تدارس خبراء بالمجال الغابي والنباتي، أمس، بعنابة، التهديدات التي تواجه غابات البلوط الفليني بالجزائر والتركيز على أهم الولايات التي تحتل رقعة واسعة، على غرار، عنابة، جيجل، بجاية، سكيكدة وتلمسان، بسبب تضررها جراء الحرائق وكذا الجفاف الذي أعقبه ظهور أمراض أدت إلى تلف مساحات واسعة من شجرة البلوط الفليني.
وحسب المكلفة بالاتصال بمصالح الغابات بعنابة، أسماء عوادي، فقد جاءت مناقشة هذا الموضوع خلال الملتقى الوطني المنظم بفندق صبري، في إطار تجسيد مشروع إعادة التأهيل والتنمية المستدامة المندمجة للغابات الإنتاجية للبلوط الفليني في الجزائر، الذي يدخل في إطار نشاطات مشروع التعاون بين المديرية العامة للغابات وبرنامج الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو».
وأقيمت النقاشات وجلسات العمل بمشاركة إطارات من المديرية العامة للغابات وأعضاء وحدة تسيير المشروع وممثلي المكتب الوطني للدراسات التنمية الريفية وخبراء من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وكذا تقنيين ومستشارين في الميدان، من خلال متابعة المناطق النموذجية على مستوى كل من جيجل، بجاية وتلمسان، وتم التأكيد على ضرورة توفير اليد العاملة ودمج المرأة الريفية وسكان المناطق الغابية، للحفاظ على أشجار البلوط الفليني وتكوين يد عاملة مؤهلة لتصدي للأمراض وتطبيق الطرق الصحيحة في عملية الجني، تفاديا للإضرار بالأشجار وموتها.
وقام المعهد الوطني لحماية النباتات، بدراسة في ما يتعلق بتلف وموت مساحات شاسعة من أشجار البلوط الفليني، على غرار الولايات الشرقية الساحلية، منها سكيكدة وجيجل وكذا عنابة، حيث تسبب طول فترة الجفاف وسخونة التربة في اصفرار الأشجار وموتها.
وأكد الخبراء ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة الرامية إلى تعزيز الأنشطة والإجراءات التي من شأنها تحقيق الأهداف المحددة في مشروع حماية غابات البلوط الفليني بالطريقة الأمثل، إلى جانب وضع خطة عمل للأنشطة حتى السنة المقبلة 2024، لاسيما في ما يتعلق بالتخطيط الحراجي وتدريب موظفي الغابات والسكان المحليين على مراقبة الغابات والتنوع البيولوجي وإعادة تأهيل مشاتل الغابات في المناطق التجريبية والعمل الذي سيتم تنفيذه في ما يتعلق بإعادة التهيئة والوعي بأهمية وفائدة خدمات النظام البيئي والمسح الخرائطي للمنتوجات الغابية غير الخشبية في المواقع التجريبية والولايات المنتجة للفلين، بهدف إنشاء 60 موقعا مع رواد الأعمال في المجال الغابي.
وتشير مصادر، إلى تسجيل تراجع كبير في محصول جني الفلين هذا الموسم، على مساحة 15 ألف هكتار، حيث تم جني 5 آلاف قنطار، فيما كانت الحملة تحقق سنويا إنتاجا يصل إلى 8 آلاف قنطار. وترجع ذات المصادر السبب إلى حرائق الغابات ومرض شجر البلوط خاصة على مستوى إقليم بلدية سرايدي، حيث بلغت الرقعة المتضررة من حرائق الغابات بجبال الايدوغ خلال 3 سنوات الماضية، 2740 هكتارا، ما انجر عنه انخفاض في محصول إنتاج الفلين بنحو 40 بالمائة.
واستنادا لذات المصادر، فقد جرت عملية جني الفلين هذا الموسم في ظروف حسنة، مع تراجع عدد الحرائق، وقد أشرفت عليها المؤسسة الجهوية للهندسة الريفية الغابية، التي تتوفر على تقنيات استغلال الفلين التي من شأنها تجنيب إتلاف وكسر الشجرة وضمان سيرورة العمل، كما قامت ذات المؤسسة بحماية محصول الفلين الذي جمع قبل اندلاع الحرائق، وتم تسخير جميع الإمكانيات لتجنب إتلافه.
وتجدر الإشارة، إلى أن نوعية الفلين المحصلة بعنابة، موجهة أساسا لصناعة سدادات القارورات وألواح الديكور الداخلي وعوازل الحرارة والصوت وكذا الأحذية، حيث تقوم مؤسسة عمومية بتسويقها للمصانع الناشطة في هذا المجال. حسين دريدح