قامت مديرية الأشغال العمومية لولاية عنابة، نهاية الأسبوع، رسميا، بفسخ العقد الذي يربطها مع مؤسسة «آلترو» العمومية المختصة في أشغال الطرق، بعد التأخر الكبير في إنجاز مشروع طريق الكورنيش الجديد الرابط بين رأس الحمراء، مع واد بقرات على مسافة 6 كلم.
وحسب مديرية الأشغال العمومية، فقد تخلت مؤسسة «آلترو» عن الأشغال بعد الإضراب المفتوح للعمال منذ تاريخ 5 مارس 2024، ما اضطر مديرية الأشغال العمومية بصفتها صاحبة المشروع، لفسخ العقد بعد عدة مراسلات وصولا إلى الإعذارات المحددة قانونا. من جهتها تواصل مؤسسة «صابطا» إنجاز الحصة الثانية المتعلقة بالمنشآت الفنية من جسور مساند إسمنتية وغيرها، فيما توقفت عملية شق الطريق المرتبطة بشركة «آلترو».
وحسب مديرية الأشغال العمومية، فإن ورشة الإنجاز التي تشرف عليها شركة «صابطا»، تعرف تقدما في صب خرسانة جدران الإسناد على كامل مسار الطريق، كما تسير أشغال حفر وصب الخرسانة بالمنطقة المنزلقة بوتيرة جيدة وتشارف على الانتهاء بنسبة 90 بالمائة.
أما في ما يتعلق بالمنشآت الفنية، فيجري إنجاز الجسر الأول بطول460 مترا والقيام بأشغال التسليح على المستوى السطحي للجسر وكذا صب الخرسانة بنسبة إنجاز وصلت إلى 95 بالمائة، مع وضع قنوات الحجز الخاصة بالإنارة العمومية واتصالات الجزائر، وتركيب واقي الأجسام، كما يعرف الجسر الثاني عملية صب الخرسانة بالروافد، بعد إنجاز الأعمدة بطول 220 مترا. ووفقا لذات المصدر، فإن أشغال الردم والحفر وإزالة الأتربة السطحية والأحراش، متوقفة بين المقاطع، بسبب توقف نشاط مؤسسة «آلترو»، بينما ما زالت الأجزاء المتبقية من مسار الطريق لم تنطلق بها الأشغال.
وفي ذات السياق، عاين والي عنابة رفقة مدير الأشغال العمومية، ورشات الإنجاز عدة مرات، كما عقد لقاءات بمسيري الشركات المشرفة على إنجاز الطريق الساحلي الجديد، حيث حرص الوالي في كل مناسبة، على ضرورة مضاعفة فرق العمل والمجهودات لاستكمال ما تبقى من أشغال هذا المشروع الذي عرف تأخرا منذ إعادة انطلاقه سنة 2018 ، غير أن المستجدات الأخيرة المتعلقة بتوقف شركة «آلترو» عن العمل منذ شهر مارس، صعبت الأمر ودفعت السلطات المحلية إلى تبليغ الأمر لوزارة الأشغال العمومية لإيجاد حل سريع وإسناد ما تبقى من المشروع لشركة تملك الإمكانيات اللازمة لتدارك التأخر.
وحسب الرزنامة المتفق عليها، فقد كان مقررا رفع نظام العمل إلى 2×8 ساعات لتدارك التأخر، للانتهاء من الأشغال خلال 15 شهرا ومع توقف شركة «آلترو»، سيتأخر استلام المشروع مجددا.
وحسب مديرية الأشغال العمومية، فإن سبب تأخر المشروع في الفترة الماضية، يعود لإعادة التقييم التقني لبعض المنشآت الفنية التي تم إنجازها ومنها الجسور وكذا وضعية المسار، حيث ظهرت عيوب خلال عملية الإنجاز وقدمت حلول تقنية بالتنسيق مع مؤسسة الإنجاز جارٍ تنفيذها لاستكمال المشروع.
وتمت إعادة بعث المشروع من جديد بعد رفع التجميد عنه، حيث أنجز الطريق في المرحلة الأولى على مسافة 2 كلم، لتستأنف الأشغال مجددا في سنة 2021، لاستكمال الشطر المتبقي على مسافة 6 كلم، غير أن شركتي الإنجاز اصطدمتا بصعوبات تقنية في الميدان، تتعلق بالخصوصية الجيولوجية الصعبة للمنطقة التي تتميز بالارتفاع والانحدار في نفس الوقت، ثم رسم أسهل مسار لكي يمر عليه الطريق، مع مراعاة تخصيص مساحات تسمح للمستثمرين بإنجاز مشاريعهم الخدماتية.
ووفقا لمصادرنا، فإن المشروع المسجل منذ سنة 2008، مسه التجميد بسبب الأزمة المالية التي عرفتها البلاد وتمت إعادة بعثه من جديد كأولوية لربط منطقة التوسع السياحي للخليج الغربي مع بعضها، كما يكتسي أهمية بالغة لتخفيف الضغط على الطريق القديم، خاصة في فصل الصيف وكذا تنمية القطاع السياحي وتوفير الأوعية العقارية للمشاريع الاستثمارية بالواجهة البحرية، باعتباره طريقا استراتيجيا من شأنه بعث المشاريع السياحية واستغلال المناظر الخلابة في إنجاز مرافق للنزهة والترفيه. ويدخل الطريق أيضا في إطار منطقة التوسع السياحي لواد بقراط، حيث صدر تصنيفها في الجريدة الرسمية، لتكون قطبا للاستثمارات السياحية بالولاية.
حسين دريدح
