أشرف والي الطارف، محمد مزيان، أول أمس، بمناسبة اليوم الدولي للغابات على عملية تشجير نموذجية بمنطقة عين خيار بمشاركة بعض القطاعات والجمعيات، باستعمال تقنية جديدة في الغرس لأول مرة، يطلق عليها شبابيك المياه المقتصدة لمياه السقي «واتر بوكس»، حيث تم في تجربة أولى لحملة التشجير بواسطة هذه التقنية العصرية، غرس 2000 شجيرة، على أن تعمم العملية لاحقا عبر مختلف المناطق الغابية على مستوى الولاية، ضمن البرنامج المسطر.
وتلقى الوالي، بالمناسبة، شروحات تقنية حول توجه مصالح الغابات بالولاية نحو اعتماد نظام جديد وحديث في عملية الغرس والتشجير بعد مواسم الجفاف وهذا من أجل الاقتصاد في مياه السقي بنسبة 90 بالمائة، حيث يمكن استعمال 10 لترات في سقي شجيرة واحدة، خاصة في أوقات الحرارة بدلا من 100 لتر، زيادة على حماية الشجيرات المغروسة من الرياح والرعي والحرائق، وتمكين الأعوان المختصين من نقل الشجيرات خلال مرحلة نموها من مكانها لغرسها إلى مكان آخر بطريقة سليمة من دون إلحاق أي أضرار بها قد تؤدي إلى تلفها. علاوة على ذلك، قامت مصالح الغابات بتجهيز مشتلة الريغية في بلدية بالريحان بـ100 نظام لتقنية شبابيك المياه، من أجل أكثر نجاعة لاقتصاد مياه السقي أثناء مرحلة تحضير مختلف أنواع الشتلات الموجهة للغرس والتشجير.
وأثنى والي الولاية على التوجه نحو التقنيات الحديثة في الغرس، خاصة أهميتها من ناحية اقتصاد المياه، لمجابهة كل الاحتمالات المناخية في حالات الجفاف والحفاظ على الشجيرات المغروسة من الموت، داعيا إلى توسع العملية بإدراج النظام الجديد في المساحات المبرمج تشجيرها، مع تحسيس الجمعيات والسكان بأهمية هذه التقنية وضرورة الحفاظ عليها والانخراط فيها.
وشدد مسؤول الجهاز التنفيذي، على التعجيل في استكمال مشاريع القطاع، خاصة تلك الموجهة للوقاية من حرائق الغابات وتشجير المساحات الغابية التي طالتها النيران، خاصة خلال سنتي 2022 و2023، كاشفا عن اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للوقاية من الحرائق لموسم 2024، من خلال تدخل كل القطاعات والفاعلين، فيما تم ضبط جملة من التدابير والعمليات الاستباقية لهذا الغرض.
وبخصوص تثمين ثروة الأملاك الغابية، تم في إطار حملة جني الفلين للموسم الفارط، جمع 1884 مترا مكعبا عبر 13 ورشة، فيما يتوقع هذه السنة، إنتاج أزيد من 13 ألف قنطار من الفلين الذكري والإنتاجي على مساحة مبرمجة تقدر بـ3119 هكتارا موزعة على 18 موقعا، ومن شأنها توفير ما يقارب 400 منصب موسمي.
وفي مجال بيع واستغلال الخشب عن طريق تنظيف الغابة، تم تسويق 10350 مترا مكعبا بقيمة 3.6 ملايير سنتيم، ما يمثل نسبة 69 بالمائة من الكمية المنتجة التي تقارب 9 آلاف متر مكعب، مع استحداث 180 منصب شغل دائم، ناهيك عن بيع واستغلال الخشب بما قيمته 6.8 ملايير سنتيم بكمية 20560 مترا مكعبا لفائدة 3 مؤسسات اقتصادية وهذا من أصل الحجم المستغل المقدر بـ 14156 مترا مكعبا والذي سمح بتوفير 82 منصب شغل لفائدة سكان المناطق الغابية بالجوار، لتتجاوز القيمة المالية الإجمالية التي تدعمت بها الخزينة العمومية من عائدات استغلال الثروة الغابية بولاية الطارف، 12 مليار سنتيم.
نوري.ح
