قرر سكان قرية “ فم المطلق “ مساء أمس، فض حركتهم الاحتجاجية، بعد جلسة الحوار التي جمعت ممثليهم برئيس دائرة بئر العاتر الذي وعدهم بنقل مطالبهم للسلطات الولائية للبت فيها، بعد قيام زهاء 50 مواطنا من سكان القرية بغلق مقر بلدية العقلة المالحة ومنع المنتخبين والموظفين من الالتحاق بمكاتبهم.
المحتجون نددوا بغياب الكثير من المرافق الهامة بقريتهم التي تضم مقر البلدية، وصرح المحتجون في لقائهم مع النصر أن قريتهم مهمشة وتعاني من نقص كبير في الكثير من المرافق، فضلا على حرمانهم من طبيب رغم وجود عيادة تتوفر على تجهيزات مختلفة، الأمر الذي يدفعهم إلى التنقل إلى بئر العاتر أو الماء الأبيض من أجل تضميد جرح أو استعمال حقنة، رغم الوعود التي أطلقها المسؤولون في وقت سابق بتوفير طبيب لسكان القرية.
بالإضافة لوضعية التهيئة الحضرية الغائبة تماما بالقرية، ويتأسف المحتجون لحرمان أبنائهم من حقهم في الحصول على شهادات مهنية من فرع التكوين المهني الذي ظل مغلقا منذ سنوات دون استغلاله ، ويطرح المحتجون وضعية أبنائهم المتمدرسين في متوسطة العقلة المالحة أين يتم نقل زهاء 70 تلميذا في حافلة لا تستوعب سوى 25 تلميذا، يغادرون سكناتهم على الساعة السابعة صباحا ولا يعودون إليها إلا في حدود السادسة مساء، ويطالبون بتمكينهم من حافلة أخرى ، ويصرون على مواصلة حركتهم الاحتجاجية إلى غاية الاستجابة لكل مطالبهم، مع إصرارهم على حضور والي الولاية شخصيا برفقة المديرين الولائيين التنفيذيين للاستماع إلى انشغالاتهم المطروحة.
وقد حاول أعضاء البلدية ورئيس فرقة الدرك الوطني إقناع المحتجين بالعدول عن احتجاجهم الذي أثر على السير للحسن لنشاط البلدية إلا أنهم اصروا على مواصلة غلق مقر البلدية.نائب رئيس بلدية العقلة المالحة وفي معرض رده على انشغالات المحتجين أوضح للنصر أن المطالب المطروحة القديمة-الجديدة تم رفعها إلى الجهات المعنية منذ فترة للبت فيها، و فيما يتعلق بالانشغال المتعلق بحرمانهم من طبيب فقد أشار المتحدث أنه تم تخصيص طبيب للقرية بمعدل يومين في الأسبوع بغرض فحص وعلاج المرضى غير أنه كلما حل بالقرية لا يجد المرضى ، وبخصوص مطلبهم المتعلق بفتح فرع للتكوين المهني كشف نائب البلدية عدم توفر العدد الكافي للمتربصين الذي يسمح بفتح فرع بالقرية لعزوف أبناء المنطقة عن ولوج عالم التكوين و التمهين، وبالنسبة للمطالبة بحافلة أخرى، فالبلدية حسب المتحدث فقيرة و لا تملك الأموال لاقتناء حافلة جديدة في انتظار مساعدات من الولاية، مؤكدا أن البلدية في اتصال مباشر ودائم مع الجهات المعنية لتلبية مطالب السكان في حدود الإمكانات المتاحة.
وقد عززت قوات الدرك الوطني تواجدها يوم أمس بمقر البلدية ، حيث سخرت قوات مكافحة الشغب التي تابعت الوضع عن قرب، في انتظار تلقيها الأوامر بفض الاحتجاج وفتح مقر البلدية، غير أن المحتجين استجابوا لنداء العقل واقتنعوا في الأخير بأن غلق البلدية ليس حلا لمشاكلهم .
ع.نصيب