جدد سكان منطقة حساي الكرمة الريفية الواقعة على بعد 50 كلم جنوب بئر العاتر مطلبهم بتعبيد الطريق لتجنب خطر ألغام على طول المسلك الترابي الذي يعبرونه يوميا باتجاه مختلف المدن.
و ينصب انشغال سكان المنطقة الوحيد حاليا كما تحدثوا للنصر على الإسراع في إنجاز طريق معبد يمتد من الطريق الوطني رقم 16 باتجاه القرية على مسافة 14 كلم تقريبا، بعد أن أصبح المسلك الريفي، يشكل خطرا على حياتهم بفعل وجود الألغام التقليدية به، حيث تنتاب سكان المنطقة المخاوف كلما ساروا على الطريق، لاسيما بعد انفجار عدد من القنابل التقليدية التي وضعتها الجماعات الإرهابية، و التي أودت واحدة منها بحياة شاب وتسببت في إصابة شقيقه بجروح لازال يعاني من تداعياتها إلى اليوم. و حسب ما سرده لنا مواطنون فقد تسبب انفجار لغم ثان أدى في هلاك أكثر من 90 رأسا من الماشية لأحد الموالين وإتلاف كلي لشاحنة، أما الثالث فقد انفجر أثناء مرور ناقة، أما اللغم الرابع فقد انفجر في اليوم الثاني من عيد الأضحى المبارك وأودى بحياة زوجين وابنتهما وإصابة والد الزوجة المتوفاة بجروح متفاوتة، و لازالت العائلة تعاني من الآثار النفسية لهذه المصيبة التي ألمت بها. سكان حساي الكرمة تأسفوا لحرمانهم من الماء الشروب، وغياب مدرسة ابتدائية لأبنائهم الذين يضطرون لمزاولة الدراسة بمدينة بئر العاتر، فيما يضطر بعضهم لمغادرة مقاعد الدراسة، فضلا عن عدم استفادتهم من الكهرباء الريفية رغم مرور الخط الكهربائي بالقرب منهم، ناهيك عن انعدام قاعة علاج تتوفر على ممرض على الأقل يتكفل ببعض عمليات التمريض والإسعافات الأولية لاسيما علاج حالات اللسع العقربي و التسممات، حيث يضطر المصابون والمرضى إلى شد الرحال إلى بلديتي نقرين وبئر العاتر من أجل حقنة أو مصل. و يؤكد السكان أنه لم يبق أمامهم في ظل هذه الظروف الصعبة وغير المشجعة سوى الرحيل والهجرة نحو المدن هروبا من حياة البؤس والحرمان التي يتخبطون فيها منذ عقود من الزمن. رغم إصرارهم على البقاء والصمود في وجه كل التحديات التي تقف أمامهم.
و قال السكان أن الجفاف وقلة الموارد المائية و انعدام الكهرباء تتسبب في هلاك محاصيلهم الزراعية ومواشيهم التي هي رأس مالهم، ويأملون أن تستجيب السلطات المحلية و الولائية لطلباتهم التي يرون أنها ليست مستحيلة، لتشجيع العائلات المقيمة في منطقة حساي الكرمة الحدودية والبالغ عددها زهاء 80 عائلة على الاستقرار وخدمة الأرض وتربية الماشية. نائب رئيس بلدية بئر العاتر أكد أن الانشغال المتعلق بتعبيد الطريق ليس من صلاحيات البلدية و يدخل في إطار المشاريع القطاعية، وأوضح أن مصالح البلدية وجهت مراسلة لمديرية الأشغال العمومية تقترح فيها تسجيل عملية تعبيد الطريق. أما في ما يتعلق بمشكلة نقص الماء فقد وعد المتحدث بتركيب مضخة في البئر الثاني في أقرب فرصة ممكنة، و بالتكفل ببقية الانشغالات حسب الإمكانات المتاحة للبلدية وفي حينها.
ع.نصيب