شهدت نهاية الأسبوع المنصرم مدينة بوسعادة بولاية المسيلة تنظيم مسيرة ضخمة شارك فيها الآلاف من منتخبي البلديات الجنوبية ومن ممثلي المجتمع المدني والأعيان وجميع فئات المجتمع قادمين من 23 بلدية جنوبية وهذا للمطالبة بترقية بوسعادة إلى ولاية منتدبة يتقدمهم نواب من البرلمان ورئيس بلدية بوسعادة ومنتخبين بالمجلس الشعبي الولائي. المسيرة انطلقت في حدود الساعة الثالثة مساء من ساحة الشهداء بوسط المدينة وسط تعزيزات أمنية مشددة إلى غاية مقر الدائرة أين سلم ممثلون عن المحتجين رسالة إلى مسئول الدائرة تحمل مطلبا واحدا وهو ترقية بوسعادة إلى ولاية وبضرورة الوفاء بالوعود التي أطلقها الوزير الأول في الحملة الانتخابية لرئيس الجمهورية قبل أن يغادر الجميع في هدوء حيث اتفقوا بعدها على إنهاء الحركة الاحتجاجية كما بدأت بطريقة سلمية بعيدا عن التهريج وقطع الطرقات. وقد تنقل العديد من الفاعلين في المجتمع المدني على مستوى محاور الطرق الوطنية 08 و46 و89 التي تم غلقها أمام حركة السير منذ أسبوع ليقوموا بفتحها وإزالة جميع الحواجز والحجارة وفسح المجال أمام أصحاب المركبات والمواطنين حيث أفادت مصادرنا أن هناك عشرات العائلات بقيت عالقة منذ أيام عند أهاليها ببلديات مجاورة وولايات ولم يتمكنوا من العودة بعد أداء واجبات عائلية مختلفة خصوصا بعد تردد أخبار عن قيام البعض بابتزاز المواطنين على مستوى مداخل المدينة خلال الأيام الفارطة وهنا قامت قوات الدرك بإقامة سدود ثابتة على بعد كيلومترات قليلة من مداخل المدينة لتغيير وجهات السائقين وحمايتهم من أي اعتداءات محتملة. المتظاهرون وبعد إزالة الحواجز العشوائية أقاموا خيمة على مستوى طريق الجزائر العاصمة مواصلة لحركتهم الاحتجاجية بطريقة سلمية وبعيدا عن إثارة الشغب والفوضى إلى حين تلبية مطلبهم وترقية بوسعادة إلى ولاية كما دعا خطباء المساجد أمس خلال خطبة الجمعة الجميع إلى ضبط النفس والتحلي بسلوك المسلم الحقيقي والحفاظ على استقرار البلاد وعدم الوقوع في فخ الاحتجاج وقطع الطرق الذي نهى عنه ديننا الإسلامي.
فارس قريشي