تلاميـــذ يخـــرّبون متوسطـــة ببــلديــــة عـــين سمـــــارة في قسنطينــــــــــة
خرب صباح أمس، تلاميذ بمتوسطة أحمد عمار بورغود ببلدية عين سمارة بقسنطينة، طاولات وفككوا نافذتين، كما استعملوا مفرقعات تزامنا مع احتجاج أوليائهم على وضعية المؤسسة وغياب الانضباط ونقص التجهيزات والأمن، محملين المسؤولية للمدير، الذي أوضح لنا أن المشاكل المطروحة تعود إلى نقص التأطير.
وتزامن وصولنا إلى المتوسطة مع خروج التلاميذ، حيث أخبرنا أحدهم أنهم قاموا برشق المفرقعات، وهو ما أكده لنا الأولياء والأساتذة الذين تحدثنا إليهم فيما بعد. وأوضحت لنا أمهات تلاميذ أن وضعية المؤسسة لم تعد تحتمل بسبب انعدام الانضباط بين أبنائهم، مشيرات إلى أن الشهر الأول من السنة الدراسية شهد تعيين مراقب عام استطاع أن يفرض النظام، لكنه غادر المؤسسة بعد شهر من العمل. وأضافت الأمهات أن بعض أبنائهن يتعرضون لمضايقات يومية من طرف تلاميذ آخرين.
وحمّلت محدثتنا المسؤولية للمدير، واعتبرت أنه لا يقوم بدوره في تنظيم الأمور بين التلاميذ، كما وافقت الأمهات الأخريات على ما ذهبت إليه، حيث تحدثن عن دخول غرباء إلى المؤسسة، ومن بينهم شاب في العشرينات من العمر دخل المتوسطة في حالة سكر منذ حوالي أسبوعين مرتديا مئزرا خاصا بالتلاميذ، وأمضى نصف يوم بها دون أن يكتشف أمره أحد إلى غاية المساء، كما تحدثن عن شجار نشب بين التلاميذ باستعمال أسلحة بيضاء نهاية الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تسجيل سلوكيات «غير أخلاقية» أخرى، على غرار «تبول تلاميذ على الطاولات والكراسي بأحد الأقسام».
وذكرت الأمهات أن المراحيض في وضعية «سيئة»، مشيرات إلى أن الأبواب الخاصة بمراحيض الإناث لا تغلق، في حين يخشى بعض التلاميذ التوجه إلى دورة المياه خوفا من «اعتداء تلاميذ آخرين عليهم» بحسب ما يتلقينه من شكاوى يومية من أبنائهن.
وتجمع داخل المؤسسة آباء تلاميذ أيضا، حيث اعتبروا أن المشكلة في عدم قيام مدير المؤسسة بدوره، في حين طالب الأولياء برحيله، كما شددوا على ضرورة فتح منفذ من الجهة الخلفية يفضي إلى حي 18 فيفري لاختزال المسافة للتلاميذ القاطنين بالحي وتخفيف الضغط على مطعم المدرسة، الذي يستقبل 500 تلميذ يوميا.
أما الأساتذة فقد طرحوا العديد من المشاكل، على رأسها نقص التجهيزات البيداغوجية، بالإضافة إلى عدم القدرة على فرض الانضباط، حيث أخبرتنا أستاذة أن حوالي عشرين تلميذا يظلون دون كراسي يوميا بسبب العجز في الوسائل، وقالت أن وضعية الأقسام متدهورة دون «اكتراث من الإدارة» منبهة إلى أن تلاميذ صفها يواجهون صعوبة في نقل الكتابة من السبورة بسبب انعكاس الشمس عليها وطالبت الإدارة بوضع ستائر لكنها لم تستجب، كما أن الكثير من المتمدرسين يمضون اليوم، حسبها، في التجوال داخل المؤسسة. وأكدت محدثتنا أن الأساتذة احتجوا مع بداية السنة الدراسية على التوقيت الذي ضبطته الإدارة، قبل أن يأتي المراقب العام السابق ويعيد ضبطه لكن المدير رفضه.
واطلعنا على وضعية بعض الأقسام في المؤسسة، حيث لاحظنا طاولات وكراسي مرمية على الأرض في قسمين بصورة فوضوية، بالإضافة إلى مكتب أستاذة تم تحطيمه، في حين تنتشر الكتابات الحائطية والرسومات على جدران الأقسام والمدرسة وحتى جدار مبنى الإدارة.
وأوضح لنا أحد عمال المتوسطة أن تلاميذ قاموا بـ»تخريب» الطاولات في قسمين خلال الصباح أثناء خروجهم، كما أرانا نافذة مفككة من طرفهم، في حين لاحظنا سبورة وقد ملأها التلاميذ بعبارات مختلفة تجاه الإدارة. ويلاحظ في المتوسطة أيضا تدهور في وضعية البناء، في حين لا يوجد في إحدى المراحيض إلا صنبور واحد يعمل بصورة جيدة، كما تفتقر المراحيض للمياه تماما.
واجتمع الأولياء بحضور ممثل عن الأساتذة مع المدير حيث قدموا مطالبهم المتمثلة في فتح منفذ خلفي على حي 18 فيفري، وعودة المستشار التربوي من أجل حفظ النظام داخل المؤسسة مُتخلين عن مطلب رحيل المدير، في حين أوضح لنا هذا الأخير أن المتوسطة لم تخضع لبرنامج ترميم منذ سنة 1993، وأضاف أن الشجارات بين التلاميذ ونقص الأمن يعودان إلى نقص التأطير، مشيرا إلى أن المستشار السابق ظل شهرا في المؤسسة، في حين نبه إلى أن إدارته اتخذت الإجراءات بشأن الشاب الذي دخل المتوسطة، التي استفادت بحسبه، من 60 مقعدا جديدا مع بداية السنة، لكنه لم ينف تعرض المقاعد للتخريب من طرف التلاميذ وتسجيل عجز. ونبه المدير أن عدد المراقبين يقدر بخمسة من بينهم اثنان في عطلة، بالإضافة إلى ستة موظفين بصيغة «آنام» لتأطير 900 تلميذ.
سامي.ح