مشــروع المحطــة البريــة بقالمــة يهــدد المبانــي المجــاورة
مازال العمل متوقفا بموقع المحطة البرية الجديدة بمدينة قالمة و صار المكان مهجورا يحيط به جدار دائري طويل من صفائح زنك تفصله عن المحطة البرية القديمة و الطريق الوطني 21 و مبان إدارية و مركز تجاري صغير يقدم خدمات محتشمة لمسافرين ظلوا ينتظرون ميلاد محطة الأحلام منذ سنوات طويلة لكنهم يصابون بخيبة أمل في كل مرة عندما يتعثر المشروع في بداية الطريق و تتوقف حركة الآليات إلى أجل موعود.
انسحبت شركة الإنجاز الثانية نهائيا من الموقع تاركة وراءها حفرة عملاقة تجمعت فيها مياه الصرف الصحي و النفايات القادمة من الأحياء المجاورة، حتى مواد البناء اختفت من الموقع و لم تبق فيه إلا ملاجئ مهجورة من الزنك و الطوب كان يستعملها العمال للاحتماء من الحرارة و الأمطار و تخزين أدوات العمل و الوجبات الغذائية الباردة، و حول الموقع لافتات إشهارية بعضها مزقته الرياح و البعض مازال يقاوم و يحتفظ ببعض الأرقام التي تؤرخ لمشروع كبير عمره أكثر من 11 سنة كلها تعثر و حسابات هندسية غير مجدية.
و يواجه المشرفون على المشروع مشاكل تقنية معقدة فرضتها طبيعة الموقع الذي ينام على طبقات من الطين و الركام و مجاري مائية نشطة و قنوات صرف عملاقة أخلطت حسابات المهندسين و أجبرتهم على الاستسلام للأمر الواقع بعد استنزاف مبالغ مالية كبيرة في دراسات تقنية اخلطها الواقع الميداني عندما غاصت آليات الحفر في عمق الأرض و تبين بان العمق المحدد لوضع أساسات البناء الضخم غير ملائم و غير قادر على التحمل و لا بد من البحث عن عمق أطول و طبقات أرضية جديدة ربما تكون تحت مجرة وادي السخون المجاور. و يواجه المشرفون على شؤون مدينة قالمة مخاطر كبيرة قد تحدثها الحفرة العملاقة هذا الشتاء حيث بدأت أثار التصدع تظهر على الطريق الوطني 21 المار قرب الموقع و أصبحت بعض البنايات المجاورة مهددة بحركة التربة المتشبعة بالمياه الراكدة و مياه الفيضانات و أنظمة الصرف التي تغذي الحفرة العملاقة باستمرار. و منذ أن قررت مديرية النقل وقف الأشغال منذ عدة أشهر بسبب ما وصفته بالعيوب التقنية المعقدة لم يعلن حتى الآن عن الخطوات المزمع اتخاذها لاستئناف الأشغال بعد تصحيح الحسابات الهندسية أو البحث عن موقع آخر لبناء المحطة البرية و ردم الحفرة العملاقة التي تحولت إلى خطر كبير قد يطال طرقات رئيسية و مباني إدارية و مرافق للخدمات الشتاء القادم.
فريد.غ