قضت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، أمس، بتوقيع عقوبة 7 سنوات سجنا في حق الشاب (ب.م) في العقد الثالث من العمر، والذي تمت متابعته بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار وجنحة الضرب والجرح العمدي المؤدي إلى عجز يزيد عن 15 يوما وقضت المحكمة بإدانة المتهم الثاني المسمى (ب.ر.أ)، بجناية المشاركة في القتل العمدي مع سبق الإصرار وجنحة الضرب والجرح العمدي المؤدي إلى عجز يزيد عن 15 يوما ومعاقبته بعامين حبسا منها عام حبسا نافذا، فيما التمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة السجن المؤبد في حق المتهمين.
القضية مختصرة ترجع لتاريخ السادس عشرة من شهر جانفي من السنة الماضية، عندما شهد الطريق الرابط بين مدينتي أولاد قاسم وعين مليلة وقوع حادث مرور جسماني، بعد أن صدم الضحية المتوفى المسمى (ب.ع.د) الذي كان على متن مركبة من نوع «بيجو 404» مغطاة سيارة المتهم الثاني (ب.ر.أ)، الذي كان بمعية المتهم الأول، ليدخل الطرفين في خلاف واحد، بسبب الأضرار المادية التي لحقت بمركبة المتهمين، والتي ترجل بسببها المتهم الأول (ب.م) وتقدم نحو مركبة الضحية المتوفى الذي كان برفقة صديقه المدعو (ق.م)، طالبا منهما منحه وثائق المركبة لإتمام الإجراءات على مستوى وكالة التأمين، ليرفض الضحية ذلك، ما جعل المتهم الرئيسي يوجه سلسلة من اللكمات للضحية المتوفى أتبعها بطعنه بخنجر في فخذه وهو جالس، ليحاول الضحية النزول من المركبة وردّ الاعتداء الذي تعرض له، غير أنه سرعان ما سقط أرضا بسبب النزيف الحاد الذي لحق به.
وكشف المتهم الرئيسي خلال تصريحه أمام هيئة المحكمة بأن سائق المركبة قطع الطريق أمامهما بعد الحادث، وكان قبل ذلك يقود في وضعية خاطئة أدت لصدمهما، مشيرا بأنه لم يكن ليطعن الضحية في فخذه لولا محاولة الأخير الاعتداء عليه، من جهته المتهم الثاني أشار بأن الخلاف تطور بعد الحادث المادي، مؤكدا بأنه دافع على نفسه من الاعتداء الذي بادر به الضحية ومرافقه، وأكد أحد الشهود بأن المتهمين هما من استعملا أسلحة بيضاء، من جهته الضحية الثاني المصاب بجروح والذي منح عجزا عن العمل قدره الطبيب الشرعي بـ16 يوما، أشار بأنه من كان يقود المركبة والمتهمين قاما بقطع الطريق أمامهم، وانهالوا عليهما بالضرب المبرح، ليترجل مرافقه محاولا وضع حد للاعتداء، فتعرض للضرب باللكمات وبواسطة سلاح أبيض كان يحمله المتهم الأول، من جهتها عائلة الضحية المتوفى تنازلت عن حقوقها المادية، بعد أن دخل المتهم الرئيسي في حالة هيستيريا لما علم بأن الشاب الذي طعنه لفظ أنفاسه متأثرا بالإصابة الخطيرة التي لحقت به
ممثل النيابة العامة وفي مرافعته أكد بأن جريمة القتل هي انتهاك صارخ لأقدس حقوق الإنسان وهو الحق في الحياة الذي كفلته جل الشرائع السماوية، مشيرا بأن الأدلة دامغة على تورط المتهمين في جريمة القتل، وتتمثل إجمالا في 5 قرائن، من بينها تصريحات الضحية وتصريحات الشاهد وتقرير الطبيب الشرعي، وأكد المتحدث بان المتهم الرئيسي اعترف خلال جميع مراحل التحقيق وكذا في جلسة محاكمته بأنه من قام بضرب الضحية المتوفى بواسطة سكين، بحجة أنه كان في حالة دفاع شرعي عن النفس، مضيفا بأن الضحية كان يحاول أن يعتدي عليه بقارورة زجاجية كانت بين يديه، وأضاف المتحدث بأن تقرير تشريح الجثة كشف من خلاله الطبيب الشرعي بأن الوفاة كانت نتيجة المضاعفات التي سببها ضرب الضحية للمتهم.
أحمد ذيب