تعرض طبيب عام ينشط بإحدى عمارات المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، لاعتداء من طرف شابين طالباه بتحرير وصفة طبية من أجل اقتناء حبوب مهلوسة، لتنتقل بذلك سلسلة الاعتداءات من المستشفيات العمومية إلى العيادات الخاصة.
و أكد الطبيب المعتدى عليه، الدكتور بن يزار يزيد، للنصر، أنه تعرض زوال الأربعاء الماضي لضربات داخل عيادته الخاصة الواقعة في الوحدة الجوارية 17، على مستوى الرأس والفك والظهر بقضيب حديدي، و ذلك من طرف شابين ذكر أنهما قاما بتهديده في مرات سابقة، من أجل إجباره على تحرير وصفات طبية تتيح لهما اقتناء الأدوية المستعملة كحبوب مهلوسة من الصيدليات.
وأكد الضحية أن الشابين تعودا على التنقل إلى مكتبه بين الحين والآخر في حدود منتصف النهار، حيث كان يقوم بطردهما، لكنهما أصرّا هذه المرة على أن يحصلا على الوصفة، و أمام رفضه انهالا عليه بالضرب لمدة قاربت نصف ساعة، ثم قاما بتكسير بعض التجهيزات الطبية، مستغلين مغادرة الموظفيْن العاملين معه للعيادة لتناول وجبة الغداء, و بقاءه بمفرده من أجل الكشف على أحد المرضى.
وأضاف الدكتور بن يزار أن تدخل جار له قام بإبعاد أحدهما، جعل الثاني ينسحب، ليقوم الضحية بالتقاط صورة للمعتديين وهما يهمّان بالمغادرة، قبل أن يتصل بالشرطة التي أسفرت تحقيقاتها عن توقيفهما في اليوم الموالي. و يؤكد الطبيب العام أن الوحدة الجوارية 17 تتحول إلى منطقة خطيرة ما بين منتصف النهار إلى الثانية زوالا، حيث ينتشر المنحرفون بمختلف الزوايا، مستغلين خلو الشوارع والأزقة من المواطنين، حتى أنه تعود على غلق عيادته في هذه الفترة، لكنه يضطر أحيانا للبقاء بها عند الحاجة، وهو ما يعرض حياته للخطر.
و طالب الدكتور بتكثيف دوريات الأمن بمختلف شوارع الوحدة المذكورة، لما تعرفه من اعتداءات، كما هو الحال في بعض الوحدات الجوارية التي تعرف حركة قليلة للسكان، مضيفا أن العديد من زملائه الأطباء أكدوا له أنهم يتعرضون لمثل هذه التهديدات والاعتداءات، من أجل تحرير وصفات خاصة باقتناء حبوب تخفيف الألم والتي تعد عقاقير مهلوسة في نفس الوقت، على غرار «ليريكا» و»كيتيل»، مضيفا بأن المدمنين أصبحوا يستهدفون الأطباء في عياداتهم الخاصة، لأنهم على علم بأنه لن يكون بها أشخاص كثر، على عكس الصيدليات.
وسبق للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء بقسنطينة، رفع عشرات القضايا ضد أشخاص استغلوا بطاقات «الشفاء» من أجل اقتناء المهلوسات مع اتخاذ إجراءات أخرى، يبدو أنها صعبت أكثر من مهمة الحصول على هذه العقاقير. و تأتي هذه الحادثة الخطيرة أياما قليلة بعد وقوع اعتداءين متتاليين بمصلحة الاستعجالات الجراحية بالمستشفى الجامعي ابن باديس، ورغم اختلاف الأسباب و الظروف إلا أن الأطباء أصبحوا يشعرون بالخطر كلما ارتدوا مآزرهم البيضاء، وهو ما أكده آخر ضحايا الاعتداءات.
حاتم/ب