كثفت مؤسسات النظافة ومركز الردم التقني بعنابة، من عمليات التنظيف ورفع القمامة، بمختلف البلديات والأحياء، ضمن جهود تحسين وضعية المحيط ومنع انتشار الأمراض المتنقلة، مع التركيز على حجز الأبقار التي تجوب الوسط الحضري، خاصة بذراع الريش وسيدي عمار، حيث تم، أمس، حجز عدد من رؤوس الماشية، لعدم امتثال أصحابها للبلاغات والاعذارات التي وجهت لهم.
وجاءت عملية حجز الأبقار، تطبيقا لتعليمات والي الولاية لرؤساء البلديات، من أجل وضع حد لتنامي ظاهرة تجوالها بالوسط الحضري وبالطريق العام وحتى في أماكن حيوية ويتزامن ذلك مع الحملة التي تقوم بها مختلف المصالح، لمنح انتشار حمى غرب النيل، الناجمة عن لدغات البعوض، حيث تم تشكيل خلية يقظة ولائية للقضاء على منابع انتشار البعوض الحامل لهذا الفيروس، على اعتبار أن الأبقار الضالة تتخذ من مكبات القمامة والحاويات مصدرا لتناول بقايا الطعام والمخلفات.
وأمر الوالي بتشكيل فرق ميدانية لحجز الأبقار التي يرفض أصحابها الامتثال للتعليمات وتحويلها مباشرة إلى الإسطبلات المخصصة للحجز تمهيدا لتحويلها إلى المذابح، بسبب تمادي أصحابها في ترك الأبقار ترعى في الوسط الحضري، دون الاكتراث للمخاطر الناجمة عن استهلاك بقايا القمامة، كما أصبحت الأبقار تكبد البلديات خسائر فادحة في الحاويات المصنوعة من البلاستيك، حيث تقوم الأبقار بتحطيمها وبعثرة القمامة، ما يؤدي على تشويه المحيط، حيث تنتشر ممارسات المربين بكل من أحياء سيدي عيسى السهل الغربي وحي الريم ببلدية عنابة وكذا أحياء البوني والحجار، كما انتقلت الظاهرة للمدينة الجديدة ذراع الريش، حيث سخرت، أمس، مصالح مؤسسة الردم التقني ببرحال عتادها، لحجز الأبقار التي تتجول داخل المُحيط العمراني. كما تعد بلدية سيدي عمار، أكبر البلديات تضررا من الظاهرة، حيث وجه رئيس البلدية، أحمد بومعزة، أول أمس، آخر إنذار لأصحاب الأبقار قبل حجزها، بعد أن تحولت أماكن رمي النفايات المنزلية إلى مرعى للأبقار، وفي هذا الشأن، أكد رئيس البلدية أنه تم اتخذ الإجراءات المناسبة للقضاء على هذه الظاهرة بشكل نهائي، من خلال تخصيص مكان للمربين بموافقة مصلحة الغابات والمصالح الفلاحية التي شكلت لجنة في هذا الشأن، ليتسنى لأصحاب الأبقار إنجاز إسطبلات على المدى المتوسط، في حين يجدون مكانا في القريب لوضع الأبقار قبل تحويلها للإسطبلات الجديدة، لمنع بقائها في الشارع وفي حال عدم الامتثال، يتم حجز الأبقار وتسليط غرامات مالية.
من جهتها تواصل جميع المصالح بولاية عنابة، حملتها الواسعة للقضاء على البعوض، تحت إشراف مُباشر لخلية اليقظة المشكلة على مستوى مديرية الصحة، بالإضافة إلى تكوين مكاتب حفظ الصحة بالبلديات، لمواجهة انتشار فيروس غرب النيل، بتكثيف إبادة البعوض وتجفيف البرك المائية، لاسيما في الأقبية بالتجمعات السكنية والحرص على النظافة وعدم تراكم النفايات والقمامة وجهر الأودية وتطهير المستنقعات والمجاري المائية في أقرب الآجال، مع إطلاق حملة تحسيسية واسعة للحفاظ على النظافة الجسدية والمحيط .
وفي السياق، تقوم مصالح البلديات ومختلف مؤسسات التطهير والصحة العامة، بحملات إبادة واسعة للبعوض والحشرات باستعمال مادة «دلتا مترين»، بعدة أحياء وكذا تغطية كل المناطق المستهدفة، التي تعرف تربية الحيوانات والإسطبلات، المصبات النهائية وأقبية العمارات .
وحسب إرشادات مصالح مستشفى الحجار، فإن حمى غرب النيل هي مرض فيروسي ينتقل إلى البشر عبر لدغات البعوض المصاب وأن معظم المصابين لا تظهر عليهم أعراض، لكن البعض قد يعاني من الحمى، الصداع، آلام الجسم والطفح الجلدي وفي حالات نادرة، يمكن أن يسبب الفيروس مضاعفات خطيرة مثل التهاب الدماغ أو التهاب السحايا.
وتقدم ذات المصالح، إرشادات وقائية، منها تجنب لدغات البعوض باستخدام طارد الحشرات، ارتداء ملابس طويلة الأكمام والسراويل، استخدام الناموسيات على النوافذ والأبواب، التخلص من المياه الراكدة حيث يتكاثر البعوض.
حسين دريدح