بلدية عنابة تواصل تطهير منطقة ريزي عمر من البيوت الفوضوية
استأنفت مصالح بلدية عنابة، أول أمس الخميس، بالتنسيق مع ديوان الترقية و التسيير العقاري، عملية إعادة إسكان العائلات التي بقيت تقيم بحي ريزي عمر الفوضوي، و شملت العملية ترحيل 14 عائلة إلى سكنات جديدة بالقطب العمراني الكاليتوسة ببلدية برحال، في إطار البرنامج الوطني الرامي إلى القضاء على السكن الفوضوي و الهش، و بهدف استغلال الأوعية العقارية المشغولة بطريقة غير قانونية بهذه المنطقة المطلة على البحر، في إنجاز مشاريع سياحية و سكنية.
عملية الترحيل و تسليم المفاتيح جاءت بعد قرابة سنة من الإعلان عن قائمة المستفيدين، و إنهاء اللجنة الولائية للطعون دراسة الملفات، و إحالة القوائم الرسمية على ديوان الترقية والتسيير العقاري، من أجل تمكين المستفيدين من استكمال الإجراءات القانونية.
و قد جرت عملية الترحيل في ظروف عادية، بعدما سخرت البلدية، الشاحنات ومختلف الوسائل لنقل الأثاث، وسط أجواء من الفرحة لدى السكان المرحلين، و مع تواجد مكثف لأعوان الشرطة لتفادي وقوع أي انفلات أمني. و قد تلت عملية الترحيل مباشرة عمليات تهديم السكنات الهشة التي كانت تقطنها العائلات المستفيدة، عن طريق تسخير الجرافات والشاحنات لرفع الركام، و إعادة تهيئة الأرضية واستغلالها في إنجاز مشاريع سكنية بذات الحي. و تنتظر عشرات العائلات لا تزال تقيم بالقرب من موقع التهديم دورها في الترحيل، لكونها محصية قبل أفريل 2007 من طرف مصالح البلدية. وحسب مصادر منتخبة تعد هذه العملية الثانية من نوعها خلال شهر رمضان لفائدة القاطنين بالحي المطل على البحر، بعد ترحيل نحو 60 عائلة تقطن منذ سنوات ببيوت فوضوية بحي ريزي عمر1 و 2 الفوضويين، في ظروف مزرية تنعدم بها أدنى شروط الحياة الكريمة. و يسمح ترحيل تلك العائلات بإتمام مشروع 138 وحدة سكنية تساهمية الذي توقفت به الأشغال، بسبب تواجد جزء كبير من البيوت القصديرية فوق المساحة المخصصة لعملية البناء، إلى جانب تهيئة الطريق وإنجاز شبكات صرف المياه والطاقة و كذا عمليات التهيئة الخارجية. قبل عملية الترحيل بأسابيع شن المكتتبون في برنامج السكنات التساهمية احتجاجات، و أغلقوا طريق الكورنيش للمطالبة بالإفراج عن حصتهم السكنية و إتمام المشروع السكني.
و كشفت مصادر مطلعة للنصر بأن الإفراج على قوائم السكن الاجتماعي ببلدية عنابة مؤجلة إلى غاية شهر ديسمبر المقبل، في قرار جديد من السلطات المحلية تنفيذا لمخطط إعادة إسكان العائلات المقيمة بالسكنات الهشة والقصديرية كأولوية، بكل من ريزي عمر، حي بني محافر، و «جوانوفيل» و غيرها من التجمعات الفوضوية التي استفاد قاطنوها من السكنات في إطار القضاء على السكن الهش، وتم الإعلان عن أسمائهم و قاموا بتسوية جميع الإجراءات الإدارية. و تشير ذات المصادر إلى إعادة تشكيل لجان دراسة ملفات السكن، للشروع في عملها بداية من شهر أوت المقبل، بهدف التدقيق مرة أخرى في قوائم المستفيدين، تنفيذا لتعليمات والي الولاية، الذي صرح في وقت سابق بأن تأخير عملية التوزيع جاء، لمنع التحايل في دراسة الملفات وتحيينها والتحري عن طالبي السكن بشكل دقيق، لضمان الشفافية و تفادي الاحتجاجات بعد الإعلان ونشر القوائم. وتحدث ذات المسؤول عن عرض 15168 ملفا على البطاقية الوطنية، أفرزت الغربلة الأولية 5200 رد ايجابي، و1340 ردا سلبيا، يتعلق بمواطنين استفادوا من سكنات في صيغ مختلفة،.
و حمل الوالي لجان دراسة الملفات المسؤولية لضمان النزاهة والشفافية في إعداد قوائم المستفيدين حسب الأولوية والأحقية في السكن.
حسين دريدح