يشتكي العشرات من الفلاحين الناشطين بإقليم ولاية قسنطينة مما وصفوه برداءة البذور وعدم ملائمتها لمناخ المنطقة، فيما أكد مدير تعاونية الحبوب للولاية أنه لم يتلق أي شكوى في هذا الشأن، كما ذكر أن عملية الانتقاء تخضع لإجراءات علمية دقيقة بدءا من التخزين وصولا إلى التوزيع.
وقال فلاحون ممثلون عن زملائهم عبر العديد من المناطق بالولاية، على غرار عين اعبيد وابن زياد ومسعود بوجريو وديدوش مراد، إن عملية انتقاء البذور لا تتم وفق المعايير المعمول بها لاسيما في فترة الحصاد، حيث يتم انتقاء محاصيل غير جيدة واعتمادها كبذور لموسم الحرث والبذر، وهو ما ينعكس على جودة المنتوج وفق ما لاحظوه خلال الموسم المنصرم. وبحسب الفلاحين، فإن الأصناف الجيدة للقمح قد بدأت تختفي، بسبب تراجع نوعية البذور، حيث أن الأصناف المتداولة محليا تتأثر بالأمراض والفطريات و الجفاف بسرعة كبيرتين، حيث ذكروا أن هذه العوامل السلبية قد أتت قبل سنتين على مساحات واسعة من حقول القمح، غير أنه وخلال العامين الأخيرين لم تسجل أي خسائر بعد تساقط كميات كبيرة من الأمطار.
وأوضح مدير تعاونية الحبوب والبقول الجافة للولاية أحمد سويعد للنصر، على هامش إحياء الذكرى الخامسة والأربعين لتأسيس الاتحاد بقسنطينة، أن عملية انتقاء البذور تخضع لإجراءات علمية وتقنية صارمة عبر مختلف المراحل بدءا من التخزين وصولا إلى توزيعها على الفلاحين المنتجين للقمح عبر إقليم الولاية، كما نفى وجود أي بذور مستوردة إذ أن التعاونية توقفت عن العمل بها منذ عام 1996 .
وتابع المتحدث أنه لم يتلق أي شكوى رسمية في هذا الشأن وعلى كل من يملك الدليل أن يتقدم لمصالحه للتأكد من ذلك، كما ذكر أنه من غير المعقول الحكم على النوعية وعملية الزرع لم تنطلق بعد، مشيرا إلى أن الإنتاج القياسي الذي حققته قسنطينة خلال الموسم الفارط والذي تمكنت من خلاله التعاونية من جمع قرابة مليوني قنطار، يعكس جودة ونوعية البذور المستخدمة.
من جهته ذكر الأمين الولائي لإتحاد الفلاحين سليمان عوان، أنه لا يمكن الحديث عن رداءة النوعية إلا بعد الزرع وفي حال عدم نمو البذور فإنه لابد من الاستعانة بخبير لتحديد الخلل، كما قال أن بذورالتعاونية جيدة وتخضع إلى مراقبة معهد الزراعات التقنية بالبعراوية. أما فيما يخص عدم ملائمتها للمناخ، اعتبر المتحدث أن نجاح الموسم الزراعي مرتبط بالتساقط في شهري مارس وأفريل.
وبحسب الأمين الولائي للفلاحين بقسنطينة، فإن الولاية بحاجة إلى قرابة 100 ألف قنطار من البذور في كل عام، معتبرا أن التغيرات المناخية التي تعرفها الولاية في السنوات الأخيرة، تعد السبب الرئيسي في تراجع المنتوج.
وكان فلاحون قد طالبوا العام الماضي في لقاء بدار الثقافة مالك حداد بالبحث والعمل على تطوير بذور ملائمة لمناخ وتربة كل منطقة، حيث تحدثوا عن اختفاء أنواع وأصناف قديمة كانت تتميز بها المنطقة، إذ ظهرت مكانها بحسبهم أنواع هجينة.
لقمان/ق