تمكن مستكشفون جزائريون يومي الجمعة و السبت من تحقيق أرقام قياسية جديدة في سبر أغوار الكهوف السحيقة عندما وصلوا إلى عمق 200 متر داخل كهف صخري عمودي بجبل دباغ الواقع شمالي قالمة.
و نقلت مصادر للنصر عن فريق الاستكشاف قوله إن العمق الذي وصلوا إليه يضع كهف جبل دباغ العمودي أعمق كهف بالجزائر و شمال إفريقيا حتى الآن.
و وصفت العملية بالخطوة الجريئة التي لم يسبق لها مثيل في الجزائر، قادها فريق من جمعية الاستغوار و الرياضة الجبلية ببجاية، و شارك فيها أفراد من جمعية غار الجماعة للسياحة و الرياضة الجبلية ببلدية بوحمدان الواقعة غربي قالمة.
و هذا الاستكشاف النادر، يعزز مكانة الجزائر في الاستغوار و كشف المزيد من الأسرار الدفينة تحت القمم الجبلية، بما يخدم البحث العلمي و ينمي السياحة الوطنية، و يحفز المزيد من المحترفين و الهواة على مواصلة عمليات الاستكشاف عبر مختلف مناطق الوطن.
و بعد الوصول إلى أكبر عمق صخري بالجزائر و شمال إفريقيا، واصل فريق الاستكشاف عمله يوم السبت داخل كهف أفقي مجاور للكهف العمودي بجبل دباغ، و يأمل الفريق في مزيد من الاستكشاف بالمنطقة.
و تعد هذه المغامرة الجريئة الثانية التي تعرفها كهوف جبل دباغ بقالمة، حيث سبق لفريق الاستكشاف الجزائري الوصول إلى عمق يتراوح بين 150 و 130 مترا داخل كهوف جبل دباغ بقالمة في شهر أكتوبر 2019 عندما تمكن هواة استكشاف الكهوف السحيقة بشرق البلاد، من سبر أغوار كهفين كبيرين بقمة جبل دباغ بقالمة، في واحدة من أصعب مهمات الاستغوار و أكثرها خطورة و تعقيدا بعد مهمات استكشاف كهوف أخرى بعدة ولايات من الوطن بينها كهوف جبل طاية ببلدية بوحمدان.
أول عملية استكشاف لكهفين سحيقين بجبل دباغ كانت قبل أكثر من 5 سنوات، قادتها آنذاك جمعية غار الجماعة للسياحة و الرياضة الجبلية لبلدية بوحمدان بولاية قالمة، و شاركت فيها نوادي الشرق الجزائري، بينها نادي بجاية المكون من 9 عناصر بينهم 3 نساء، و نادي قسنطينة بأربعة عناصر و نادي عين البيضاء بولاية أم البواقي بثلاثة أفراد.
و قد تم يومها تقسيم المشاركين إلى فريقين مجهزين بكل معدات الاستكشاف و التسلق، من حبال و ألبسة واقية و مصابيح إنارة و أجهزة تصوير و تلقى المستكشفون تعليمات بعدم تجاوز عمق 150 مترا في كل كهف.
و قال المستكشفون الذين بلغوا يومها أقصى عمق بالكهف السحيق ، بأن له مميزات تتغير حسب المقاطع، حيث أن 25 مترا الأولى منه عبارة عن تجويف يمتد من الشرق إلى الغرب و بعرض 6 أمتار و كان على المستكشفين ملامسة الجدران الصخرية، قبل الوصول إلى مقطع آخر شبه دائري، طوله نحو 130 مترا، و الهبوط فيه يكون في الفراغ و هو أصعب مقطع و كانت درجة الحذر فيه كبيرة، لكن المغامرين الجزائريين تمكنوا هذه المرة من تجاوز العمق الأول و الوصول إلى 200 متر تحت سطح جبل دباغ.
و سبق للنصر أن غطت أول استكشاف لكهوف جبل دباغ بقالمة شهر أكتوبر 2019 في إطار جهدها المتواصل لمواكبة الأحداث العلمية و الرياضية و الاقتصادية و البيئية والسياحية بالمنطقة. فريد.غ
