شهدت منطقة الفريد الحدودية ببلدية بئر العاتر في ولاية تبسة، أول أمس الخميس، نفوق العشرات من رؤوس الماشية التي تمتلكها عدة عائلات، إثر جائحة غريبة مفاجئة، ما اضطر أصحابها لذبح أزيد من 140 رأسا من الغنم والماعز، كحصيلة أولية، مخلفة خسائر مادية كبيرة لأصحابها، ما أثار حالة من القلق بين السكان المحليين، خاصة بين مربي الماشية الذين يعتمدون على هذه الثروة الحيوانية كمصدر رئيس للدخل. وتنقلت النصر رفقة السلطات المحلية والأمنية ومدير المصالح الفلاحية إلى المنطقة، أين تم الوقوف على حجم الخسائر التي طالت الموالين، حيث كشف أحدهم أنه لاحظ تدهورا مفاجئا في الحالة الصحية لقطيعه الذي نفق منه عدد كبير في ظروف مفاجئة، ما دفعه إلى إطلاق صرخة استغاثة بسكان الجهة لنجدته وعلى الرغم من الجهود المبذولة في ذبح ما يمكن ذبحه لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الماشية، فقد استمرت الحالة الصحية للأغنام في التدهور، ما أدى إلى نفوق العشرات منها أمام أعين الجميع، فتم الاتصال بمسؤولي البلدية، حيث تنقل رئيس المجلس الشعبي البلدي وأغلب أعضائه إلى عين المكان لمتابعة المستجدات أولا بأول، رفقة الهيكل البلدي لحفظ الصحة والمصالح الفلاحية وفرقة الدرك الوطني ومفتشية التجارة، ليتم تسخير مقر المذبح البلدي لذبح وسلخ الماشية ونقلها إلى غرفة التبريد بمرافقة المصالح المختصة، في انتظار وصول التحاليل
المخبرية. وأكد رئيس البلدية بالنيابة، أن الوالي ورئيس الدائرة وجميع المصالح ذات العلاقة، يتابعون باهتمام مستجدات هذه الفاجعة وقد حل بعين المكان المدير الولائي للفلاحة والمفتش الولائي للأطباء البياطرة، اللذين وقفا رفقة السلطات المحلية على تطورات الوضع ورجّح الجميع بعد المعاينة الأولية لرؤوس الماشية الهالكة، أن يكون سبب هذا المرض المفاجئ تسمما مصدره المياه المخصصة للماشية، ما استدعى صدور قرار من رئيس البلدية بغلق البئر المشتبه في تلوث مياهه، إلى غاية صدور نتائج التحاليل المخبرية وتكفلت مصالح البلدية بتزويد المتضررين من السكان بالماء الصالح للشرب إلى غاية التأكد من صلاحية ماء البئر المغلق مؤقتا. وقال مدير المصالح الفلاحية، بوجناح جمال، في تصريح للنصر، بأن النفوق حادثة معزولة والتحقيقات الوبائية هي التي تثبت أسباب هلاك الماشية، حيث تم إرسال عينات من ماء البئر والعلف إلى المخبر البيطري بقسنطينة، لمعرفة نتائج التحاليل التي تمنى أن تكون سلبية، بعد أن أثارت هذه الحادثة تساؤلات عديدة حول أسباب النفوق المفاجئ وما إذا كانت مرتبطة بمرض معد أو تلوث بيئي أو عوامل أخرى.
ع.نصيب