مشاكــل تقنيــة تؤخــر تزويــد المهير و العيشــاوي بميــاه ســد تلسديــت
أكدت سلطات ولاية برج بوعريريج، على تخبط المقاولة المكلفة بأشغال توصيل مياه سد تيلسديت لسكان بلدية المهير و منطقة العيشاوي ببلدية المنصورة غرب الولاية، في مشاكل تقنية بحتة حالت دون استلام المشروع و دخوله حيز الخدمة في الآجال المحددة.
و يأتي كشف سلطات الولاية عن سبب تأخر إطلاق الشبكة، بعد بروز مخاوف من عدم تفهم المواطنين بهاتين البلدتين للتأخر المسجل في دخول المشروع حيز الخدمة وفقا لما تم تقديمه من وعود سابقة، بإطلاقها قبل شهر نوفمبر، بعد بروز مشاكل تقنية بحتة بحسب نفس المصادر، و تأخر وصول بعض القطع اللازمة لعملية الربط بين القنوات الرئيسية الضخمة على مستوى منطقة حمام البيبان، و هي القطع التي تطلب جلبها من ألمانيا والقيام بسلسلة من الإجراءات و انتظار تصنيعها حسب الطلب، ناهيك عن تأخر وصول الخزائن الكهربائية الكبيرة و الإجراءات المتخذة لاستيرادها التي استهلكت الكثير من الوقت قبل إنهاء المشكل و تركيبها من قبل شركة «فوريميد»على مستوى الخزانات و محطات الضخ.
و قد سبق لوالي الولاية أن كشف عن تسبب بعض الإجراءات التقنية في تأخير إطلاق شبكة المياه، بالإضافة إلى تطلب العملية كميات كبيرة من المياه و قوة ضخ كبيرة لتنظيف الشبكات و القنوات الرئيسية الناقلة، ما يستدعي التريث إلى حين تسوية الأمور التقنية المتبقية، تفاديا لضياع المياه. و تمر بلديات الجهة الغربية، و بالأخص بلديات دائرة المنصورة بفترة عصيبة، ما عدا بلدية أولاد سيدي إبراهيم التي استفادت قبل أسابيع من تموين سكانها بهذه المادة الأساسية من سد تيلسديت، في انتظار تعميم الاستفادة من هذا المشروع على باقي بلديات الدائرة، بلديتي المهير و المنصورة في مرحلة أولى و بلديتي حرازة و بن داود في مرحلة ثانية، للقضاء بصفة نهائية على مشكل شح المياه و تذبذب توزيعها، في ظل الصعوبات التي تواجهها سلطات البلدية و المواطنين في توفير المياه الصالحة للشرب خلال الأشهر الفارطة، و تفاقم الأزمة خلال الأسابيع الأخيرة بفعل تراجع منسوب مياه الآبار و جفاف الكثير منها.
من جانب أخر أكدت مصادرنا على إنهاء مؤسسة «فوريميد» التي أوكلت إليها أشغال تجهيز المنشآت و خزانات المياه و محطات الضخ بمعدات الكهرباء و المضخات الضخمة، اغلب الأشغال على مستوى المناطق المبرمجة لإطلاق شبكة توزيع المياه في مرحلتها الثانية التي ستشمل بلدية المهير و منطقة العيشاوي . و أكدت السلطات الولائية اهتمامها بهذا المشروع، على لسان مسؤولها الأول الذي أكد في الكثير من المناسبات متابعته الشخصية للمشروع و طالب سكان المنطقة بمزيد من الصبر لأن الأشغال بلغت مراحلها النهائية و لم يبق منها سوى بعض الأشغال الخفيفة التي تتطلب بعض الوقت لإتمامها، مبرزا المتاعب الكبيرة التي تواجهها السلطات في تموين سكان المنطقة بالمياه، في ظل شح منسوب مياه الآبار و كذا زيادة الطلب على هذه المادة الضرورية من قبل المواطنين.
و يعد مشروع تحويل المياه من سد تلسديت الواقع بولاية البويرة إلى بلديات دائرة المنصورة غرب ولاية برج بوعريريج، من بين المشاريع الضخمة التي تعول عليها السلطات المحلية لإنهاء مشكل أزمة العطش بالمنطقة، أين تجري أشغال إنجاز شبكة التحويل، من سد تيلسديت إلى البلديات المعنية، و بلغت أشغال توصيل الشبكة إلى بلديتي أولاد سيدي ابراهيم و المهير و منطقة العيشاوي على أن تتواصل لتشمل بلدية المنصورة، و كذا بلديتي حرازة و بن داود الواقعتين في أعالي جبال منطقة البيبان على الحدود بين ولايتي البرج و البويرة، مع العلم أن الدولة رصدت غلافا ماليا قدره ألف مليار سنتيم، لإنجاز شبكة التحويل الرئيسية على مسافة 98 كيلومتر، بالإضافة إلى اطلاق مشاريع لإنجاز شبكات التوزيع الداخلية عبر البلديات الخمس، بمبلغ مالي قدره 120 مليار سنتيم و بطول شبكة يصل إلى 100 كيلومتر، و مشاريع لإنجاز 14 خزانا رئيسيا بسعة قدرها 27 ألف متر مكعب، و 12 محطة ضخ بسعة تصل 1500 متر مكعب.
ع/بوعبدالله