شرعت، أمس، الوحدات التقنية ومهندسو الصيانة بمركب سيدار الحجار للحديد والصلب بعنابة، في إزالة مخلفات الحريق الذي مس خزانة كهربائية تحت الأرض تزود وحدة إنتاج الأنابيب الملحمة بالطاقة، حيث أسفر الحريق عن إتلاف شبكة الكوابل الكهربائية التي تشغل خطوط الإنتاج، فيما شرع في تجديد الكوابل بهدف إعادة تشغيل هذه الوحدة الحيوية والاستراتيجية داخل المركب.
وحسب بيان خلية الاتصال بمركب سيدار الحجار، فقد تم توقيف الإنتاج بالوحدة بصفة تحفظية، مع تسجيل بعض الخسائر المادية الطفيفة، حيث انطلقت عملية الإصلاح، من أجل عودة الإنتاج بالوحدة في مدة تتراوح بين 24 إلى 48 ساعة كأقصى تقدير.
ووفقا للمصدر، فإن الحريق شب في حدود الساعة، الرابعة مساء، داخل الخزانة الكهربائية وانتشر بسرعة، الأمر الذي أدى بفريق السلامة للوحدة بالتنسيق مع مسؤولي الورشة، لاتخاذ الإجراءات الفورية بقطع كل منابع الطاقة الكهربائية والهيدروليكية والميكانيكية داخل الوحدة وطلب الدعم الفوري من قبل وحدة مكافحة الحرائق للمركب، بالإضافة إلى جرد كل عمال الوحدة المتواجدين في ورشة العمل في تلك الفترة والتحقق من عددهم وسلامتهم الجسدية، كون الدخان الكثيف عم جميع أرجاء الوحدة، لتواجد شبكة الكوابل تحت الأرض، حيث كان الانبعاث والانتشار سريعا جدا.
وحسب خلية الاتصال بالمديرية العامة لمركب سيدار الحجار، فقد تمكنت فرق الحماية المدنية، تحت إشراف المدير الولائي، العقيد، كمال بن قويطن، من التحكم في الحريق ومنعه من الانتشار و الوصول إلى وحدات الإنتاج، كما تكلف فريق بالحماية وتقديم المساعدة لطاقم العمل المناوب داخل الورشات وضمان سلامتهم.
وتمت عملية إخماد الحريق بمتابعة الرئيس المدير العام للمركب وأفراد الوحدات التقنية للتدخل، ما سمح بحماية جميع المنشآت وعدم تسجيل أضرار كبيرة.
من جهته تنقل والي عنابة، جلاوي عبد القادر، إلى وحدة إنتاج الأنابيب غير الملحمة بالمركب والإطلاع عن كثب عن حيثيات الحادث الذي وقع وأجرى حديثا مع الرئيس المدير العام لسيدار الحجار والرئيس المدير العام لمجمع سيدار والمدير الولائي للحماية المدنية، بخصوص تفاصيل وقوع الحادث والتدابير المتخذة لحماية العمال ووحدات الإنتاج.
وفي ذات السياق، فتحت مصالح الأجهزة الأمنية تحقيقا في ملابسات الحادث، للكشف على الأسباب التقنية أو البشرية التي أدت إلى ذلك، خاصة وأن وحدة الأنابيب الملحمة هي الأولى من حيث حجم الإنتاج وتحقيق المداخيل المعتبرة للمركب ومساهمتها في إحداث التوازن المالي وضمان الأجور وتحسين قدرات التصنيع، على اعتبار أن هناك اتفاقيات مبرمة مع مجمع سوناطراك، لتزويده بـ 1000 كلم من الأنابيب غير الملحمة ونقل الغاز من حجم 6-8-10-12 بوصة، مخصصة لربط آبار حقول الغاز بحاسي الرمل، حيث يمتد العقد إلى غاية سنة 2027 ومن المقرر أن تبدأ عملية التزويد بالأنابيب ابتداء من مارس القادم وهي صفقة ستساهم في زيادة الطاقة الإنتاجية للغاز الطبيعي في الجزائر وكذا إنعاش مركب الحجار، حيث حققت وحدة الأنابيب قفزة نوعية منذ بداية 2022، بدأت بإبرام عقد مع شركة نافطال، لتزويدها بأكثر من 390 كيلومترا من الأنابيب بمختلف الأحجام، حيث تم تسليم الطلبية وهي في مرحلتها النهائية.
من جهة أخرى، استقبل، أمس، كل من الرئيس المدير العام لمجمع سيدار والرئيس المدير العام لمركب سيدار الحجار، بالقاعة الرئيسية للمديرية العامة، نائب المدير العام لقسم إفريقيا بالشركة الصينية « سي ني تيك» ومديرها العام بالجزائر، مرفوقا بوفد من إطاراتها، حيث دارت محادثات بين الطرفين حول سبل الاستثمار والشراكة في المجال الصناعي.
حسين دريدح