استنفرت صبيحة أمس مختلف مصالح الشرطة بعنابة، فرقها لتطويق مقر الولاية، إثر تسلل ثلاثة شبان في الثلاثينيات من العمر إلى الداخل ومحاولتهم الانتحار من فوق المدخل الرئيسي لمبنى ولاية عنابة، بتقطيع أجسادهم بآلات حادة والتهديد برمي أنفسهم من الأعلى، احتجاجا على عدم توفير بلدية سيدي عمار مقر سكناهم مناصب عمل لهم مثلما وعدتهم.
وخلق تسلل الشبان الثلاث لمقر الولاية في حدود الساعة السابعة والنصف صباحا، واستخدامهم سلما يدويا للوصول إلى المدخل الرئيسي لجناح المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي، حالة طوارئ لدى مصالح الشرطة بعد تمكنهم من تجاوز عناصر الأمن بالبوابة الرئيسية دون أن يتفطنوا لهم، مما استدعى تدخل رئيس أمن الولاية للإشراف شخصيا رفقة رؤساء المصالح، على محاورتهم في محاولة لإقناعهم بالعدول على فكرة الانتحار، كما تم استدعاء أفراد الشرطة الذين كانوا في المناوبة لتحديد المسؤوليات.
و استخدم الشبان الثلاثة حسب ما لاحظناه بعين المكان، آلة حادة لتقطيع أجسادهم للفت انتباه السلطات بعد نزع ثيابهم ، مطالبين بالإسراع في إيجاد حل لمطالبهم و على رأسها توفير مناصب شغل، وقد تسبب المعنيون في إحداث فوضى بمحيط مقر الولاية وشل النشاط العادي لمصالحها.
واستمرت مفاوضات قيادة الشرطة مع الثلاثة الذين اعتلوا سطح مقر الولاية، لنحو ثلاث ساعات ونصف من الزمن، تم بنهايتها إقناعهم بالعدول على فكرة الانتحار، حيث نزل أحدهم في حدود الساعة التاسعة ونصف للتفاوض مع المسؤولين، وبعدها بساعة أقنع رفيقيه الآخرين بعد تلقيه ضمانات بتوفير مناصب عمل دائمة لهم، ليتم تحويلهم على متن سيارة إسعاف تابعة للحماية المدنية إلى الاستعجالات الجراحية لمستشفى ابن رشد.
واستنادا لمصادر منتخبة فقد حاول نفس الشبان مع أشخاص آخرين قبل سنتين الانتحار بمدخل مصنع الحجار للحديد والصلب، للتهديد والضغط على إدارة المركب لتوظيفهم، و بعد رفض طلبهم، بسبب العجز الذي يعاني منه المركب وتراجع عجلة الإنتاج، توجهوا لمقر بلدية سيدي عمار للقيام بنفس السيناريو لعلهم يحققون مبتغاهم بالحصول على منصب عمل دائم.
وذكرت ذات المصادر بأن سبب بقاء الأشخاص الثلاثة بطالين، يعود إلى انعدام المؤهل العلمي المطلوب كشرط للتوظيف، و انعدام فرص العمل مع تقليص عدد العمال بمركب الحجار وتجميد التوظيف بسبب العجز المالي.
من جهة أخرى أرجع مصدر أمني، قضية تسلل المحتجين إلى مدخل جناح الوالي، إلى عدم وجود سياج خارجي أو جدار عال، يمنع الولوج إلى الداخل، بالإضافة إلى تأخر إطلاق مشروع كاميرات المراقبة بعاصمة الولاية، حيث تجري حاليا أشغال وضع الكوابل تحت الأرض بطريق الكورنيش، بعد تثبيت الأعمدة بالنقاط الحساسة والشوارع الرئيسية.
حسين دريدح