تم بولاية الطارف، منذ بداية السنة، تصدير شحنات من مادة الفلين تجاوزت 2000 طن نحو جمهورية الصين الشعبية، في حين تجري التحضيرات لتصدير كميات أخرى نحو مختلف الأسواق الخارجية، أمام تزايد الطلب على المنتوج المحلي ذي الجودة والقيمة الاقتصادية.
وذكرت مصادر مسؤولة للنصر، أن عمليات التصدير قام بها 4 متعاملين من الطارف وبعض الولايات الداخلية، مشيرة إلى التحفيزات التي وضعتها السلطات المحلية لتشجيع المستثمرين على الولوج نحو التصدير خارج المحروقات، من خلال استغلال، تحويل وتصدير الفلين بأشكاله المطحون والخام، إضافة إلى التحفيزات التي أقرتها مصالح الغابات للراغبين في الاستثمار في هذا المجال.
وأكد المصدر، توجه متعاملين نحو تصدير الخشب لبعض الدول العربية والآسيوية، حيث تم، هذه السنة، تسويق شحنات تقدر بحوالي 5 آلاف طن نحو الصين وتونس، فيما بادرت من جهتها مصالح الغابات، بضمان المرافقة للمصدرين بتقديم كل التسهيلات لهم، علاوة على تصدير كميات معتبرة من مادة الخشب المضغوط "آمدياف" نحو عدد من البلدان، منها تونس، ليبيا، فرنسا والصين.
كما يُنتظر تصدير كميات أخرى من منتوج الفلين والخشب لمحصول هذه السنة، الجاري جنيه من قبل المؤسسة الجهوية للهندسة الريفية، حيث تم لحد الآن، جمع حوالي 1500 قنطار من الفلين البلوطي بنوعية الذكري والأنثوي، على مساحة مجنية تقدر بـ 363 هكتارا، فيما يتوقع إنتاج أزيد من 13 ألف قنطار مع نهاية الحملة شهر أكتوبر المقبل، بمعدل 5 قناطير في الهكتار، على مساحة إجمالية مخصصة للجني قدرها 3138 هكتارا، بزيادة 46 بالمائة عن إنتاج العام الماضي الذي بلغ 7134 قنطارا على مساحة 2217 هكتارا، بنسبة إنجاز وصلت إلى 31 بالمئة من المساحة المبرمجة.
وأشارت مصالح الغابات، إلى أن حملة جني الفلين انطلقت جوان وتمتد إلى غاية شهر أكتوبر المقبل، وقد أسندت للمؤسسة العمومية للهندسة الريفية مشروع القالة، المختصة في هذا النوع من الأشغال التي سمحت بتوفير حوالي 100 منصب شغل موسمي لفائدة ساكنة جوار المناطق الغابية، موزعين عبر 5 ورشات على مستوى 8 بلديات غابية والمناطق الحدودية، بغية الإسراع في العملية التي تعرف بعض التأخر بسبب محدودية الإمكانيات المادية والبشرية للمؤسسة المكلفة بالجني، زيادة على الجفاف الذي ميز الموسم والذي أثر بشكل سلبي على مردودية الإنتاج.
وتعمل المصالح المعنية على تثمين هذه الثروة الاقتصادية الهامة، من خلال تقنين عملية استغلالها بما يضمن ديمومتها، فضلا عن تسطير برامج سنوية لتوسيع وتجديد مساحات الفلين وإعادة تشجير المساحات المحروقة والتي طالتها الشيخوخة، خاصة وأن منتوج الفلين المحلي يبقى ذا جودة عالية، حيث تتربع ثروة الفلين البلوطي بالولاية، على مساحة 80 ألف هكتار، بما يمثل 60 في المائة من المساحة الإجمالية للغابات المقدرة بـ168 ألف هكتار وهو ما يجعل الجهة رائدة، حيث تأتي الطارف في المرتبة الثانية وطنيا من ناحية إنتاج الفلين سنويا.
أما بخصوص الحطب، فقد تم جني حوالي 9 آلاف طن إلى غاية منتصف الشهر الحالي، فيما تبقى توقعات الإنتاج في حدود 13 ألف متر مكعب على مساحة إجمالية قدرها 2550 هكتارا من غابات الكاليتوس ذات القيمة الاقتصادية، حيث أسندت عملية الاستغلال لمجموعة مؤسسات مختصة، على أن يوجه 70 بالمائة من الإنتاج نحو التحويل والتصدير، فيما تم تكثيف المراقبة وحراسة الأملاك الغابية الوطنية لحمايتها ثرواتها من الفلين والخشب وغيرها، من السرقة والنهب، بينما تسابق المصالح المعنية الزمن للإسراع في إنهاء حملة الجني في موعدها الشهر المقبل.
نوري.ح
