رفع حصة ولاية البرج من مياه سد عين زادة
أكد مدير الموارد المائية بولاية برج بوعريريج، على إضافة حصص من مياه سد عين زادة لفائدة بلديات الولاية، خلال الفترة الأخيرة، كان آخرها إضافة حصة قدرها 1500 متر مكعب من المياه يوميا، بعد تدخل من الوزارة الوصية لمواجهة انخفاض منسوب المياه الجوفية في ظل جفاف أزيد من 23 بئرا و تراجع منسوب حوالي 76 بئرا .
و أشار ذات المسؤول في حديثه لجريدة النصر، على بلوغ حصة ولاية البرج من مياه سد عين زادة حوالي 26500 متر مكعب، بعدما كانت لا تفوق 20 ألف متر مكعب، و ذلك بعد إضافة حصتين الأولى بـ 05 ألاف متر مكعب شهر مارس الفارط، و الثانية خلال الأسابيع القليلة الفارطة قدرت بـ 1500 متر مكعب، في إطار التدابير المتخذة للسيطرة على أزمة شح المياه الجوفية التي تراجع منسوبها بشكل كبير، خاصة بعد جفاف الآبار و نقص منسوب مياه الآبار المتواجدة ببلدية برج الغدير التي كان يعول عليها لتموين عديد البلديات، على غرار جفاف نقب أم قريان الذي كان يمون عاصمة الولاية و البلديات المجاورة بحوالي 05 ألاف متر مكعب يوميا، فيما عرف في الفترة الأخيرة تراجعا كبيرا في منسوب المياه .
و أكدت مصادرنا على انخفاض حصص الولاية من المياه، ما دفع بالمسؤول الأول و السلطات الوصية إلى عقد عديد الإجتماعات لبحث الحلول، و الاتصال بمصالح وحدة الإنتاج بسد عين زادة الواقع بتراب بلدية عين تاغروت التابعة لإقليم ولاية البرج في أقصى الجهة الشرقية على الحدود مع ولاية سطيف، للمطالبة بتدعيم حصص الولاية، مع العلم أن سد عين زادة يمون ولايتي سطيف و البرج، و تتحصل ولاية سطيف على حصة الأسد باستفادتها من كميات تفوق 50 ألف متر مكعب يوميا. و أشارت ذات المصادر إلى تلقي سلطات الولاية لوعود بتدعيم حصة البرج بحوالي 05 آلاف متر مكعب، قبل التراجع عن القرار و الاكتفاء بضخ نفس الكمية السابقة، ليتم الاستنجاد بوزارة الموارد المائية التي أمرت مديرية الانتاج بسد عين زادة بتدعيم حصة الولاية من المياه بحصة 1500 متر مكعب يوميا، بعدما شهدت متاعب كبيرة في توفير هذه المادة الأساسية، و بروز حركات احتجاجية بين السكان على مشكل التذبذب الحاصل في التوزيع و الانقطاع الذي يصل ببعض البلديات إلى أزيد من أسبوع، ما جعل مديرية المياه تراجع برامج التوزيع بما يتماشى مع قدراتها و الكميات التي تتحصل عليها من سد عين زادة، حيث وضعت برنامجا للتوزيع يوم بيوم بعاصمة الولاية بعدما كانت توفر المياه بشكل يومي، في محاولة للتقليل من حجم الاستهلاك لهذه المادة الضرورية، بما فيها البلديات التي يتم تموينها من سد عين زادة على غرار بلدية البرج و العناصر و مجانة و البلديات الواقعة بالجهة الشرقية، في حين تبقى البلديات التي يتم تموينها من الآبار و التنقيبات المائية تعاني من مشاكل التذبذب في عمليات توزيع المياه رغم البرامج المسجلة لتدعيم حصص السكان، بفعل تراجع منسوب الأبار أو الوقوع في مشاكل تقنية تتعلق في معظمها بالأعطاب التي تصيب عتاد و تجهيزات الضخ إلى جانب اهتراء القنوات و تسرب المياه.
و عادة ما تحدث بعض الاختلالات في التوزيع بعاصمة الولاية، خاصة على مستوى الأحياء السكنية العلوية المصنفة كنقاط سوداء ما يطيل من عمر الانقطاعات لفترات قد تصل إلى الأسبوع، و هو ما حدث بعديد الأحياء السكنية التي خرج قاطنوها للاحتجاج على شح مياه الحنفيات على غرار سكان حي مقدمي الكائن بجوار دار الثقافة و مجلس القضاء .
و تأتي إجراءات ترشيد استهلاك هذه المادة الضرورية و إعادة النظر في برنامج توزيعها حسب مديرية الجزائرية للمياه، بعد بروز متاعب في تسيير الموارد المائية لتضاؤل منسوبها بشكل كبير، ما ولد التخوف من الوقوع في أزمة العطش أمام تزايد حدة العجز من يوم إلى أخر بفعل انخفاض معدلات تساقط الأمطار التي تراجعت بشكل كبير مقارنة بالسنوات الفارطة، و هو ما أفرز تراجعا في منسوب المياه الجوفية تزايدت حدته منذ شهر جويلية الفارط.
و تجدر الإشارة إلى إطلاق مديرية الموارد المائية لجملة من المشاريع قصد التقليل من نسب ضياع المياه، حيث تدعم القطاع خلال السنوات الأخيرة بمشاريع لتجديد قنوات و شبكات التوزيع و مضاعفة عدد التنقيبات و الآبار و تجهيزها بمعدات جديدة للضخ بالبلديات التي يتم تموين سكانها من الآبار و مخزون المياه الجوفية خصوصا على مستوى بلديات الجهة الغربية و البلديات التابعة لدائرة المنصورة و هذا في انتظار إتمام المشاريع الكبرى التي أطلقت لتغطية احتياجات الولاية من هذه المادة الضرورية من سد تيلسديت الواقع بولاية البويرة، حيث انطلقت أشغال توصيل القناة الرئيسية و شبكات التوزيع لتغطية احتياجات البلديات الواقعة في الجهة الغربية و بالتالي القضاء على مشكل المياه بهذه المنطقة خصوصا و أنها تعاني من نقص حاد في المياه الجوفية، بالإضافة إلى تسجيل مشروع آخر لربط 12 بلدية في الجهة الشمالية للولاية انطلاقا من سد تيشيحاف الكائن بإقليم ولاية بجاية. ع/بوعبدالله