سلّطت، نهاية الأسبوع المنقضي، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، عقوبات متفاوتة بين 8 سنوات و20 سنة سجنا نافذا، في حق أفراد عصابتين مختصتين في السرقة، واستهداف رجال المال والأعمال بعين مليلة، أين استولوا في عمليتين فقط على أزيد من ملياري سنتيم مع تعريضهم حياة الغير للخطر، من خلال اعتدائهم بالضرب على الضحايا من أصحاب السكنات وتكبيلهم. القضية الأولى أدين المتهمون (م.ن.د) 25 سنة و(م.ع) 27 سنة و(ق.أ) 27 سنة بعقوبة 10 سنوات سجنا نافذا، والذين تمت متابعتهم بجناية السرقة بتوافر ظروف الليل والتعدد واستعمال العنف والتهديد به واستعمال مركبة لتسهيل الفعل وتيسير الهروب والكسر، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة 20 سنة سجنا للمتهمين الثلاثة، وترجع القضية إلى تاريخ الثالث من شهر جوان من السنة الماضية، عندما تقدم المدعو (ب.س) ببلاغ أمام مصالح أمن دائرة عين مليلة، يكشف فيه عن تعرض شقيقه (ب.ب) للسطو من داخل سكنه العائلي المتواجد بالمنطقة الصناعية على طريق عين كرشة، أين قام المعتدون باقتحام السكن والاعتداء على الضحية بالضرب مع تهديد زوجته، وسلبهم خزانة حديدية بها مبلغ 300 مليون سنتيم وكمية من المصوغات الذهبية التي ترجع لزوجته، ليلوذ الجناة بالفرار على متن سيارة الضحية وهو تاجر قطع الغيار من نوع «فولسفاقن كادي»، لتنطلق مصالح الشرطة في تحقيقات أمنية موسعة، نجحت خلالها في استعادة المركبة التي وجدت مركونة على الطريق الاجتنابي لمشتة بن بلعياد، وكشف الضحية للمحققين بأن الجناة الذين كانوا مدججين بالأسلحة البيضاء، هددوه بالقتل في حال لم يكشف عن مكان تواجد مفتاح الخزانة الفولاذية، واعتدوا على زوجته بالضرب وهددوها في حال لم تكشف عن مكان إخفاء مصوغاتها الذهبية، وكشف أحد المعتدين عن خلاف له مع الضحية ما دفعه لتنفيذ الجريمة، مهددا زوجته بالقتل في حال لم تمنحه المصوغات، وقدمت الزوجة للمحققين ملامح المعتدين، وتعرفت على بعضهم من خلال الصور الفوتوغرافية التي عرضت عليهم، وأكدت ذلك في مواجهتها معهم، وبينت التحريات بأن المتهمين تنقلوا ليلة ارتكاب جريمتهم لسكن الضحية على متن سيارة من نوع «غولف من الجيل الخامس» ترجع للمتهم «ق.أ»، وهي التي التقطتها كاميرات المراقبة، وأنكر المتهمون الجرم المنسوب إليهم، غير أن الضحية كشف أمام هيئة المحكمة بأن ثلاثتهم اقتحموا سكنه واعتدوا عليه.
أما القضية الثانية ففصلت فيها هيئة المحكمة بإدانة المتهم المتواجد في حالة فرار ويتعلق الأمر بالمسمى (د.د.ب) بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا ومليوني دينار غرامة مالية، في الوقت الذي تمت معاقبة كل من (م.ع) و(ر.أ) و(آ.ب.ر) بعقوبة 8 سنوات سجنا نافذا، في الوقت الذي تمت تبرئة ساحة المتهم (غ.أ.ش) من الجرم المنسوب إليه، وتوبع المتهمون جميعا بجناية السرقة بتوافر ظروف الليل والتعدد والتسلق، والتمس ممثل النيابة العامة إدانتهم بعقوبة 12 سنة سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها مليون دينار.
الضحية في هذه القضية هو صاحب مصنع زيت المائدة بعين مليلة، أين استغل اللصوص تواجده بمعية عائلته في الخارج في الثامن من شهر سبتمبر من السنة الماضية، ليقتحموا سكنه المتواجد بحي 5 جويلية ويستولوا على خزانة فولاذية بها قرابة 1 مليار سنتيم بين مبالغ مالية بالعملة الوطنية والأجنبية ومصوغات ذهبية ووثائق بنكية، وكشفت التحقيقات عن جانب من تفاصيل عملية السطو من خلال كاميرات المراقبة التي تعود لمنزل الجيران، في الوقت الذي بينت التحقيقات بأن اللصوص ولجوا سكن الضحية، باعتلاء منزل أحد الجيران، ليقوموا بعدها باستعمال عربة حديدية للاستيلاء على خزانة فولاذية، وعند قيام عناصر الشرطة بتوقيف المتهم (أ.ر) تفاجأوا لحيازته على مقطع فيديو التقطه له ولشركائه في الجريمة وهم يقومون بإضرام النار في الخزانة الفولاذية، فيما اتضح بان المتهم (م.خ) أصيب لحظة إنزال الخزانة ونقل للمستشفى لتلقي العلاج، واعترف المتهم (أ.ر) بالجرم المنسوب إليه مبينا بأن المتهم الفار والمتهم الآخر هم من شاركوه عملية السطو.
أحمد ذيب
