قام أمس تجار التجزئة للخضر والفواكه، في بلدية عين عبيد بولاية قسنطينة، بغلق محلاتهم لليوم الرابع على التوالي بعد عيد الأضحى، ومقاطعة سوق الجملة، و ذلك احتجاجا على الارتفاع الفاحش للأسعار في ذروة موسم الانتاج، في تحرك يقولون إنه يأتي تفاديا للاصطدام بالزبائن الذين خرجوا منهكين ماديا بعد عيد، وهم بصدد الاستعداد للدخول المدرسي الذي هو على الأبواب.
أحد تجار التجزئة قال للنصر إن الطماطم في سوق الجملة تعرض حاليا بأكثر من 100 دج والخس وصل ثمنه إلى 140 دج، وهما المادتان الأكثر طلبا هذه الأيام بمناسبة الأعراس، و كما أن سعر البطاطا يتراوح ما بين 55 و60 دج للنوعية الجيدة القادمة مباشرة من الحقول، و هو نفس المنحنى لسعر الفاكهة التي تسوق هذه الأيام في الجملة، في كل من البولغون وشلغوم العيد، و ذلك بسعر التجزئة قبل العيد و الذي كان بين 180 و 200 دج مع فارق بسيط بين السوقين يقدر ما بين 5 و10دج، حسب النوعية والجدة، فالعنب الذي يعرض هذه الأيام بأكثر من 250 دج للكلغ الواحد ليس في متناول الأغلبية المستهلكين. وأظهرت جولة قمنا بها في سوق المدينة بعين عبيد، أن 99 بالمئة من تجار تجزئة كانت محلاتهم مغلقة، واقتصر العرض على البطيخ بنوعيه الأصفر والأحمر.
و قد استهجن الزبائن الارتفاع في أسعار الخضر و الفواكه، حيث أن البطاطا بيعت بما بين 180 و200 دج عشية العيد في أسواق المدينة الجديدة علي منجلي على سبيل المثال، أما الخس فوصل سعره في التجزئة إلى 250 دج للكيلوغرام الواحد، و هي أوضاع يؤكدون أنها أوقعت بهم بين مطرقة الأسعار، وسندان الحاجة الملحة للاستهلاك الفردي وكذا المناسبات وعلى رأسها الأفراح التي يعد شهر أوت وقتها المفضل لدى الكثيرين، زيادة على اقتراب الدخول المدرسي و ما يتطلب من مصاريف تنهك أصحاب الدخل المحدود والمتوسط أيضا.
رئيس فدرالية تجار الجملة للخضر والفواكه لولاية قسنطينة، السيد عمر بوحلايس وفي اتصال بالنصر، انتقد سلوك المواطن الذي ساعد، حسبه، على انتشار ظاهرة المضاربة من خلال شراء سلع بسعر غير معقول على غرار البطاطا بـ 200 دج و الخس بـ 250 دج للكيلوغرام الواحد، مضيفا أنه «كان عليه مقاطعتها»، مساهمة منه في كسر شوكة المضاربة، و فئة التجار التي تقتنص هذه الفرص لمضاعفة دخلها على حساب المواطن البسيط.
وأضاف بوحلاسة أن على المواطن التخطيط لتوقيت مناسباته، لأن الظاهرة تتكرر كل سنة، لذلك كان من الواجب، حسبه، أن يتفادى مثل هذه الأوقات لتنظيم مختلف الأفراح، حيث ذكر أنه و في الكثير من لقاءاته مع جمعيات حماية المستهلك، يؤكد على توعية المواطن لتفادي وقوعه فريسة للمضاربة.
و أرجع المتحدث الارتفاع الفاحش لأسعار الخضر والفواكه، إلى انعدام اليد العاملة لجني المحاصيل من الحقول، حيث أن العاملين فيها مددوا عطلة العيد مما أدى إلى قلة العرض و إلى التهاب السوق ودخول بعض السلع رواق المضاربة، كما هو الشأن للبطاطا والخس.
نفس المتحدث برر ارتفاع سعر البطاطا الذي أكد أنه سوف يعود إلى طبيعته ما بين 35 و45 دج ابتداء من نهار اليوم، بنهاية موسمها في الصحراء، ودخول بطاطا الشمال مرحلة الجني، وفي ظل قلة اليد العاملة، فإن منتجيها يسابقون الزمن لجنيها وتخزينها خوفا من الأمطار، أين يصعب دخول الحقول.
بولحلايس أكد أن قلة الطلب في سوق الجملة ببوليغون، أعاد الأسعار إلى مؤشرها نهار أمس، وضرب مثلا بـالكوسة «الجريوات» التي سقط ثمنها سقوطا حرا إلى 10 دج نهار أمس في الجملة بعدما كانت بأكثر من 100 دج عشية العيد فيما بيعت بـ 150 دج في سوق التجزئة، كما أوضح للنصر أن الأسعار ستعود إلى سابق عهدها ابتداء من نهار اليوم مطمئنا تجار التجزئة والمستهلكين بعودة الاستقرار.
ص.رضوان