منع أولياء تلاميذ بمدرستين ابتدائيتين بعلي منجلي بقسنطينة، أبناءهم من التوجه إلى مقاعد الدراسة بسبب انعدام النظافة والأمن بهما، وهو وضع تعرفه غالبية الابتدائيات بالمقاطعة الإدارية، حيث تحوّل بعض مدراء المؤسسات
إلى عمال نظافة وحراسة، في ظل العجز الذي تعرفه هذه الهياكل منذ أزيد من خمس سنوات.
وما زالت ابتدائيات المقاطعة الإدارية علي منجلي، تعرف عجزا كبيرا في أعوان الأمن والنظافة منذ أزيد من 4 سنوات، رغم نداءات الأولياء وحتى السلطات المحلية، إذ ظلت دون حراس أو عمال نظافة و بقيت المطاعم دون طباخين، في الوقت الذي يتخوف فيه الجميع من مخاطر صحية وأمنية قد تحدث في أي لحظة، بسبب هذه المشكلة التي لم تجد طريقها نحو الحل إلى الآن.
ومنع أولياء تلاميذ أبناءهم من الالتحاق بالمدارس، كما أضرب الأساتذة بمدرسة ابتدائية بالوحدة الجوارية 14، حيث تحدثوا عن انعدام للأمن بالمؤسسة وحتى النظافة، مطالبين السلطات بالتدخل العاجل لتسوية هذه المشكلة، وهي نفس وضعية ابتدائية المجاهد المتوفى أحمد الشانتي بالوحدة 20، إذ طُلب من التلاميذ جلب مواد لتنظيف المؤسسة، التي لا تتوفر على حراس.
وما زالت غالبية المؤسسات الابتدائية عبر مختلف الوحدات الجوارية الجديدة، بحسب ما أكده لنا أساتذة وحتى منتخبون محليون، تعرف وضعيات متدهورة، حيث انتشرت بها الأوساخ والروائح الكريهة داخل دورات المياه، كما أن العديد من المطاعم مغلقة وتقدم في أحسن الأحوال وجبات باردة، ناهيك عن اقتحام الغرباء للأقسام وتجولهم بكل حرية داخل ساحة المؤسسات.
وأكد مصدر مسؤول من بلدية الخروب، وجود هذه المشكلة العويصة بالعديد من الابتدائيات، التي قال إن مدراءها قد تحولوا اضطراريا إلى منظفين وبوابين وحتى موزعين للوجبات الباردة. وتابع ذات المصدر، أن المناصب التي وفرتها الدولة قد سجلت عزوفا كبيرا من طرف الشباب، وذلك نتيجة انخفاض الأجرة الشهرية التي لا تزيد عن 8 آلاف دينار، مشيرا إلى أن الوالي عبد السميع سعيدون قد حاول إيجاد حلول لهذه المشكلة لكنه لم يستطع لأن قوانين التوظيف ضمن عقود ما قبل التشغيل واضحة وغير قابلة للتغيير، قبل أن يقرر مراسلة وزير الداخلية من أجل فتح مناصب مالية دائمة، كما تجدر الإشارة إلى أن سعيدون، قد تطرق خلال تنصيب الوالي المنتدب إلى المشكلة، وقال إنها تكمن في توسع المدينة وعدم تعويض المتقاعدين بآخرين.
وسبق لمدير التربية، وأن تحدث عن وجود عجز كبير وعدم قدرة المديرية على تدارك هذا الوضع وهو نفس ما صرح به رؤساء البلديات والمنتخبون، في حين سجلت العديد من الحوادث الغريبة والسرقات داخل المؤسسات، تتعلق أغلبها باقتحام بعض الشباب الطائش للأقسام خارج أوقات الدراسة، وكذا سرقة العتاد وحتى مواد التنظيف، كما تحولت بعض الأقسام إلى مراقد للمنحرفين ليلا، فيما يضطر الأولياء إلى مرافقة أبنائهم طيبة فترات اليوم.
وقد حلت منذ بداية الأسبوع الجاري، لجنة تفتيشية من وزارة الداخلية للوقوف على مدى تجسيد الإجراءات و التدابير التي أقرتها الوزارة الوصية بغية توفير الظروف المثلى لضمان تمدرس التلاميذ بالمدارس الابتدائية، حيث تمحور عمل اللجنة الوزارية على متابعة و تقييم الدخول المدرسي من خلال معاينة الابتدائيات والوقوف على عملية تهيئتها وصيانتها، فضلا عن توفير التدفئة و الإطعام و النقل المدرسي وكذا تجهيز المؤسسات بالطاقات المتجددة.
لقمان/ق