بدأت مديرية التجارة والبلديات بقالمة، في إقامة الأسواق الجوارية عبر المدن الكبرى، استعدادا لشهر رمضان الذي يعرف ارتفاعا في معدل الاستهلاك اليومي للمواد الغذائية.
و يتلقى التجار تسهيلات كبيرة عندما يرغبون في النشاط بهذه الفضاءات التجارية المفتوحة، مما يساعدهم على خفض الأسعار و استقطاب الزبائن على مدى شهر رمضان.
و قد أشرفت سلطات مدينة قالمة يوم الأحد على إطلاق سوق رمضان وسط المدينة، حيث اختارت سوق حرشة حسان بقسميه المغطى و المفتوح لإقامة هذه التظاهرة التجارية التي تعود عليها السكان في السنوات الأخيرة، كلما حل شهر الصيام.
ويعمل التجار على توفير الخضر و الفواكه و اللحوم و الخبز و الحلويات و المشروبات الغازية بأسعار منخفضة، الى جانب الصناعيين و الفلاحين الذين أصبح بإمكانهم البيع المباشر للمستهلك بأسواق رمضان، دون الحاجة إلى وسيط أو مضارب قد يقدم على زيادة الاسعار كما جرت العادة كلما حل رمضان.
و كلما وقع الاختيار على موقع لإقامة سوق جواري بمناسبة شهر رمضان، تقوم اللجان المختصة بوضع اللافتات الإشهارية و تحديد المربعات و ضبط قائمة التجار المرخص لهم بالمشاركة في هذه التظاهرة الرمضانية، التي صارت تقليدا يرسخ مبادئ التضامن و التراحم وسط المجتمع الجزائري بهذه المناسبة الدينية المقدسة.
أسواق رمضان بقالمة ليست وليدة السنوات الأخيرة التي اتخذت فيها الأسواق الجوارية الطابع الرسمي، بل سبقتها بعقود طويلة عندما كان التجار و الفلاحون و الموالون و حتى باعة الملابس و الأواني المنزلية، يختارون موقعا ملائما بالمدن و القرى، لإقامة سوق رمضان التي تبدأ من الصباح إلى ما قبل الإفطار، يلتقي فيها الناس للبيع و الشراء، و قضاء أوقات الفراغ التي تعقب نهاية العمل بالإدارات و ورشات البناء و الحقول الزراعية.
و تمتاز أسواق رمضان بتدني الأسعار و نشاط مكثف لما يعرف بالتجار الموسميين الذين لا ينشطون إلا في شهر رمضان، ثم يتوقفون بعد ذلك إلى العام القادم، حيث يعودون إلى نشاطهم المعتاد.
و يرى سكان المدن و القرى بقالمة بأن نكهة رمضان و أجواءه الروحية، لا تكتمل إلا بهذه التظاهرة التجارية العريقة التي تتجسد فيها قيم الرحمة و القناعة و التضامن. فريد.غ