حقّقت ولاية خنشلة إنتاجا بمليون و 600 ألف قنطار من التفاح، بارتفاع في الكمية مقارنة بالسنة الماضية، رغم نقص الموارد المائية في ظل الجفاف، لتحتل بذلك المرتبة الأولى على المستوى الوطني مناصفة مع ولاية باتنة، فيما تستقطب الزراعة المكثفة عددا متزايدا من الفلاحين نظرا للنتائج الإيجابية المحققة بعد عامين فقط من الغراسة.
وكشف رئيس شعبة التفاح بالمجلس الوطني المشترك لشعبة الأشجار المثمرة، ياسين ناصري، في تصريح للنصر، عن تحقيق إنتاج يقدر بمليون و 600 ألف قنطار، بارتفاع مقارنة بالسنة الماضية، لتحتل خنشلة المرتبة الأولى وطنيا مناصفة مع ولاية باتنة، حيث يبلغ معدل الإنتاج في السلسلة الجبلية الممتدة بين الولايتين، 3 ملايين قنطار سنويا، إضافة إلى المدية وسيدي بلعباس بـ 700 ألف قنطار سنويا والباقي تتقاسمه ولايات الهضاب العليا من الغرب إلى الشرق، ليصل إلى معدل 5 ملايين قنطار سنويا على المستوى الوطني.
وأوضح محدثنا، أن النتائج المبهرة التي حققتها الزراعة المكثفة في إطار تطبيق اتفاقية الشراكة بين تعاونية تفاح بوحمامة وشركة "ارنو" البولندية، من خلال إنتاج 200 قنطار في الهكتار بعد عامين فقط من الغراسة، ثمرة متابعة ميدانية من المختصين البولنديين، خاصة لعملية تقليم الأشجار ،حيث أن إنتاج مساحة 60 هكتارا التي تمت زراعتها، أعطت نتائج بـ 12 ألف قنطار، الأمر الذي شجع الفلاحين على التوسع في الاستثمار وكذلك تزايد عدد الراغبين في الانخراط للاستثمار في الشعبة.
وأكد محدثنا، أنه وفي إطار تحسيس الفلاحين المخزنين للتفاح في غرف التبريد، نظمت مديريتا المصالح الفلاحية والتجارة بالتنسيق مع المجلس المهني لشعبة التفاح، مؤخرا، لقاء مع الفلاحين المعنيين بعملية تخزين التفاح، تم خلاله توضيح الإجراءات والقوانين المتعلقة بالتخزين والإجابة على مختلف الانشغالات، خاصة شرح قانون المضاربة الذي يهدف لتنظيم السوق والحد من النشاطات غير القانونية التي تنعكس سلبا على المستهلك، حيث يقدم المالكون لغرف تبريد، ملفا يتكون من الوثائق اللازمة مع تصريح بالكمية المخزنة، ويقوم رئيس شعبة التفاح بالتنسيق مع الجهات المعنية وتنظيم عملية التفريغ ابتداء من شهر جانفي المقبل حسب الحالة ومتطلبات السوق .
من جهته، أكد مدير المصالح الفلاحية نجاح الزراعة المكثفة في الأشجار المثمرة، خاصة وأن ولاية خنشلة انطلقت في التجربة سنة 2021، من خلال إبرام اتفاقيات شراكة بين تعاونية الأوراس وشركة نيشلر الإيطالية وكذلك بين تعاونية تفاح بوحمامة وشركة ارنو البولندية وبتأطير من جامعة عباس لغرور ومديرية المصالح الفلاحية، حيث أن اللجوء لهذا النمط كبديل عن الزراعة الكلاسيكية في الأقاليم المعروفة بزراعة التفاح، تبرزه عدة عوامل، منها التأقلم مع المتغيرات المناخية نتيجة لارتفاع درجات الحرارة ونقص الموارد المائية وكذلك الإنتاج المبكر والمردودية ابتداء من السنة الثانية، لتزويد السوق بمنتوج ذي نوعية رفيعة .
وأوضح المسؤول، أن الزراعة الحديثة تعتمد 3 آلاف شتلة في الهكتار، بأبعاد من 0.8 إلى 1 متر بين الشتلات و 3 أمتار بين الخطوط، بينما في البساتين الكلاسيكية 5 أمتار بين الخطوط بـ 400 إلى 500 شجرة في الهكتار، أما الاحتياجات المائية لـ 1 هكتار من بستان تفاح كلاسيك منتج عمره من 9 إلى 10 سنوات في ظروف مناخية تحت 45 درجة مئوية، فتتمثل في 350 مترا مكعبا من المياه، بينما في أسبوع وبالنسبة لـ1 هكتار من بستان مكثف في أوج الإنتاج في نفس الظروف المناخية والمدة، فيستهلك 80 مترا مكعبا، كما أن أصناف الزراعة الحديثة مقاومة للأمراض لاسيما الفطرية واقتصادية في استعمال المبيدات وكذلك تساهم في حماية البيئة والمستهلك.
أما في ما يخص مردود استغلال 1 هكتار من بستان تفاح مكثف لمدة 15 سنة، فهو يعادل مردود 1 هكتار لبستان كلاسيكي خلال فترة 40 سنة، أما البستان المكثف، فيبدأ من السنة الثانية من الغراسة، لتحسين نوعية العرض بمنتوج التفاح في الأسواق من ناحية تنويع الأصناف وجودة وحجم الثمار.
كلتوم رابية