أزيد من 200 مربي ماشية يغلقون سوق عين العسل بالطارف
قام أمس حوالي 200 مربي ماشية من ولاية الطارف والولايات المجاورة بالتجمع على حافة الطريق الوطني رقم 44 عند مدخل مدينة الطارف بشاحناتهم المحملة بالمواشي، و أغلقوا السوق الأسبوعي للماشية لبلدية عين العسل منذ الصباح الباكر، احتجاجا على جملة من المشاكل قالوا أنها أثرت سلبا على نشاطهم الرعوي مطالبين بمراجعة حيز الشعاع الجمركي.
و اشتكى الموالون و مربو الماشية مما يقولون عنه المضايقات والملاحقات التي أضحوا عرضة لها من قبل الجهات الأمنية على الطرقات خلال نقلهم قطعان المواشي نحو الأسواق الأسبوعية، بالرغم من وجودها خارج الشعاع الجمركي و تبعد بحوالي 30 كلم عن الشريط الحدودي.
المحتجون تحدثوا عن حجز المصالح المختصة مؤخرا شاحنتي موالين اثنين من ولاية بجاية وعلى متنهما 25 رأسا من الأبقار حين كانا في طريق عودتهما إلى بجاية مع إحالة ملفاتهما على العدالة، وطالبوا الجهات الوصية التدخل للإفراج عن شاحنات وأرزاق الموالين المذكورين، و التكفل بمطلبهم الرئيسي المتعلق بإعادة النظر في الحيز الجمركي للولاية مراعاة لنشاطهم، مشيرين أن الشعاع الجمركي محدد في بقية الولايات الحدودية الأخرى بخلاف ولاية الطارف، الأمر الذي سبب لهم متاعب يومية مع المصالح الأمنية.
و ذكر بعض المحتجين أن ظروف نشاطهم دفعت بعشرات الموالين إلى مقاطعة الأسواق وتعليق نشاطهم تفاديا للمتاعب والخسائر، و أثاروا مشكلة التنقل إلى مصالح الجمارك على بعد عدة كيلومترات لأخذ ترخيص بنقل المواشي ضمن نطاق الشعاع الجمركي، رغم أن الأسواق التي يقصدونها توجد خارج نطاق الشعاع، ناهيك عن "البيروقراطية" التي يواجهونها حسبهم في الحصول على تصاريح نقل المواشي من مصالح الجمارك، و التي تسلم لهم بعد انتظار يمتد لساعات في الطابور، زيادة على إلزامهم في كل مرة بتقديم الشهادات الصحية التي يسلمها لهم البياطرة، مقابل دفع مبالغ مالية خلال نقل مواشيهم للأسواق، حيث تفرض عليهم المصالح المعنية وفق تصريحاتهم إظهار شهادات صحية أخرى رغم أن التي بحوزتهم جديدة و لم يمض على استصدارها سوى أيام قليلة.
و أضاف الموالون أن متاعبهم لم تتوقف عند هذا الحد حيث يواجهون متاعب في نقل الأعلاف نحو إسطبلاتهم، و التي باتت هي الأخرى تخضع لتصاريح نقل، وهو ما أثار استياءهم و دفع بالبعض إلى التخلص ببيع أرزاقهم.
من جهتهم أثار موالو الولايات الأخرى خاصة الداخلية المتاعب التي يوجهونها من خلال مطالبتهم بالحيازة على ترخيص لنقل المواشي والتي يستخرجونها من مصالح جمارك ولاية عنابة أو الولايات الأخرى، و قالوا أن ذلك يتطلب الكثير من الوقت قبل الدخول إلى أسواق ولاية الطارف، و بدون تلك التصاريح تتعرض أرزقاهم ومركباتهم للحجز مع المتابعة القضائية، بالرغم أن وجهتهم هي أسواق الماشية التي تبعد عن الشريط الحدودي بأكثر من 30 كلم، و هي المسافة المحددة كشعاع جمركي تخضع داخله المواشي للنقل بتصريح في إطار مكافحة التهريب.
مصالح الأمن فتح حوارا مع الموالين تم خلاله دعوتهم العدول عن موقفهم وإلتزام الهدوء، و تعيين ممثلين عنهم لطرح انشغالاتهم على السلطات المحلية.
وعلم من مصادر مسؤولة بأنه تم عقد اجتماع بمقر الديوان مع ممثلي الموالين بحضور المصالح المعنية من جمارك، درك و مصالح الضرائب تم على إثره التطرق لأهم المشاكل والإنشغالات المطروحة من قبل الموالين، تم خلاله التعهد برفعها للسلطات المركزية، خاصة مطلب إعادة النظر في الشعاع الجمركي لتعديله.
و أوضحت مصادر أخرى أنه تم تخصيص مكتب لمصالح الجمارك على مستوى السوق الأسبوعي بعين العسل للتكفل بتسليم التصاريح للموالين عوض تنقلهم إلى مفتشية أقسام الجمارك، في حين أشارت مصادر من مصالح الفلاحة أن إلزام الموالين بحيازة الشهادات الصحية التي تسلم من البياطرة، يندرج في سياق التدابير المتخذة للوقاية من الأمراض الحيوانية حفاظا على الصحة العمومية.
ق/باديس