قام سكان بحي حجرة بن عروس، بجسر بوبربارة، بقسنطينة، أمس، بغلق الطريق الوطني رقم 27 منذ الصباح، أمام المارّة، احتجاجا على «انعدام» التهيئة بالحي الذي يضمُّ بضعة آلاف نسمة، والذي أدّت مياه الأمطار المتساقطة عشية الأحد لفيضان أزقته ودخول المياه الجارفة إلى البيوت، وتحطيم الجدران وإتلاف سلع المحلات، كما تضررت الطرق الرئيسية غير المعبدة، ما حال دون خروج السيارات والمركبات.
وجَّه السكان غضبهم للمسؤولين المحليين، و تحدثوا عن التقصير في تلبية مطالبهم المتمثلة في تعبيد شبكة الطرق الداخلية، نظرا للتوسع العمراني الذي يشهده الحي منذ سنوات التسعينيات، غير أنَّه يفتقر مثلما قالوا، لأدنى الضروريات، و على رأسها تزفيت الأزقة، حيث تغرق شتاء في الطين، ويصعُب على المتمدرسين والعمال اللحاق بوجهاتهم، كما قاموا مرارا بجمع الأموال لتصليح الوضع قليلا، غير أنَّ الأمطار القوية تعيد ما أنجزوه إلى الصفر، ما يستدعي تسطير مشروع تقني كامل من طرف السلطات الوصية، للخروج من هذا الإشكال.
و تنقلت النصر للوقوف على حجم ما خلفته السيول الجارفة، في بضع دقائق، وكانت الخسائر كبيرة بعد تشقق الكثير من جدران المنازل، وإتلاف البساتين، و دخول المياه الطينية إلى البيوت، ما اضطرَّ الكثيرين لسدِّ الأبواب الرئيسية بالصفائح المعدنية و أكياس الرمل، و كأنها منطقة منكوبة، و هذا للعام الثاني على التوالي حسب ما صرح به سكان «بلاد الخامسة» كما تعرف محليّا.
و عرَّت السيول، رغم أنها لم تدم سوى بضع دقائق فقط، أساسات الكثير من المنازل المبنية في منحدر يمتدُّ من غابة بوحزوم، إلى محاذاة الطريق الوطني رقم 27، وعلى الحدود بين وادي زياد و جسر بوربارة، وهو أمر يهدّد بوقوعها، و تشقق الجدران في أي لحظة، وحصول ما لا يحمد عقباه، رغم أنها في غالبيتها «فيلات» متعددة الطوابق، كما بات المرور عبر بعض الطرقات مستحيلا.
وقال رئيس جمعية حي حجرة بن عروس، إنَّ لا أحد من المسؤولين استجاب للسكان، مضيفا أنه تم توجيه عشرات المراسلات للوالي و رئيس الدائرة والـ «مير»، ومديرتي الأشغال العمومية و الري، وكذا مدير السكن والتعمير، دون جدوى، معلقا بالقول «لا أحد استجاب لنداءاتنا المتكررة لتصحيح وضع شبكة الصرف الصحي والماء الشروب، وتعبيد الطرقات، وتقوية الإنارة العمومية، فاضطررنا لهذا الفعل».
حاولنا معرفة السبب الرئيس في وقوع الفيضانات، وهنا أخبرنا السكان أن سبب الكارثة الحقيقي، والذي حسبهم، بدأ منذ عامين، هو تهيئة التحصيص الواقع أعلى حي «بلاد الخامسة»، والمسمى تحصيص بوحزوم، وهي مجموعة من القطع الأرضية الواقعة تحت تصرف الوكالة العقارية منذ الثمانينيات، لتقوم المؤسسة المكلفة بالتهيئة بتحديد القطع الأرضية، وحفر المكان و شق طريق، ما كان سببا مباشرا في تجمُّع المياه، و هبوطها نحو الحي مباشرة، محملة بالأوحال والأشجار.
ذات المصادر ذكرت أنَّ مقاولا يقطن بالمنطقة قام بحفر خندق لدى تهاطل الأمطار، أول أمس، للحيلولة دون حدوث مصيبة، فجنَّب الساكنة كارثة كانت ستودي بحياة الكثيرين، خصوصا وأنَّ حجم الأضرار المادية وارتفاع منسوب المياه لحوالي متر، قد عمل على تحطيم عدد من الجدران والبساتين، واجتاح إسطبلا، وتسبب في هلع كبير لدى العائلات التي قامت بالهروب من مساكنها، وحمل أطفالها ونسائها، والمبيت لدى الجيران.للتذكير، فقد تواصل إغلاق الطريق الوطني رقم 27، إلى غاية عشية البارحة، دون حضور أيّ من المسؤولين المحليين، و ذلك حتى كتابة هذه الأسطر. فاتح/ خ