أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قالمة أمس الاثنين حكما بالسجن لمدة 5 سنوات في حق أخوين يبلغان 27 و 30 سنة من العمر متهمين بمحاولة القتل العمدي و السكر العلني البين و إحداث ضوضاء بمستشفى الحكيم عقبي بمدينة قالمة ليلة 7 إلى 8 أفريل 2015.
و حسب وقائع جلسة المحاكمة الجنائية فإن القضية التي راح ضحيتها عدة أشخاص بدأت بمناوشات كلامية بسيطة بين الأخوين المتهمين و شاب آخر في محل للمأكولات الخفيفة بمدينة بلخير، الواقعة على بعد 5 كلم شرقي مدينة قالمة و ذلك في حدود العاشرة ليلا و تطورت الملاسنات الحادة إلى عراك عنيف استعمل فيه سكين صغير لتقطيع الخبز كان بمحل المأكولات الخفيفة، و أصيب أحد المتهمين و الشاب المعتدى عليه في بداية المعركة ثم أصيب شخص آخر حاول فض الاشتباك العنيف، و نزفت الدماء من الأجساد الملتحمة، و تعقدت الأوضاع بسرعة خارج المطعم الصغير و فر بعض المصابين إلى مركز الشرطة بمدينة بلخير قبل الانتقال إلى مستشفى الحكيم عقبي بمدينة قالمة، أين كاد الوضع أن ينزلق من جديد لولا تدخل الشرطة التي سيطرت على المتهمين الثائرين و قيدتهما و منعتهما من دخول قسم الاستعجالات أين كان يرقد اثنان من الضحايا المصابين بطعنات على مستوى الرأس و الصدر و الأطراف.
و جاء في محاضر التحقيق التي قرأتها الهيئة الجنائية خلال الجلسة بأن المتهمين كانا في حالة سكر و هيجان حيث وجدت الشرطة صعوبة كبيرة في القبض على أحدهما داخل المستشفى، لكن الأخوين المتهمين أنكرا التهم الموجهة إليهما، و قال أحدهما بأن الشاب الضحية هو من استفزه داخل المطعم الصغير بمدينة بلخير و تهجم عليه بالضرب بعد مناوشات كلامية، مما اجبره على الدفاع عن نفسه معترفا باستعمال سكين مسنن صغير يستعمل في تقطيع الخبز و قال بأنه فعلا أصاب غريمه لكن لم يكن يدري في أي مواقع من الجسم كانت هذه الإصابات العشوائية، نافيا أن يكون هو و أخوه الذي جاء للدفاع عنه، قد كانا في حالة سكر أو حاولا قتل الضحية الأول و إصابة الضحية الثاني الذي تدخل للفصل بين المتخاصمين.
المتهم الثاني قال بأنه سمع بتعرض أخيه للاعتداء داخل المطعم فذهب للدفاع عنه و وجد نفسه داخل معركة عشوائية وسط الظلام، نافيا أن يكون قد استعمل سكينا لطعن الضحيتين أو أحدث ضوضاء بالمستشفى مصرحا بان تواجده بالمستشفى كان بهدف معالجة أخيه المصاب أيضا. الضحية الأول قال للمحكمة بأنه تعرض لعدة طعنات خطيرة من المتهمين في أنحاء مختلفة من الجسم بينها الرأس و الرقبة و الصدر جهة القلب و الأطراف، و هو يعاني اليوم من عجز في اليد اليمنى بسبب إصابة العصب المحرك و أجرى عمليتين جراحيتين لكنه لم يتعاف و لم يعد بإمكانه استعمال يده اليمنى.
الضحية الثاني قال بأنه أصيب بخنجر عندما تقدم لفض العراك و لا يعرف من من الأخوين أصابه، مضيفا بأنه ليس طرفا في النزاع لكن ضميره هو الذي دفعه إلى التدخل لوقف نزيف الدم بين المتصارعين، بعد أن وقف الجميع في موقع المتفرج على المعركة التي بدأت بمناوشات كلامية بسيطة و كادت أن تنتهي بسقوط أرواح بشرية في لحظة طيش و تهور سكنت الجميع متهمين و ضحايا. النيابة العامة أكدت على خطورة التهم الجنائية و آثارها الوخيمة على الضحايا مطالبة بتسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حق الأخوين، اللذين استنجدا بهيئة دفاع قوية حاولت التركيز على تضارب نتائج التحقيقات الأولية و غياب الدلائل المقنعة التي يمكن أن تضع المتهمين تحت طائلة محاولة القتل العمدي و السكر العلني و إحداث الضوضاء، مطالبة بإعادة تكييف الوقائع إلى جنحة الضرب و الجرح العمدي المتبادل بين الطرفين اللذين يعدان في النهاية من بين ضحايا العنف الكلامي و الجسدي المتصاعد وسط المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة. فريد.غ