الإهمال يطال نادي الشباب و سكنات لم تُربَط بالغاز في قرية عين الكبيرة
يشتكي سكان قرية عين الكبيرة الواقعة ببلدية مسعود بوجريو، بقسنطينة، من الاهمال الذي طال خطِّ الألياف البصرية ونادي الشباب، فيما لا يزال الربط بشبكة الغاز الطبيعي والكهرباء يؤرق مستلمي السكنات الجديدة في إطار صيغة العمومي الإيجاري، وتحديدا 50 شقة بالعمارات المدشّنة مؤخرا من طرف الوالي.
و وقفت النصر لدى زيارتها للقرية، على أن نادي الشباب الوحيد بعين الكبيرة، أصبح مهجورا و تنتشر به الأوساخ، بينما تحوَّل بياض الحيطان إلى سواد بفعل إشعال النار داخل المرفق، وهو ما استاء له شباب الجهة، الذين طالبوا في حديثهم للنصر، بأن يتدخل المجلس الشعبي البلدي، و مسيرو القطاعات المعنية من أجل إعادة بعث النشاط بالمكان.
منحرفون يحتلون المكان
وتبعا لما ذكره هؤلاء، فإنَّ نادي الشباب «رمضان معزوز» المشيّد في بداية الألفية، كان يضمُّ قاعة للألعاب وناديا للانترنت، و كذلك مقهى صغيرا يُوظّف عامليْن على الأقلّ، أما بهوه الكبير فقد كان مكانا لالتقاء شباب القرية و السمر ليلا في جو دافئ، بوجود مؤطرين، مع الابتعاد عن الانحراف والمخدِّرات، غير أنَّ الإهمال طال المرفق، بعد إغلاقه لعدّة سنوات، وبعد رفع ما فيه من آلات و تجهيزات، تعرض للتخريب لإنعدام الأبواب وحتَّى النوافذ، بل وصار مرتعا لممارسات دخيلة على قرية عين الكبيرة، يقول محدثونا.
ودعا الشباب، القائمين على شؤون البلدية إلى التدخُّل وإعادة الاعتبار للنادي، حتى يعود إلى سابق عهده، ويجمع شمل قاطني المشتة، على اختلاف أعمارهم، للترفيه فكريا وثقافيا وخلق حراك إيجابي، خاصة مع وجود كثافة سكانية لا بأس بها بعين الكبيرة، بعد استتباب الأمن، وخلق المزيد من التجمُّعات الريفية، و ذلك بدل ترك المرفق مفتوحا على مصراعيه للأوساخ والأفعال السلبية، في حين يمكن، كما يؤكد السكان، استغلاله بأحسن طريقة ممكنة، وحتى إدماج بعض البطَّالين للعمل به.
«قضينا ليالٍ في البرد القارس»
و من المشاكل المطروحة أيضا بقرية عين الكبيرة، هي عدم ربط 50 مسكنا اجتماعيا تم توزيع مفاتيحها مؤخرا بحضور الوالي عبد السميع سعيدون، بشبكتي الغاز والكهرباء، رغم وُجود التوصيلات والإمْدادات التقنيّة اللازمة، وكذا مدِّ قناة الغاز الطبيعي الرئيسية، وجاهزية المحوِّل الكهربائي المجاور للعمارات، و يضيف السكان أن المستفيدين انتقلوا إلى شققهم الجديدة، لكنَّهم اصطدموا بهذا الإشكال، ما جعل العديد منهم يعودون من حيث أتوا، رغم ضيق المساحة مع العائلة الكبيرة.
وقال ربُّ أسرة التقت به النصر بجوار العمارات، أنَّه يعاني الأمرَّين بسبب انعدام الكهرباء والغاز، بوجود طفل لا يتعدى الـ 5 من العمر وفتاة تدرس بالطور المتوسط ضمن أفراد عائلته، مضيفا أن شقّته زودت خلال عملية التَّدشين، بالخدمتين، لتعود الأمور إلى حالها، حيث قضى ليال في البرد القارس والظَّلام.
خطُّ الألياف البصرية «مهدَّد» بالتلف
من جهةٍ أخرى، يشتكي الساكنة بعين الكبيرة من خطر يتهدَّد أسلاك شبكة الألياف البصرية المنجزة مؤخرا، بعد إلحاح منهم، حيث تقوم إحدى المقاولات المكلَّفة بإنجاز حائط دعم خلف العمارات المُسلَّمة بداية العام الجاري، بالحفر، غير أنَّ الاضطرابات الجوية الأخيرة وتهاطل الأمطار بشكل كثيف تسببا في انزلاق التربة، و حسب ما لاحظناه بالمكان، فقد باتت كوابل الألياف البصرية ظاهرة للعيان.
السكان تطرقوا أيضا إلى «رداءة» شبكة الهاتف النقال بالمنطقة ككلّ، كما يرون الحلّ هو عبر الإسراع في الربط بشبكة الألياف البصرية، والحصول على خدمة الإنترنت بالبيوت، ما سيفكُّ العزلة عنهم.
منتخب بالمجلس الشعبي البلدي
على الشباب إنشاء جمعية لاستعادة النادي
و ردًّا على الانشغال المطروح من طرف سكان قرية عين الكبيرة، بخصوص نادي الشباب، أكَّد المنتخب بالمجلس الشعبي البلدي، بورصاص عز الدين، للنصر، أنَّ على شباب الجهة إعادة تأسيس جمعية من أجل منحها فرصة تسيير المرفق المهمل، وهذا ضمن الإطار القانوني، وفيما عدا ذلك، لا يمكن، حسبه، تسيير هذا النادي من أيَّة جهة أخرى، مضيفا بأنَّ التجهيزات والأبواب والنوافذ لم تسرق، وإنَّما نزعتها البلدية للحفاظ عليها، و كذلك لإعادة تأهيلها قبل وضعها في المكان السابق.
من جهة أُخرى، لم يرد رئيس المجلس الشعبي البلدي بمسعود بوجريو، أحمد زعطوط، على اتصالاتنا المتكرِّرة، لمعرفة الحلول الممكنة للمشاكل الأخرى المطروحة من طرف سكان قرية عين الكبيرة.
فاتح/ خ