خلّفت حادثة موت طفل غرقا داخل خزان مائي بحي بركات بمدينة حامة بوزيان بقسنطينة، مساء أول أمس الجمعة، حزنا واستياء كبيرين وسط عائلة الضحية و جيرانه، حيث يؤكد السكان أن الخزان غير محروس و يشكل خطرا على أطفال المنطقة، و هو ما تنفيه مؤسسة «سياكو» التي ذكرت أن المرفق تعرّض للتخريب عدة مرات.
وتنقلت النصر نهار أمس إلى المكان الذي شهد وقوع الحادثة، أين لاحظنا بأنه لا يوجد أي شخص مكلف بحراسة الخزان المائي التابع لمؤسسة «سياكو»، حيث أخبرنا السكان أن الحارس السابق رحل منذ أكثر من سنتين، بعد تعرضه لمضايقات من قبل منحرفين غير أنه لم يعوض حسب محدثينا، الذين أوضحوا بأن المكان تحوّل إلى بؤرة للمنحرفين.
و حسب ما عايناه في المكان فإن الجدار المحيط بالمرفق مثقوب و الأبواب مفتوحة، حيث يمكن لأي شخص التسلل بسهولة إلى داخل الخزان المملوء بالمياه عبر سلم حديدي، وهو ما يثير التساؤلات خاصة أنه يستغل لتزويد المنطقة بالمياه الصالحة للشرب.
و قد التقينا بأحد الأطفال الذين كانوا برفقة الضحية “سراج الدين عزوز”، عند تعرضه للغرق، حيث قال الطفل أمين بأنه التقى صديقه الذي كان متجها نحو الخزان من أجل السباحة، وطلب منه مرافقته لكنه رفض في البداية، ثم وافق بعد إلحاح من الضحية.
و أكد محدثنا بأنهم كانوا 5 أطفال و قد كان سراج الدين أول من تسلق السلم ثم نزل إلى الحوض الممتلئ بالمياه عبر أنبوب كبير، لكن بقية الصغار لم يقفزوا إلى داخله و ظلوا ممسكين بالسلم، قبل أن يلاحظوا بأن صديقهم لم يستطع العودة نحوهم، حيث كانت المياه تسحبه إلى الأسفل داخل الحوض الذي بلغ عمقه حسب محدثنا حوالي 3 أمتار، ليحاولوا الوصول إليه و سحبه غير أنهم لم يتمكنوا من ذلك، و هو ما أربكهم و جعلهم يطلبون النجدة من بعض الشباب الذين كانوا قريبين من المكان، غير أن هؤلاء وصلوا متأخرين، حيث أن الضحية كان قد فارق الحياة، يضيف محدثنا.
و حسب ما علمناه فإن أعوان الحماية المدنية وجدوا صعوبة في استخراج الجثة التي غمرتها المياه، و استغرقت العملية أكثر من ساعة، و قد فتحت مصالح الدرك تحقيقا في القضية، فيما تم اخضاع جثة الطفل المتوفي إلى التشريح من قبل الطبيب الشرعي بمستشفى ديدوش مراد.
و قد خلفت الحادثة صدمة كبيرة وسط عائلة الطفل سراج الدين، البالغ من العمر 14 سنة، و الذي كان ينتظر صدور نتائج شهادة التعليم المتوسط، التي اجتاز امتحانها قبل أسبوعين فقط، حيث كان والداه يأملان رؤية ابنهما ينتقل إلى المرحلة الثانوية، غير أنه لم يكتب له ذلك
مسؤول التوزيع بمؤسسة «سياكو»، حيرش عبد الحكيم، عبّر في اتصال بالنصر يوم أمس، عن أسفه للحادثة خاصة أن الضحية هو ابن عامل بالمؤسسة ذاتها، موضحا بالنسبة للخزان المائي أن تسييره حُوِّل مؤخرا من بلدية حامة بوزيان إلى “سياكو”، التي جندّت، مثلما أضاف، عمالا لحراسة الخزان و ضمان التوزيع منه، لكن نشاطهم يتوقف عند الخامسة مساء بسبب عدم توفر الإنارة العمومية، و هي مشكلة أكد محدثنا أن مصالح “سياكو” كانت قد بدأت في إجراءات بشأنها مع مصالح سونلغاز منذ شهرين.
أما في ما يتعلق بوضعية الخزان، فأوضح حيرش أنه تعرض لعمليات تخريب استدعت إصلاحه و ذلك لعدة مرات كان آخرها قبل 3 أسابيع، ما استدعى إيداع شكوى لدى مصالح الدرك الوطني بعدما وصل الأمر بالمخربين إلى اقتلاع بوابة الخزان، و هو وضع ذكر المسؤول أنه تم إرسال تقرير بشأنه إلى وزارة الموارد المالية و والي قسنطينة.
عبد الرزاق.م