تم بمقر ولاية الطارف، أمس، تنظيم ورشة عمل لتحضير تسجيل الحظيرة الوطنية للقالة، كموقع طبيعي في القائمة الإرشادية للتراث العالمي بالجزائر، بمشاركة أساتذة جامعيين، باحثين وممثلين عن المجتمع المدني وجمعيات ناشطة في المجال، إضافة إلى ممثلين عن وزارتي الفلاحة والثقافة.
وأكد والي الولاية، محمد مزيان، في كلمته، أهمية الورشة العلمية المنظمة في إطار إعداد ملف ترشيح الحظيرة الوطنية للقالة لتسجيلها ضمن القائمة الإرشادية للتراث العالمي، حيث تعكس هذه المبادرة، حسبه، الالتزام الوطني بحماية الثروات البيئية وصون الإرث الطبيعي للأجيال القادمة، مشيرا إلى أن الحظيرة الوطنية للقالة، تُعد من أبرز المعالم البيئية والطبيعية في الجزائر، لما تزخر به من تنوع بيولوجي فريد واحتوائها على أصناف نادرة تبقى مهددة بالانقراض، ما يجعلها مكوناً أساسياً من الهوية الثقافية والبيئية للبلاد، معتبرا أن ترشيح الحظيرة هي خطوة إستراتيجية نحو تنمية مستدامة، ستعود بالفائدة على المنطقة وسكانها وتُسهم في تعزيز مكانة الجزائر على الصعيدين الوطني والدولي في مجال حماية التراث الطبيعي، مشددا على أهمية إعداد ملف ترشيح شامل يلبي معايير منظمة اليونسكو، مع ضرورة تضافر جهود جميع الشركاء والفاعلين لإنجاح هذا المسعى النبيل، بما يسهم في إعداد ملف متكامل وشامل يستوفي كل المعايير والمقاييس المعتمدة، من أجل ضمان تسجيل الحظيرة الوطنية للقالة ضمن قائمة التراث الطبيعي العالمي وتعزيز إشعاعها كوجهة للسياحة البيئية المستدامة ورافدا حيويا للتنمية المحلية.
من جهته، أفاد ممثل وزير الفلاحة، بأن دعم تسجيل الحظيرة الوطنية للقالة في القائمة الإرشادية للتراث العالمي في الجزائر، من شأنه أن يعود بالمنفعة العامة على المنطقة وساكنتها، من خلال برمجة بعض النشاطات والاستفادة من بعض المشاريع التي تسهم في دعم وترقية والحفاظ على الموروث الطبيعي والبيئي والزخم الإيكولوجي الذي تتمتع به الحظيرة التي تعد من أكبر الحظائر في الجزائر الشمالية، حيث تتربع على مساحة 80 ألف هكتار ذات تنوع بيولوجي نباتي وحيواني نادر، ما يستوجب تحضير وإيداع ملف متكامل لإيداعه والدفاع عنه لدى منظمة اليونيسكو.
في حين أشار ممثل وزير الثقافة، إلى أن تنظيم هذه الورشة يرمي إلى دعم المنتخبين وكل الفاعلين، للملف، لما تزخر به حظيرة القالة من تنوع بيولوجي وطبيعي وهو ما سيعود بالفائدة على التنمية المحلية والاجتماعية وتنشيط السياحة البيئية والإيكولوجية في إطار التنمية المستدامة.
وأبرز من جانبه الخبير في التنوع البيولوجي، عبد السلام قريرة، أن ورشة دعم تسجيل الحظيرة الوطنية للقالة في القائمة الإرشادية للتراث العالمي في الجزائر، سيجعل من الجهة قطبا إقليميا في السياحة الإيكولوجية ويحافظ على المكونات والزخم الطبيعي لمكونات الحظيرة التي تعتبر مركبا ومحمية للكائنات الحية ومحيطها السكاني بالجوار، كما ستسمح هذه الورشة بإبراز أهم المواقع الأثرية المتواجدة بها والتي عرفت تعاقب عديد الحضارات، مرورا بالحقبة ما قبل التاريخ، ثم الفينيقيين والحقبة الرومانية، حيث يحصى أزيد من 110 مواقع أثرية، من أضرحة ليبية، قبولا منحوتة من الحجارة، أحجار مصقولة، معاصر للزيتون وطحن الحبوب، مجانب تحت الصخور وغيرها، حيث ستتم بعد إيداع الملف والموافقة على تسجيل الحظيرة من طرف اليونسكو، الاستفادة من دعم هذه الأخيرة ويسهم في تحديد مجالات التدخل لحماية والحفاظ وتطوير الحظيرة وبرمجة بعض النشاطات للحفاظ على الموقع من التلوث وترقية السياحة البيئية والإيكولوجية والحفاظ على التنوع البيولوجي الحيواني والنباتي المنتشر بها، مع برمجة مشاريع للتنمية الاجتماعية لساكنة الجوار، لإدراجهم في الحفاظ على المكونات الطبيعية للحظيرة، في إطار التنمية الجوارية، بخلق بعض النشاطات، منها استغلال وتحويل الزيوت النباتية والطبية والعطرية وكذا تربية الحيوانات المنزلية والحرف، حسب البروتوكول الذي يسمح بالتدخل في هذه المواقع ووفق الشروط المحددة من طرف منظمة اليونسكو. نوري.ح