السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

شقوا مسلكا للتنقل و استعانوا بقرية لتوفير حد أدنى من الكهرباء


العزلة و الظلام يخنقان مشتة ذراع لحمر بحمام دباغ
تحت سفح جبل بابا عيسى المطل على مدينة حمام دباغ بقالمة تعيش عائلات فقيرة بمشتة ذراع لحمر معاناة متواصلة منذ عقود بسبب العزلة و الظلام و إهمال المسؤولين المتعاقبين على المنطقة، كما يقول سكان المشتة الذين لم يتوقفوا عن المطالبة بحقهم في حياة كريمة لكن حالهم لم يتغير طيلة عقود.  
المسافة بين المشتة الصغيرة و مدينة حمام دباغ لا تتجاوز كيلومترين و لا يفصل بينهما إلا وادي بوحمدان أحد روافد نهر سيبوس الكبير، و بين المشتة و قرية دحمون الطاهر أكبر التجمعات الثانوية بحمام دباغ نصف كيلومتر فقط، و رغم ذلك  يشكو السكان من حرمانهم من الطريق و الكهرباء وهو ما وقفت عليه النصر عندما زارت ذراع لحمر أين كانت تعيش عائلات كثيرة منذ زمن طويل لكن الغالبية منها غادرت إلى حواضر قريبة بحثا عن حياة كريمة و لم تبق سوى عائلات قليلة قررت الصمود فوق الأرض و دفع ثمن ضعف التنمية المحلية و تعثر برامج إعمار المناطق الريفية و إعادة السكان إليها بعدة أقاليم بولاية قالمة.  انتظر سكان ذراع لحمر طويلا لكن حالهم لم يتغير فقرر البعض منهم التحرك بإمكانات محدودة لمد كابل بلاستيكي على مسافة نصف كيلومتر لجلب الكهرباء من القرية المجاورة و إنارة البيوت المظلمة بعد أن يئس السكان من وعود شركة توزيع الكهرباء و الغاز و مسؤولي دائرة حمام دباغ.  
و يستعمل السكان مسلكا ترابيا وعرا للوصول إلى القرية و عندما تسقط الأمطار ينقطع المسلك و تتوقف الحركة باتجاه ذراع لحمر التجمع الريفي الوحيد المحروم من الكهرباء و الطريق ببلدية حمام دباغ.  
و قد شق السكان مسلكا وعرا يمر عبر منحدرات حادة لفك الخناق المضروب عليهم و بالكاد تصل السيارات إلى المشتة في فصل الصيف و عندما يحل الشتاء تعود العزلة من جديد و تتفاقم معاناة السكان الذين يعيشون على الأنشطة الرعوية و الزراعية البسيطة.  
و عجز الكابل البلاستيكي عن نقل الكهرباء بكميات كافية و اضطر السكان إلى تشغيل ثلاجات صغيرة لحفظ المواد الغذائية و قطع التيار عن باقي الأجهزة الأخرى و لم يعد الأطفال يشاهدون برامج التلفزة.  
المسلك الترابي الضيق الذي فتحه السكان و الكابل الكهربائي لم يصلا إلى كل سكان ذراع لحمر و ما زالت بعض المنازل مظلمة و معزولة على مدار السنة كما هو حال العائلات المجاورة لجبل بابا عيسى أين يعشش الفقر و ترتسم صور الحرمان و المعاناة على مشارف حمام دباغ الجوهرة السياحية التي أدارت ظهرها للضواحي البائسة و المشاتي التي تتآكل باستمرار بعد أن عجز أهلها عن التحمل و قرروا الهروب من جحيم العزلة و الظلام و العطش.  
و قد استجابت شركة المياه بقالمة لنداءات السكان و مدت قناة صغيرة لتزويد بعض المنازل في ذراع لحمر بمياه الشرب لكن القناة لم تصل إلى كل البيوت و مازالت عائلات تبحث عن الماء وسط طبيعة جافة و حارة صيفا.  و قد وجه سكان المنطقة  نداء إلى والي قالمة و رئيس دائرة حمام دباغ مطالبين بحل مشكل العزلة و إيصال الكهرباء و الماء و إعادة الأمل لسكان لا زالوا يعيشون حياة بدائية على مشارف جوهرة السياحة بولاية قالمة.                             
فريد.غ

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com