تتعرض غابات النخيل بولاية بسكرة لخطر الموت الذي أصبح يهدد آلاف الأشجار المنتجة منها ومن مختلف الأنواع بالجهتين الغربية والشرقية للولاية خاصة. غابات النخيل بالجهتين غرست منذ مئات السنين و تعتمد على مياه سد فم الخرزة المنجز سنة 1948 إلى جانب بعض الآبار السطحية ذات الأعماق القصيرة التي لا تزيد 50 مترا والتي تعتمد مباشرة على المخزون الجوفي القريب من سطح الأرض. لكن مع النقص المسجل في التساقط وفترة الجفاف التي تشهدها المنطقة التي فاقت 03 سنوات متتالية، نضبت معظم الآبار وسجل جفاف شبه تام بسد فم الخرزة بسبب قلة تدفق مياه الأودية التي تصب في محيط السد، زيادة على ذالك عدم المراقبة والتحكم الجيد في صرف المياه باتجاه الأراضي الزراعية المجاورة.
ذات الظاهرة كانت سببا في هلاك عدد كبير من الأسماك مثل أسماك الذو ، الشبوط و سمك الكارسان والفم الكبير التي كانت مزروعة بالسد منذ أكثر من 10 سنوات ،بعد أن ساهم الصيد العشوائي بالشبكة أو عن طريق الصيد بالنتر في تراجع كميتها.
من جهة أخرى تحولت الكثير من الغابات إلى ساحات لجذوع النخيل وذلك تحت تأثير العطش الشديد بعد عدم سقي بعضها منذ أكثر من 05 سنوات متتالية رغم الاستنجاد بمياه بعض الآبار، و هي عملية مكلفة ماديا بحيث يفوق سعر الساعة الواحدة 450 دج وليس في مقدور صغار الفلاحين شراؤها ورغم ذلك فهي لا تسد الرمق، هذا إلى جانب ارتفاع أجرة اليد العاملة المختصة بحيث تقارب تكلفة نخلة واحدة من مرحلة التلقيح إلى الجني قرابة 6000 دج. وفي هذا الإطار أكد بعض المتضررين أن أحلامهم وأدها الجفاف وضاعت الأماني الكبيرة في الحفاظ على ثروتهم الغابية التي تنتج آلاف الأطنان من مختلف أنواع التمور، خاصة صنف دقلة نور ذات الجودة العالمية. وأمام جملة المعوقات وفي مقدمتها غياب مياه السقي المطروحة بحدة والتي لا تخص منطقة معينة لوحدهما ،ولكنها مشكلة عويصة تأثرت بها جميع المناطق، فقد دق مالكو النخيل والعاملون في مجال زراعتها ناقوس الخطر من أجل الإسراع في اتخاذ جملة من الاجراءات المستعجلة، بغية المحافظة على ثروة النخيل بالمنطقة التي تعد قاطرة الإقتصاد المحلي، بحيث يصعب تعويض الهالك من أشجار النخيل على المدى القصير، لاعتبارات عدة. وبحسب عشرات المتضررين فإن الإجراءات الكفيلة بحماية ملايين النخيل بالولاية تتمثل في إنجاز آبار ارتوازية على أعماق مختلفة بعد أن أثرت قلة المياه على إنتاج التمور بشكل كبير، كما أصبحت تهدد حياة الآلاف من النخيل التي تعد ثروة اقتصادية هامة وتشكل مصدر دخل آلاف الفلاحين، الذين أصبحت ظروف بعضهم صعبة للغاية. عن الإحصائيات المتعلقة بهذا الشأن أفاد مسؤول فلاحي أنها بلغت أرقاما مذهلة مقارنة بالسنوات الماضية، مؤكدا أنه في حالة استمرار حالة الجفاف فإن ثروة النخيل مهددة بالضياع في القريب العاجل، و هو ما يوجب على الجهات الوصية التدخل العاجل لحماية ركيزة اقتصادية وطنية.
ع.بوسنة
احتج أمس العشرات من أولياء تلاميذ مدرسة المجمع الجديد بحي سيدي غزال بعاصمة الولاية بسكرة، رافضين الوضعية الصعبة التي يدرس فيها أبناؤهم، الناجمة أساسا عن غياب أدنى شروط التمدرس، ومطالبين السلطات المحلية والمديرية الوصية بالتدخل العاجل لحل جملة المشاكل المطروحة منذ سنوات.
وفي هذا السياق أشار بعض الأولياء الغاضبين إلى تأخر ربط المؤسسة بشبكة الغاز الطبيعي، ما جعل عملية الاعتماد على غاز البوتان داخل المطعم تطول، ذات المشكلة حولت حجرات الدراسة إلى غرف تبريد ما جعل المتمدرسين يواجهون صعوبات جمة في تحصيلهم الدراسي.
وأضاف المحتجون الذين لقوا مساندة مطلقة من قبل إدارة ومعلمي المدرسة ، أن ما أثار غضبهم هي حالة السور الخارجي للمدرسة الأمر الذي يجعل المنحرفين أخلاقيا يهددون سلامة أطفالهم، إلى ذلك غياب أدنى الضروريات للتحصيل العلمي، ما أدى إلى وجود حالة تذمر دائمة لدى الأولياء و المعلمين معا في ظل غياب التكفل التام بالمؤسسة التي حققت نتائج طبية السنوات الماضية.
ورغم الشكاوي الموجهة لكافة المسؤولين من أجل التدخل، إلا أنها لم تلق الاهتمام من طرف السلطات المعنية، ما دفع الأولياء إلى مناشدة السلطات المحلية ومديرية التربية بالتدخل العاجل ضمانا لمسار دراسي ناجح لأبنائهم حفاظا على مستقبلهم.
و من أجل طمأنة المحتجين، عقد لقاء ضم ممثلين عن المديرية الوصية والمحتجين من أجل البحث عن أرضية اتفاق من شأنها حل المشاكل العالقة.
ع. بوسنة