أصدر والي عنابة عبد القادر جلاوي، أمس، قرارات على خلفية انهيار الطريق الرئيسي المؤدي لكورنيش الشواطئ، على مستوى مدخل واد القبة، بسبب أشغال ترقية عقارية، يجري إنجازها بمحور مفترق الطرق، مازالت في طور انجاز الأساسات، ما أدى إلى انزلاق التربة وتضرر فادح في شبكات الطاقة الأرضية، وإحداث انقطاع في التيار الكهربائي والتحول نحو التموين من الشبكات الاحتياطية.
وحسب التعليمة التي أصدرها ديوان والي الولاية، عقب الاجتماع الطارئ الذي عقد بمقر الولاية، صبيحة أمس، بحضور مختلف المصالح المعنية، فقد أمر جلاوي بناءً على التعليمة الوزارية رقم04 المؤرخة في جويلية 2017 والتي تحدد التدابير الخاصة لإعداد ملف رخصة البناء ورخصة الهدم للمشاريع التي تشكل أشغال التسطيح، أو الحفر، أو الهدم خطراً على محيطها المباشر، بمراجعة قرارات منح رخصة البناء للقيام بالأشغال على مستوى الواجهة البحرية والكورنيش في موسم الاصطياف وفصل الشتاء، لعدم احترام الإجراءات الاحترازية المعمول بها وفق قانون التعمير.
وأضاف الوالي بأنه على إثر استياء المواطنين جراء الانهيارات التي تسببت فيها أشغال بعض مشاريع المرقين العقاريين هذه السنة، والمتحصلين على رخص بناء في السنوات السابقة والتي لا تزال سارية المفعول، بأنه يمنع منعاً باتًا على كل مرقي عقاري صاحب مشروع يتطلب أشغال تسطيح، أو عمليات حفر، أو عمليات هدم، قد تشكل خطراً بالنسبة للمحيط المباشر، إجراء أشغال التسطيح الكبرى خلال فصل الشتاء، وكذا أثناء الاصطياف بالنسبة للبنايات المراد إنجازها على امتدادِ الشريط الساحلي الذي يستقبل السواح، أيضا عدم القيام بأشغال الهدم أو البناء ضمن أنسجة عمرانية قديمة، تواجد بها شبكات محاذية ظاهرة للمشروع أو باطنة قرب البنية التحتية للطرق والشبكات الأرضية ذات الشكل غير المنتظم أو منحدر شديد، أو بناية متواجدة بين طريقين على مستويين مختلفين يكون الفارق بينهما أكبر أو يساوي 106 أمتار ، حفر بعمق أكبر أو يساوي مترين.
وأكدت التعليمة، على وجوب الحصول على ترخيص مسبق من طرف والي الولاية للشروع في الأشغال، ويكون ذلكَ إثر نتائج خرجة ميدانية لإجراء تقييم تقني شامل، من خلال لجنة مختصة تضم ممثلين من الهيئات المختصة، سيما مصالح الدولة المكلفة بالتعمير، مصالح البلدية المكلفة بالتعمير ، مديريات الري والأشغال العمومية والطاقة ومؤسسة سونلغاز والهيئة الوطنية للرقابة التقنية، كما يتعين الحصول حتميًّا على ترخيص رسمي لفتح الورشات وفقاً للقرار المؤرخ في 22 الموافق 26 يوليو سنة 2008.
وشدد الوالي على اتخاذ الإجراءات الصارمة في حالة أية مخالفات، تتراوح من توقيف الأشغال مؤقتاً وصولاً إلى إلغاء رخصة البناء نهائيا، وتشمل العقوبات أيضا توقيف الأشغال فوراً عند أول مخالفة للمعايير التقنية والسلامة، إلغاء رخصة البناء في حال تكرار المخالفات أو ثبوت تهاون جسيم في تطبيق الشروط، بالإضافة إلى تحميل المرقي العقاري كامل المسؤولية القانونية والمدنية عن أية أضرار .
وذكر الوالي، أن الالتزام بهذه التعليمات يأتي حفاظاً على سلامة المواطنين وأمن المشاريع العقارية، وأنَ أيَ تهاون سيواجه بأقصى العقوبات التي ينص عليها القانون.كما كلف بتنفيذ هذه التعليمة كل من رؤساء البلديات، الوالي المنتدب، رؤساء الدوائر ، مديرو التعمير والهندسة المعمارية والبناء، الأشغال العمومية، الري، الطاقة، مؤسسة سونلغاز، المصالح الأمنيَّة، كل في مجال اختصاصه.
كما قدمت مصالح بلدية عنابة وكذا شركة سونلغاز شكوى أمام العدالة، ضد شركة الترقية العقارية صاحبة المشروع، نتيجة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والشبكات وغلق هذا الطريق الحيوي.
من جهتها أعلنت شركة سونلغاز عن تكبدها خسائر كبيرة، على إثر إصابة شبكتها الأرضية الرئيسية التي تمون كامل الشريط الساحلي وأحياء واد القبة، سيدي عيسى والخروبة، منها الفنادق والمركبات السياحية ومراكز الراحة الواقعة بالمنطقة.
وحسب مسؤولة الاتصال بشركة سونلغاز وداد بحوش ، فإن الانقطاع ناجم على التعدي على الشبكة الكهربائية متوسطة التوتر بمنطقة واد القبة، بعد انزلاق الأرضية جراء أشغال الحفر لإنجاز ترقية عقارية بمحاذاة حي 100 مسكن واد القبة، فقد تعرضت أربعة منطلقات كهربائية ممولة لكل من الواجهة البحرية، سيدي عيسى، حي بليزونس ، خليج المرجان إلى التلف بعد سقوطها مع التربة وقد تدخلت المصالح التقنية فورا لتدارك الوضعية بتحويل التموين بالطاقة الكهربائية على الشبكات الاحتياطية لضمان ديمومة الخدمة، كما تسببت أيضا في أضرار جسيمة لمركز تفريع الطاقة الجديد واد القبة، والذي دخل حيز الخدمة شهر سبتمبر الفارط.
وتضيف المصدر، بأن دراسة تحويل هذه الشبكات جارية حاليا لإيجاد مسارات جديدة للكوابل المتضررة، وفي انتظار تقرير معاينة الخبرة لمركز التفريع وتنفيذ أشغال تحويل الشبكات، حيث سجلت تذبذبات أو انقطاعات بالأحياء المرتبطة بشبكة الطاقة المتضررة.
وتجدر الإشارة، إلى تسجيل حادث مماثل لانهيار الطريق مع بداية موسم الاصطياف المنقضي، على مستوى طريق بلفودار بالقرب من فندق الريم الجميل، بسبب أشغال إنجاز مركب سياحي، مما استدعى إلزام صاحب المشروع بالإسراع في إصلاح الطريق المنهار على عاتقه.
حسين دريدح