سلّطت عشية أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء أم البواقي، أحكاما تفاوتت بين الإعدام و البراءة في حق 3 أشقاء اتهموا بقتل ابن خالهم و حاولوا قتل آخر داخل مقهى شعبي وسط مدينة تاوزيانت بولاية خنشلة.
المحكمة نطقت بتبرئة المسمى (ش.أ) وأدانت شقيقه (ش.م) بعقوبة 5 سنوات سجنا، فيما حكمت على الأخ الأكبر المسمى (ش.م) بعقوبة الإعدام، وسلطت غرامات مالية متفاوتة على المتهمين المدانين، و قد التمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة السجن المؤبد ضد الشقيقين المتابعين بجرم جناية المشاركة في القتل العمدي مع سبق الإصرار وجنحة الضرب والجرح العمدي بسلاح أبيض، في الوقت الذي التمس تسليط عقوبة الإعدام ضد أكبر الأشقاء المتابع بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار.
القضية بحسب ملفها الذي طرح في الجلسة ترجع بتاريخها إلى 18 سبتمبر من السنة الماضية، عندما شهدت مشتى الشرفة التي تبعد بـ7 كلم عن مدينة تاوزيانت بخنشلة تجدد شجار عنيف بين أفراد عائلة واحدة حول مسلك ريفي يتوسط قطعة أرض فلاحية يتشارك في استغلالها جميع أفراد العائلة.
الشجار انتقل من المشتى إلى مقهى لأحد أفراد العائلة بمدخل تاوزيانت، أين دخل عدد من أفراد عائلة الأشقاء المتهمين للمقهى مدججين بمختلف أنواع الأسلحة البيضاء من عصي وهراوات وخناجر، وهاجموا العائلة الثانية، أين أسقطوا كلا من المدعو (ش.الحاج) أرضا و هو الذي تلقى 3 طعنات بسيف كان بحوزة المتهم الرئيسي، و استقرت إحدى الطعنات على عمق 17 سم، في الوقت الذي كاد الضحية الآخر المسمى (ش.ن) أن يلفظ أنفاسه بعد تلقيه لطعنات على يد المتهم نفسه.
ملف القضية كشف بأن عناصر الدرك الوطني كان لهم الفضل في التدخل و فض النزاع الأول، بعد أن جمعت الفرقة الإقليمية الطرفين المتخاصمين على طاولة حوار واحدة، غير أن الشجار تجدد فجأة، وقد توصل عناصر الدرك لتحديد هوية المتورطين بالاستناد لتصريحات كل زبائن المقهى الذين أكدوا بأن الضحية المتوفي كان فارا من قبضة الجاني وكان متجها صوب دورة المياه بالمقهى، غير أنه تلقى طعنات في ظهره أسقطته أرضا غارقا في شلال من الدماء.
المتهمون الذين اعترفوا سابقا بما نسب لهم من تهم، عادوا لينكروا أمام المحكمة قيامهم بالأفعال المتابعين بها، وتضاربت أقوالهم بين مترصد للضحايا وبين مدافع عن نفسه.
الرئيسي أكد بأنه كان جالسا في المقهى و قال أنه سل الخنجر دفاعا عن النفس، أما شقيقاه الآخران فبينا بأنهما دخلا المقهى وفجأة تعرضا للضرب و دافعا عن نفسيهما بالعصي.
و ذكر نادل المقهى بأن المتهمين بالمشاركة هما من بادرا لمهاجمة الضحيتين المتوفي والمصاب واللذان كانا أعزلين من دون سلاح، وبين بأن الشقيق الأكبر هو من التحق بشقيقيه مدججا بالسلاح، وكشف عدد من زبائن المقهى بأن المتهم (ش.م) هو من قدم للمقهى على متن مركبته التي كان صندوقها الخلفي محملا بالأسلحة البيضاء.
أحمد ذيب