سلّطت، أمس، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، أحكاما بالسجن النافذ في حق أفراد شبكة مختصة في مجال التهريب، تتنقل في عملياتها ببنادق وأسلحة نارية، أين قامت في إحدى عملياتها بإطلاق النار على حاجز للدرك الوطني بعين الزيتون.
هيئة المحكمة قضت بإدانة المدعو (خ.م) 37 سنة بعقوبة 10 سنوات سجنا نافذا، وقضت بتوقيع عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حق المتهم المسمى (ج.ب) 37 سنة، وهما اللذان التمس ممثل النيابة العامة إدانة الأول بعقوبة 20 سنة سجنا ومليوني دينار وإدانة الثاني بعقوبة الإعدام، في الوقت الذي أدين المتهم المسمى (ج.ب) 39 سنة غيابيا بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا، وهي العقوبة نفسها التي طالب ممثل النيابة العامة بتوقيعها، وتوبع المتهمون الثلاثة بجناية تكوين جمعية أشرار لغرض الإعداد لارتكاب جنايات وجناية حمل ونقل أسلحة وذخيرة من الصنف الرابع دون رخصة، وجنح انتحال اسم الغير في ظروف كان من الجائز أن تؤدي لقيد حكم في صحيفة السوابق القضائية للغير وحيازة بضاعة محظورة وحساسة للغش لغرض تجاري باستعمال وسيلة نقل وعدم الامتثال لإنذار التوقف وجناية محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار.
القضية ترجع إلى تاريخ التاسع عشرة من شهر جويلية من السنة الماضية، عندما استلم أفراد فرقة الأمن والتحري للدرك الوطني بأم البواقي المتهم (خ.م) بمعية محجوزات القضية ممثلة في مركبة من نوع «طويوطا هيليكس» وبندقية مضخية من نوع «سكوربيون» من عيار 12 ملم من صنع أمريكي، و50 طلقة من عيار 12 ملم من صنع أجنبي، وترجع حيثيات القضية للسابعة صباحا من نفس اليوم، عندما وردت معلومات لعناصر فرقة الأمن والتحري للدرك الوطني بأم البواقي، تفيد بمرور المتهم المسمى (ج.ب) 39 سنة المكنى «الجرو» والمبحوث عنه في عديد القضايا، باتجاه ولاية خنشلة أو تبسة مرورا بإقليم بلدية عين الزيتون بأم البواقي، على متن سيارة من نوع «طويوطا هيليكس»، واستغلالا للمعلومة تم وضع دورية لعناصر فرقة الأمن والتحري ووضع نقطة مراقبة على الطريق الاجتنابي المؤدي لبلدية متوسة بخنشلة، والطريق الوطني رقم 32 الرابط بين ولايتي أم البواقي وخنشلة في محيط مشتة جيموط بعين الزيتون، ليتم رصد السيارة محل المعلومة، أين تم إخطار سائقها بالتوقف فلم يمتثل، مما أجبر عناصر الدرك لاستعمال المسلفة ما أدى لانفراز العجلات، ليقوم سائقها بمناورة خطيرة محاولا الفرار والدخول لشق الطريق الوطني رقم 32 باتجاه مدينة خنشلة، في الوقت الذي قام مرافقه بإطلاق عيارين ناريين صوب عناصر نقطة المراقبة، لتصطدم السيارة بالحاجز الإسمنتي وتنحرف نحو أرض فلاحية، ليلوذ متهمان اثنان بالفرار، وتم بعدها توقيف مرافق السائق المدعو (خ.م) وحجز السلاح الناري والخراطيش والطلقات النارية.
وكشف المتهم الموقوف طيلة مراحل التحقيق بأن مهمته كانت فتح الطريق وتأمين المسلك الذي يقطعه بمعية مركبة أخرى يقودها المتهم الفار (ج.ب) من نوع «مازدا»، أين بينت التحريات بأن المتهمين قاموا بتوصيل شحنة من مادتي المعسل والتبغ انطلاقا من مدينة تبسة صوب بلدية عين كرشة، أين أفرغوا الشحنة بمرآب لشخص يقطن وسط عين كرشة، وأكد المتهم الموقوف بأن المتهم الآخر (ج.ب) هو من أطلق عيارين ناريين تخويفيين، وأكد المتهم الموقوف بأنه تعرف على شقيق المتهم الأول في سوق السيارات ببئر وناس بعين البيضاء، أين عرض عليه العمل معهم في مجال نقل المشروبات الكحولية، أين تكون مهمته كشف الطريق وتتبع الدوريات الأمنية على طول المسالك المتبعة، غير أنه غير نشاطه بعد ذلك لنقل مختلف أنواع السلع المهربة خاصة مادتي التبغ والمعسل انطلاقا من مدينة بئر العاتر بتبسة وصولا لمدينة عين كرشة بأم البواقي، وأضف بأن المتهم الآخى (ج.ب) يتولى هو كذلك كشف الطريق مستعملا مركبته من نوع «اكسبار» ثم «طويوطا هيليكس»، وأضاف المتهم بأن المتهم الآخر أعلمه يوم الوقائع بأنهم بصدد نقل 80 علبة من مادة المعسل المهرب على متن مركبة من نوع «مازدا» باتجاه عين كرشة، أين نجحوا في توصيل الشحنة وعادوا بعد ذلك، قبل أن يشاهدوا حاجزا أمنيا لعناصر الدرك، أين حاول المتهم الآخر الفرار فاصطدم بالحاجز الإسمنتي، ليحمل كيسا به مبلغ 50 مليون سنتيم ووثائق المركبة ولاذ بالفرار، في لوقت الذي ألقي عليه القبض وهو يحاول الفرار، معترفا بقيامه وعناصر الشبكة بـ14 عملية في مجال التهريب، كما أنهم يستعملون شرائح هاتفية بأسماء رعايا تونسيين دون علمهم وفتيات من عين فكرون دون علمهن.
أحمد ذيب