عصابات الحظائر الفوضوية تسيطر على شارع التطوع بقالمة
أحكمت مجموعات الحظائر الفوضوية بقالمة قبضتها على شارع التطوع وسط المدينة و حولته إلى محمية يصعب الدخول إليها للتسوق أو حتى العبور إلى الأحياء الشعبية المجاورة.
و قال أصحاب سيارات يترددون باستمرار على سوق شارع التطوع بأن مجموعات من حراس الحظائر الفوضوية فرضت منطقها على الجميع و رفعت الأسعار من 50 إلى 100 دينار منذ بداية شهر رمضان في غياب الرقابة و التنظيم بأحد أكبر الأقطاب التجارية بالولاية.
و أضاف المواطنون القلقون من الفوضى السائدة بالشارع أنه أصبح من الصعب ركن سيارة أو حتى دراجة نارية على امتداد الشارع المزدوج و قبل أن يتوقف المحرك يقف أمامك عامل بالحظيرة المفتوحة و يسلمك تذكرة صغيرة تحمل اسم شارع التطوع باللغة الفرنسية و مبلغ 100 دينار مكتوب بالقلم الجاف فوق السعر القديم و يطلب منك الدفع أو المغادرة مستعرضا قوته البدنية. و يضطر الكثير من رواد السوق الشعبي الكبير إلى قبول الأمر الواقع و دفع ثمن التوقف حتى و إن كانت المدة لا تتعدى دقيقة أو دقيقتين و بمحرك لا يتوقف عن الدوران و سائق وراء المقود يستعد للمغادرة على عجل. و يتجنب أصحاب السيارات الدخول في ملاسنات مع حراس الحظائر المنتشرين في كل مكان بمدينة قالمة خوفا من تطور الوضع و تحوله إلى عراك و مشادات تستعمل فيها القضبان و العصي و ربما حتى السكاكين كما قال أحد المواطنين غاضبا و هو يغادر الشارع الشعبي الذي تحول إلى بؤرة للفوضى و النفايات و الروائح المنبعثة من بقايا اللحوم و الخضر المعروضة تحت أشعة الشمس الحارقة على امتداد الرصيف الفاصل بين جانبي الشارع المزدحم.
و يطالب سكان المدينة بوضع حد لما وصفوه بجشع تجار الحظائر و فرض القانون و تمكين المواطنين من التنقل بحرية و التوقف بالأماكن المسموحة، دون مضايقات و استنزاف للجيوب تحت طائلة العنف و التهديد في بعض الأحيان. و تنتشر مجموعات شبانية لحراسة الحظائر في قالمة بالأسواق و حول المستشفيات و المقرات الإدارية و المساجد و البنوك و غيرها من المواقع المستقطبة للمواطنين و تجبر أصحاب السيارات على الدفع المسبق أو المغادرة قبل التعرض لرد فعل عنيف.
و تعرف مدينة قالمة أزمة سير خانقة على مدار السنة بسبب نقص حظائر توقف السيارات و ضيق الطرقات و الشوارع و في ظل الفوضى السائدة نمت الحظائر الفوضوية بقوة و انتشرت بكل مكان و فرضت منطقها على الجميع، في انتظار تحرك مسؤولي المدينة للسيطرة على الوضع و حفظ كرامة المواطنين الذين أصبحوا عرضة للاستنزاف و التهديد كما قالوا في تصريحات للنصر التي زارت شارع التطوع أمس و وقفت على الفوضى السائدة هناك طيلة أيام شهر رمضان ساخنة.
فريد.غ