غيّب، الموت أمس، أحد صناع ملحمة أول نوفمبر الخالدة، المجاهد محمد بهلول المدعو «بوقلاز»، وهو الذي ووري الثرى بمقبرة عين أركو بتاملوكة بولاية قالمة التي تعد مسقط رأس الفقيد.
المجاهد ولد ذات الرابع عشرة من شهر أفريل من سنة 1935 بقرية عين ملوك ببلدية تاملوكة بقالمة، أين حفظ القرآن الكريم وعمره لم يتجاوز 11 سنة، وأكمل تعليمه بمدرسة الكتانية بقسنطينة، أين نال شهادة الأهلية، وشارك في مظاهرات الطلبة سنة 1956، ثم التحق بصفوف الجيش الوطني الشعبي وشارك في الثورة التحريرية من 1954 إلى 1962 برتبة ملازم أول مع زميله بنور السعيد المدعو»86»، وجرمان عومار وحقاص، وغيرهم من المجاهدين في المنطقة الخامسة بمعقل المجاهدين بمنطقة «الشبكة».
وكان الفقيد سببا في التحاق الكثير من المجاهدين وتجنيدهم في صفوف جيش التحرير الوطني على غرار المرحوم اللواء بغو العربي والشهيد جرمان حسين والشهيد بغو عبد الحميد، ليكمل بعدها عمله في سلك الجيش الوطني ثم تقاعد منه برتبة نقيب، كما أكمل نضاله مع حزب جبهة التحرير الوطني بأم البواقي كرئيس قسمة، ثم تقاعد وأكمل حياته في مدينة أم البواقي، وتشاء الأقدار أن يتوفى بمنزله بحي الآمال وسط أم البواقي يوم العشرين من شهر أوت الموافق ليوم المجاهد.
وكان الفقيد قد كشف في لقائه بالنصر قبل أربع سنوات بأنه شارك في عدة معارك، على غرار معركة واد الشارف بقصر الصبيحي، التي تزامنت وأول يوم من عيد الأضحى لسنة 1957، إضافة لمعركة سلاوة بتاملوكة سنة 1956 والتي قادها المجاهد لغرور شعبان ابن مدينة خنشلة، إضافة إلى معركة الجحفة سنة 1957، إلى جانب معركة سلاوة عنونة غرب قالمة سنة 1957.
أحمد ذيب
