انطلقت بمدينة ميلة، نهاية الأسبوع، أشغال إعادة الاعتبار لمسجد، أبو المهاجر دينار، بغية الحفاظ على الآثار والمعالم التاريخية التي تزخر بها بلادنا، فيما أكد القائمون على قطاع الثقافة بالولاية، أن المسجد سيكون عبارة عن مركز تفسير ذو طابع متحفي، بعد الانتهاء من عملية الترميم.
وأشرف والي الولاية، مصطفي قريش، رفقة السلطات العسكرية والمدنية، بالمدينة القديمة في عاصمة الولاية، على إعطاء إشارة انطلاق أشغال ترميم مسجد، أبو المهاجر دينار أو مسجد سيدي غانم، كما يطلق عليه سكان المنطقة. وأوضح رئيس مصلحة التراث بمديرية الثقافة، لزغد شيابة، أن عملية ترميم هذا المعلم التاريخي الذي بني قبل 13 قرنا، يأتي تجسيدا لتعليمات الوزارة الوصية، بغية الحفاظ على المعالم والآثار التاريخية، حيث تم تخصيص مبلغ مالي قدره 140 مليون دينار جزائري للعملية ككل.
وأضاف ذات المتحدث، أن قيمة الصفقة تجاوزت 10 ملايين دينار جزائري، لترميم المسجد في مدة لا تتجاوز 24 شهرا ووضعه في أحسن حلة، مؤكدا أن هذا المعلم الديني والتراثي، قد استفاد سابقا من عملية ترميم إستعجالية، بغية الحفاظ عليه من أي حوادث وتدعيمه وتقويته، حيث استهدفت تدعيم وتقوية جدرانه والسقف وعدة أجزاء منه للحفاظ عليه وحمايته من العوامل الطبيعية .
ومن جهته أكد صاحب المشروع والمؤهل في ميدان ترميم المعالم التاريخية والمواقع الأثرية المحمية، المهندس، واقني ياسين، أن عملية الترميم ستكون عبر ثلاث مراحل بداية بالحفاظ على كل الأجزاء المهترئة وترميمها من جدران وأعمدة والسقف والسدة، بالإضافة إلى إعادة حفر الأرضية واستخراج الأتربة لمعرفة ما يوجد تحت المسجد الذي شيده التابعي أبو المهاجر دينار سنة 59 هجري، الموافق لـ670 ميلادي، ليكون بذلك أول مسجد في الجزائر والثاني في شمال إفريقيا، حيث شهد هذا المعلم عدة حفريات من طرف الباحث، رشيد دوكالي، سنة 1969 ويعود إليه الفضل في اكتشاف الآثار الموجودة داخل المسجد.
وأضاف محدثنا، أن الأشغال ستكون بطريقة عصرية، مع مراعاة الجانب الفني والطابع الديني، كما أكد أن أرضية المسجد ستكون بالزجاج وذلك من أجل جعله كمتحف مفتوح من أجل رؤية كل الآثار الموجودة داخل هذا المعلم التاريخي الذي بني قبل القرن 13.
وينتظر الانتهاء من عملية ترميم المسجد لتحويله إلى مركز ذو طابع متحفي، حسب ما أكده القائمون على قطاع الثقافة بالولاية.
مكي بوغابة
