تعرف أسعار تمور دقلة نور في أسواق الجملة ببسكرة، هذه الأيام، انخفاضا كبيرا تراوح ما بين 70 و400 دج، بفضل الوفرة كما ونوعا، الأمر الذي بعث الارتياح لدى المستهلكين.
وساهمت المكافحة الاستباقية لآفة البوفروة، في حماية المنتوج من التلف، حيث تمت معالجة البؤر لتفادي انتشار العدوى، الأمر الذي حال دون حدوث خسائر.
كما أثمرت مرافقة المنتجين طيلة أيام السنة، عن طريق حملات التوعية وتقديم الإرشادات اللازمة، في الرفع من نسبة الإنتاج بكافة المستثمرات الفلاحية الخاصة في شعبة التمور والتي يزيد عددها عن 32 ألفا، تمثل 50 بالمائة من مجموع المستثمرات التي تحصيها ولاية بسكرة في مختلف الشعب .
وقد انعكست الوفرة هذا الموسم، حيث تتوقع المصالح الفلاحية إنتاج ما يزيد عن 4 ملايين قنطار، بالإيجاب على الأسعار التي انخفضت إلى ما بين 200 دج و300 دج للكيلوغرام وهو ما شهدته أغلب أسواق الولاية ونقاط البيع الأخرى.
وتراوحت أسعار تمور دقلة نور ذات النوعية الجيدة ببعض أسواق الجملة، أول أمس، ما بين 70 و400 دج للكيلوغرام، حسب النوعية المعروضة، حيث تراوح سعر الكلغ من الشمروخ نوعية جيدة، بين 150 و250 دج والنوعية الرفيعة بين 250 و350 دج.
أما العرجون الذي يعرف إقبالا كبيرا من المتسوقين، فتراوح سعره بين 250 و400 دج للكيلوغرام، أما المنزوع من العراجين المعروف محليا بالبث، فتراوح بين 70 و150 دج للكلغ الواحد وبزيادة تتراوح بين 50و100 دج في نقاط البيع بالتجزئة.
الانخفاض المسجل الذي شمل أنواع التمور الأخرى، أرجعه العديد من الباعة، إلى ارتفاع معدل العرض مقارنة بالطلب، زيادة على تراجع دور الوسطاء في العملية وهم الذين تعودوا على رفع الأسعار، زيادة على وفرة الكميات ذات الجودة العالية وقد توقع بعض الباعة ارتفاعا محسوسا في الأسعار مع مرور الأيام، في ظل زيادة الطلب وتراجع كمية العرض.
وقال منتجون، بأن البيع يعرف ركودا، الأمر الذي أدى إلى تدني سقف الأسعار ودفع ببعضهم إلى تخزينها داخل غرف التبريد، أملا في ارتفاع الأسعار لاحقا، فيما لجأ البعض الأخر لتسويقها خوفا من تدني أكبر.
وتنقلت النصر إلى سوق الجملة للتمور بمدينة طولقة والذي يعد قبلة التجار، كونه يعد أحد الممونين الرئيسيين لتجار الجملة من مختلف ولايات الوطن، بأنواع التمور وخاصة دقلة نور.
وخلال معاينتنا للسلع المعروضة، سجلنا وفرة في التمور ووجود كميات من أنواع دقلة نور، حيث يتنافس المنتجون على عرض أجود ما تأتي به غابات النخيل بالمنطقة.
وقد أظهرت لوحات ترقيم المركبات، قدوم تجار من ولايات مختلفة للتزود بالتمور التي تنتج في المنطقة وما جاورها من مزارع الجهة الغربية بالولاية وفي مقدمتها دقلة نور، حيث يضمن وفرة في المنتجات وبأسعار تنافسية.
وأكد بعض التجار في حديثهم للنصر، أن الوفرة والجودة والأسعار المعقولة، دفعتهم إلى القدوم من مختلف جهات الوطن، حيث تتوفر دقلة نور بأنواعها من عرجون، شمروخ ومنزوعة العراجين، إلى جانب أصناف أخرى معروفة، ما يعني أن التاجر لديه حرية الاختيار لشراء النوعية التي يحتاجها وبالكمية المطلوبة.
وقال منتج وبائع بالجملة، أن العرض وفير والأسعار منخفضة وتتجه نحو الانخفاض أكثر في قادم الأيام، خاصة وأن عملية الجني مازالت مستمرة، الأمر الذي جعل المنتجين يتكبدون خسائر مادية في ظل ارتفاع التكاليف الخاصة بزراعة النخيل.
ويتوقع المنتجون أن تعرف الأسعار انخفاضا في قادم الأيام، بالنظر للكميات الكبيرة التي مازالت مخزنة داخل غرف التبريد، زيادة على أنهم مضطرون لبيع التمور خوفا من الكساد.
ووصف مستهلكون هذه الأسعار في حديثهم للنصر، بالمعقولة نظرا لطبيعة المنطقة التي تحصي قرابة 4 ملايين نخلة من مختلف الأنواع، في مقدمتها نخيل دقلة نور .
وربط من جهتهم مهنيون في القطاع، تراجع الأسعار، بوفرة العرض مقارنة بسنوات ماضية، زيادة على النوعية الجيدة لصنف دقلة نور المتوفرة بكثرة هذا الموسم، الأمر الذي ساهم برأيهم في وفرة العرض وبأسعار تنافسية، في ظل الكميات المخزنة داخل غرف التبريد وبوحدات التكييف.
ويتوقع منتجون أن يكون الموسم القادم أفضل، بسبب دعم ومرافقة الدولة، زيادة على السبل المنتهجة في تقوية القدرات الإنتاجية والسعي الجاد لتطوير شعبة النخيل، إضافة إلى دخول آلاف فسائل النخيل في معظم المناطق الغابية بالولاية مرحلة الإنتاج.
ع.بوسنة