الإعدام لقاتل ابني عمــه بسبب جدل حــول نوعيــة اللبن
عالجت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء سطيف، خلال دورتها الجنائية الحالية، جريمة قتل راح ضحيتها كهل وشقيقته المدعو (ح.العيد) البالغ من العمر 50 سنة و(ح.ليلى) البالغة من العمر 40 سنة، ارتكبها في حقهما ابن عمهما المدعو (ح.سهيل) البالغ من العمر 33 سنة، و تم الحكم ضده بالسجن المؤبد، فيما التمس ممثل الحق العام تسليط عقوبة الإعدام في حق المتهم.
حسب أطوار المحاكمة، القضية التي دارت أحداثها بقرية تقع ببلدية القلتة الزرقاء شرق سطيف، في جوان 2009 حين نشب شجار بين العائلتين بسبب جدال حول نوعية اللبن الذي تقوم بتحضيره المدعوة (ح.خضراء) البالغة من العمر 70سنة، شقيقة الضحيتين والذي يقتنيه المتهم وشقيقه يوميا، لكن في اليوم المذكور حدث شجار بين العائلتين، بالبيت العائلي للضحيتين، أودعت على إثرها شكوى لدى مصالح الدرك الوطني، لكن والد المتهم تدخل وطلب منهم ضبط النفس ودعاهم للحضور في الفترة المسائية للبيت من أجل الوصول إلى حل ودي للقضية التي قال بأنها تافهة.
المشكل المطروح تمثل في تصريح عائلة المتهم بأن اللبن الذي اقتنوه في اليومين الفارطين غير صالح للاستهلاك، وذهبوا إلى أبعد من ذلك حين اتهموا (ح.خضراء) بكونها تتعمد وضع السحر (التعاويذ)، مما أثّر على الوضعية الصحية لشقيقهم الذي لم يتمكن من الإنجاب، لكن تطور المشاجرة الكلامية جعل المتهم يستل خنجرا من المنزل، ويقوم بطعن الضحية (ح.العيد) بثلاث طعنات في الظهر والضحية الثانية (ح.ليلى) بثلاث طعنات أخرى في الصدر.
وحاولت النيابة العامة معرفة الأسباب الحقيقية التي جعلت المتهم يقوم بقتل أخ وشقيقته لكون السبب تافه، رغم كونهما يقطنان في حي واحد وتجمعهما صلة قرابة (أبناء عم)، فبرّر المعني فعلته بكونه ارتكب الجريمة في لحظة غضب، وبأنه شاهد الضحيتين يقومان بضرب والدته و أخته، وأضاف بأنه كان في وضعية دفاع عن النفس أمام منزله، والتمس ظروف التخفيف لكن ممثل الحق العام أكد بأنه (المتهم) ارتكب الجريمة عن قصد وتساءل كيف يقوم بطعن الضحيتين بثلاث طعنات كاملة لكل منهما في لحظة غضب؟ وأضاف بأن الجريمة ثابتة بكل أركانها ولا غبار عليها.
وحاول دفاع المتهم الطلب من هيئة المحكمة إعادة تكييف القضية على أساس أنها مشاجرة أدت إلى الوفاة دون قصد إحداثها مع حذف الإصرار لغياب القصد والتمس بقبول الظروف المخففة.
جدير بالذكر أن القضية عالجها مجلس قضاء سطيف في دورة جنائية سابقة، وأصدر حكما بالمؤبد، طعن فيه دفاع المتهم بالنقض لدى المحكمة العليا التي قررت إعادة جدولتها والنظر فيها من جديد، ليصدر مرة أخرى الحكم ذاته على القاتل.
رمزي تيوري