أتى على مساحة تفوق الألف هكتار

مرض «الجايحة» يكبد خسائر فادحة في محاصيل القمح بالبرج
تميز موسم الحصاد و الدرس بولاية برج بوعريريج، بتكبد عشرات الفلاحين و المزارعين لخسائر فادحة ناجمة عن تضرر  محاصيلهم لتسجيل حالات إجهاض للسنابل و المحاصيل بحقول تتربع على عشرات الهكتارات عبر البلديات المعروفة بإنتاجها الوفير للقمح بنوعيه الصلب و اللين، و ذلك بعدما تعرض المحصول لموجة من البرد و الجليد خلال فترة الإنبات و النمو ما تسبب في تضرر مساحة تفوق الألف هكتار حسب مديرية المصالح الفلاحية.
في جولة قادتنا إلى حقول القمح المتواجدة بمنطقة عين السلطان تأكدنا من شكاوي ما فتئ المزارعون يرفعونها منذ بداية موسم الحصاد، تتعلق بتضرر محاصيل القمح و تكبدهم لخسائر فادحة، جراء تراجع كبير في المنتوج لعدم اكتمال نضج السنابل و خلوها من حبوب القمح و اقتصار محصولهم على التبن بسبب إجهاض السنابل أو ما يعرف بين الفلاحين بمرض «الجايحة « خلال فترة الإنبات و النمو  . و عند اطلاعنا على طبيعة هذا المرض من خلال معاينة حقول القمح المتضررة، اتضح أن المرض الذي أصاب المنتوج يتمثل في خلو السنابل من الحبوب و في حالة وجودها تكون ضامرة و غير مكتملة، و هو المرض الذي أصاب حقول المزارعين في العديد من المناطق بسبب اجتياح موجة من الجليد للمنتوج خلال فترة النمو و تكوين السنابل و الحبوب، مما أدى بحسب الفلاحين إلى إجهاض المنتوج و ضمور حبوب القمح بفعل تدني درجات الحرارة بشكل كبير و عدم مواءمة الظروف المناخية لنضج المحاصيل خلال فترة النمو الممتدة من فيفري إلى غاية أفريل. و أكد المزارعون على رفع هذا الانشغال إلى مديرية المصالح الفلاحية و الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين للإطلاع على حجم الخسائر الناجمة عن هذا المرض، و كذا لطلب يد المساعدة، خاصة و أن بعض المزارعين تكبدوا خسائر فادحة لتضرر مساحات واسعة من حقول القمح تمتد على عشرات الهكتارات.
و قد تبنى الإتحاد الولائي للفلاحين هذه الانشغالات و المطالب، حيث أكد رئيس المكتب الولائي تسجيل خسائر بين الفلاحين دفعت بالاتحاد إلى مراسلة مديرية الفلاحة لنقل شكاوي المزارعين التي طالبوا فيها بالتدخل لمعاينة محاصيلهم و تحديد حجم الضرر.
كما أشار إلى أن الموسم الفلاحي عرف انطلاقة وصفها بالسيئة، بالنظر إلى تضرر المحاصيل خلال فترة الإنبات خصوصا بالمنطقة الجنوبية  للولاية، على غرار حقول القمح المتواجدة بمنطقة الفج ببلدية العش و بالمناطق التابعة لبلديات الحمادية و بليمور و العناصر و القصور، أين سجل المزارعون تأخرا في تساقط الأمطار إلى غاية منتصف شهر جانفي من العام الجاري ما أعاد اليهم الأمل في انقاذ الموسم الفلاحي المعروف بتبعيته للمناخ،  لكن هذه الآمال سرعان ما تلاشت و لم يطل تفاؤل المزارعين بعدما اجتاحت موجة من البرد (البحري) حقول القمح ما أدى إلى تضرر المحاصيل، و تزايدت حدة المشكل خلال شهر أفريل التي تتزامن مع فترة نمو المحصول بتساقط الجليد المتأخر ما تسبب في إجهاض المحصول أو ما يعرف بين الفلاحين بمصطلح (الجايحة).
وفي شكوى موجهة إلى مديرية المصالح الفلاحية أشار المتضررون إلى أنهم تكبدوا خسائر كبيرة ناهيك عن ترتب ديون على عاتقهم، ما جعلهم يناشدون الوزارة الوصية و السلطات المعنية بالتدخل لإنقاذ الموسم الفلاحي من خلال معاينة الأضرار و التفكير في مساعدة الفلاحين المتضررين و الوقوف بجانبهم . و أشار الإتحاد الولائي للفلاحين الجزائريين إلى تسجيل تراجع كبير في المنتوج مقارنة بالقدرات التي تتوفر عليها الولاية في المجال الفلاحي، لعديد الأسباب من أبرزها مرض اجهاض السنابل و كذا تبعية القطاع للظروف المناخية التي تتحكم في كمية المنتوج،و يتوقع الاتحاد جمع حوالي 250 الف قنطار من القمح خلال الموسم الفلاحي الجاري، خلافا لتوقعات مديرية المصالح الفلاحية التي أشارت إلى امكانية جمع كمية تفوق 900 ألف قنطار من محصول القمح . من جهتها قللت مديرية المصالح الفلاحية من مخاوف الفلاحين لاقتصار الإصابة بالمرض على بعض المناطق، وأشارت إلى جمع كمية تقارب 400 ألف قنطار من القمح منذ بداية حملة الحصاد التي قطعت شوطا كبيرا، حيث تم حصد نصف المساحة المزروعة المقدرة بحوالي 87 ألف هكتار، ما يزيد من إمكانية تحقيق توقعات المديرية الوصية بجمع منتوج يفوق 900 ألف قنطار.
ع.بوعبدالله