلة لاستلامها خلال الدخول الجامعي الحالي، غير أن هذه الوعود بقيت حبرا على ورق و من دون تجسيد، الأمر الذي تسبب في حدوث ارتباك و خلل في توفير الهياكل البيداغوجية الكافية لاستقبال الطلبة، و أدى إلى اتخاذ إجراءات ترقيعية إلى حين إتمام أشغال المشاريع المتأخرة، و دخولها حيز الخدمة للقضاء على مشكل الاكتظاظ بحجرات التدريس و كذا بمقرات اقامة الطلبة .
و زيادة على الإجراءات المتخذة لمواجهة العجز المسجل في المقاعد البيداغوجية، أكدت إدارة الجامعة على انتظارها استلام معهد اللغات الذي يتسع لألفي مقعد بيداغوجي خلال الثلاثي الأول من العام المقبل، و انتظار إعادة بعث الأشغال و اتمام مشروع كلية علوم الطبيعة و الحياة، بالإضافة إلى الشروع في أشغال انجاز معهد علوم المادة .
ع/بوعبدالله